قوات الاحتلال تقتل ثلاثة في قطاع غزة وتدمر مزيدا من المنازل الفلسطينية وتحظر على أهالي الضفة دون الـ 35 مغادرة مدنهم وقراهم

TT

تطبيقا لقرار الحكومة الاسرائيلية بتصعيد القمع ضد الشعب الفلسطيني عقب عملية تل ابيب المزدوجة التي اسفرت عن مقتل 23 شخصا اضافة الى منفذيها وجرح اكثر من 100 مساء يوم الاحد الماضي، قتل جيش الاحتلال فجر امس ثلاثة فلسطينيين وجرح عددا اخر لدى توغله في مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة.

وامعانا في التنكيل والاضطهاد بالفلسطينيين في اطار مجمل الاجراءات العقابية التي اتخذها المجلس الامني الاسرائيلي المصغر، ردا على العملية، قررت سلطات الاحتلال حظر السفر على الفلسطينيين دون سن الـ 35 بل مغادرة سكناهم.

وذكر شهود عيان في مخيم المغازي وسط القطاع ان اكثر من ثلاثين دبابة لجيش الاحتلال انطلقت من مستوطنة كفار دروم الواقعة على بعد كيلومترين جنوب المخيم وحاصرته كما حاصرت قرية المصدر المجاورة. واضاف شهود العيان ان عناصر لواء جفعاتي الذين شاركوا في عملية التوغل استولوا على عدد من البنايات التي تحيط بمدخلي المعسكر الشرقي والغربي وقاموا باطلاق النار بشكل عشوائي على كل فلسطيني تصادف وجوده في المنطقة، في الوقت الذي قامت فيه طائرة هليكوبتر من طراز «اباتشي» الاميركية الصنع، باطلاق النار على كل سيارة فلسطينية كانت تسير على الشوارع المؤدية للمخيم.

ونتيجة لذلك قتل كل من بكر محمد خضورة (25 عاما) ونسيم حسان ابو مليح بعيارات نارية في الصدر اطلقها قناصو الاحتلال، في حين قتل اياد محمد ابو زايد (26 عاما) عندما اطلقت طائرة الاباتشي على السيارة التي كان يستقلها واصيب شقيقه عماد بجراح.

واكد شهود العيان ان قوات الاحتلال حالت دون وصول سيارات الاسعاف لتقديم المساعدة للذين سقطوا وتركوا ينزفون حتى توفي ثلاثة منهم. وقد سادت حالة من الهلع في انحاء المخيم واندفع الالاف من سكانه الى الشوارع واخليت الاحياء السكنية المتاخمة لمداخل المخيم تخوفا من عمليات مداهمات تقوم بها قوات الاحتلال. وشوهد العشرات من الاباء والامهات وهم يبحثون عن اطفالهم في زحمة عملية الاخلاء.

في الوقت نفسه ناشدت المساجد عبر مكبرات الصوت في المساجد عناصر المقاومة في المخيم وبقية مخيمات المنطقة الوسطى من القطاع، التصدي لقوات الاحتلال. وتحصن العشرات من عناصر المقاومة من مختلف الفصائل في مواقع حول مداخل المخيم.

وفي قرية المصدر المجاورة دمرت قوات الاحتلال موقعا للامن الفلسطيني، وانسحبت قوات الاحتلال الى مستوطنة كفار دروم في الساعة الرابعة فجرا.

وشارك الالاف من الفلسطينيين في تشييع جثامين الضحايا الثلاثة. وتوعد ممثلو الفصائل الفلسطينية الذين شاركوا في تأبينهم بتكثيف عمليات المقاومة.

واقتحمت قوات الاحتلال في منطقة خان يونس جنوب القطاع مخيم اللاجئين الواقع غرب المدينة وقامت بتدمير اربعة منازل فيه. وذكرت مصادر طبية فلسطينية ان اثنين من سكان المخيم قد اصيبا بجراح جراء اطلاق النار عليهما من قبل قوات الاحتلال في المنطقة.

وفي الضفة الغربية ذكرت مصادر طبية ان مواطناً فلسطينياً اصيب في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية برصاص قوات الاحتلال في مخيم طولكرم. وافادت تلك المصادر ان المواطن زياد طارق عثمان (18 عاما) اصيب برصاصة في بطنه ونقل الى قسم العناية المركزة في مستشفى الدكتور الشهيد ثابت ثابت في المدينة.

واعتقلت قوات الاحتلال انور شريم من قرية علار شمال طولكرم وكثفت من حملتها ضد عناصر حركة فتح لا سيما في منطقة نابلس شمال وسط الضفة الغربية التي انطلق منفذا عملية تل ابيب المزدوجة من احد مخيماتها. وذكرت مصادر فلسطينية ان القوات الاسرائيلية الخاصة اقتحمت بلدة تل جنوب نابلس واعتقلت 11 عنصرا من حركتي فتح وحماس.

وواصلت قوات الاحتلال عمليات تدمير المنازل في الضفة، فهدمت في قرية بيت فوريك قضاء نابلس، منزل سمير ابو سعود عبد الرازق، الذي تتهمه قوات الاحتلال بانه قائد بارز في كتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة فتح المسؤولة عن عملية تل ابيب.

ونقلت الاذاعة الاسرائيلية باللغة العبرية عن مصدر في جيش الاحتلال قوله إن عبد الرازق له علاقة بعملية تل ابيب الفدائية. ودمرت قوات الاحتلال منزل فهمي ابو حميش، احد عناصر «كتائب ابو علي مصطفى»، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والمطلوب لمخابرات الاحتلال في قرية بيت دجن. كذلك دمرت منزلا ومطعما في مخيم «قلنديا» للاجئين الواقع الى الجنوب من مدينة رام الله بحجة ان مسلحين فلسطينيين يقومون بالاختباء بهذين المبنيين خلال عمليات اطلاق النار على سيارات الجيش.

يذكر ان قيادة المستوطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة تبذل جهودا كبيرة من اجل اقناع قيادة المنطقة الوسطى في تدمير كل المنازل الفلسطينية التي تقع في محيط الطرق الالتفافية التي يسلكونها. وحسب الخريطة التي قدمها مجلس المستوطنات الى قائد المنطقة الوسطى موشيه كبلينسكي، فان عدد المنازل التي يطالب المستوطنون بتدميرها يتجاوز الالف منزل.

ونقلت وكالة الانباء الفلسطينة «وفا» عن شهود عيان في جنين قولهم، إن دبابات ومجنزرات إسرائيلية وسيارات جيب عسكرية، وعدداً كبيراً من جنود الاحتلال من المشاة، اقتحموا مخيم جنين، وشنوا حملة تفتيش واسعة في منازل المواطنين واعتقلت قوات الاحتلال خلال عمليات المداهمة الشاب محمود قنيري (25 عاما) واقتادته بعد تكبيله الى جهة مجهولة وتعرضت منازل المواطنين للتخريب المتعمد أثناء عملية التفتيش، وإجبار سكانها على إخلائها في البرد الشديد. يذكر أن مدينة جنين ومخيمها يتعرضان يومياً إلى حملات مداهمة واسعة، وخاصة في ساعات الفجر الأولى.

وصعدت قوات الاحتلال من سياستها القمعية بحق المواطنين العزل في محافظة بيت لحم وقرى الريف الغربي خاصة، فقد اقدمت جرافاتها على عزل القرى المجاورة عن بعضها البعض بواسطة السواتر الترابية والصخور الكبيرة، مما أدى إلى إغلاق جميع المداخل الرئيسية لقرى بتير وحوسان ونحالين وواد فوكين، مما زاد من معاناتهم اليومية أثناء تنقلاتهم التي هي الآن شبه معدومة.

وفي هذا الصدد، أكد مصطفى حمامرة، رئيس المجلس القروي لحوسان التي تعتبر نقطة التقاء وحلقة وصول للريف الغربي أن حياتهم أصبحت جحيماً ولا تطاق، وكأنهم يعيشون في سجن كبير لا يسمح لهم بالخروج منه والوصول إلى بيت لحم، إضافة إلى منع التجول اليومي وهو بحد ذاته مثل كافة جوانب الحياة في جميع القرى.

وفي خطوة تعكس سياسة العقوبات الجماعية التي امرت حكومة شارون بتشديدها على الفلسطينيين، اصدرت قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال قرارا يحظر بموجبه على أي فلسطيني لم يبلغ من العمر خمسة وثلاثين عاما بمغادرة المدينة او القرية التي يقيم فيها في الضفة الغربية. وادعى الناطق بلسان جيش الاحتلال ان القرار يأتي لتقليص قدرة الفلسطينيين على تنفيذ عمليات فدائية. ويعني القرار شل الحياة تماما في الكثير من المرافق في مدن الضفة الغربية، حيث ان الاف الموظفين والعمال لن يستطيعوا التوجه الى اعمالهم في المدن الكبيرة.

وفي قطاع غزة ابلغ جيش الاحتلال مكتب التنسيق الفلسطيني انه يحظر على الفلسطينيين الذين تقل اعمارهم عن الخامسة والثلاثين عاما دخول اسرائيل للعمل، في حين يمنع كل فلسطيني يقل عمره عن الخامسة والاربعين عاما المرور عبر المعبر الحدودي في رفح.