الأمير سعود الفيصل: الرياض تتابع بقلق تطور الأوضاع في العراق

وزير الخارجية السعودي: الانتخابات الإسرائيلية لن تغير شيئاً في الأوضاع المتأزمة وقد تزيدها سوءاً

TT

اكد الامير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، ان الرياض لا تزال تتابع بقلق شديد تطور الاوضاع في العراق، مشدداً على ضرورة ان يكون الخطاب العراقي مساعدا لحل الازمة وليس معقدا لها، ونافيا ان تكون واشنطن قد طلبت الحصول على تسهيلات عسكرية للعمل ضد العراق.

وقال الفيصل في مؤتمر صحافي عقده في الرياض أمس: «نحن معنيون بالسير لمنع حدوث مواجهة عسكرية وليس مواكبة اي عمل عسكري. هذا منطلق سياسة السعودية، ونحن لا نريد ان نرى ان يكون الخيار العسكري هو الخيار الذي يتخذ لحل هذه المشكلة».

وأضاف قائلا: «إذا بدأت الحرب فلا احد يعلم اين تنتهي، والرصاصة اذا اطلقت لا احد يعرف من تصيب، وبالتالي ان يكون هناك حل سلمي يحفظ وحدة العراق واستقلاله وسيادته على اراضيه هو الحل المطلوب، والامر الآن في يد الأمم المتحدة والجهة المؤثرة في هذا الاطار قرار الحكومة العراقية، ونتمنى لكي نتفادى الحرب ان يكون الخطاب العراقي تجاه هذه القضية مؤداه المساعدة على الحل السلمي وليس تعقيد الامر».

وفي معرض رده على سؤال حول ما اذا تلقت الادارة الاميركية تأكيدات من السعودية بامكانية استخدام قاعدة الامير سلطان الجوية في عمل عسكري منفرد ضد العراق، قال الامير سعود الفيصل: «اذا ما صدر قرار من مجلس الامن بناء على الفقرة السابعة لشن حرب ضد العراق، وان على كل الدول الاعضاء في الأمم المتحدة تقديم ما يطلب منها فيما عدا العمل العسكري، فان السعودية لن تشارك. واذا ما طلبت الأمم المتحدة، وطبقا للأدلة والبراهين التي بحوزتها ضد العراق، من السعودية ان تشارك فانها ستقرر وفقا لمصالحها الوطنية».

ونفى الامير سعود الفيصل ان تكون واشنطن طلبت الحصول على تسهيلات عسكرية من السعودية للعمل ضد العراق. وفي ما يتعلق بمؤتمر لندن لبحث تطور الاصلاحات في السلطة الفسلطينية، قال وزير الخارجية السعودية: «نحن في اتصال مع الحكومة البريطانية لاستيضاح الغايات من هذا المؤتمر، واعتقد ان الدعوة لهذا المؤتمر هي تأجيل الاعلان عن خطة الطريق وحتى لا يحصل جمود في العملية السلمية فان هذا المؤتمر قد يؤدي الى المساعدة على قبول خطة الطريق عندما تعلن».

واضاف متسائلا: «هل هذا المؤتمر سيعالج فقط قضية الاصلاحات الفلسطينية؟ الفلسطينيون هم المعنيون اولا واخيرا بهذه القضية، واملنا أن يوجد مؤتمر يؤدي بشكل قوي الى عودة المسار في طريق السلام ولا يختص بهذه العملية».

واضاف قائلا: «الوضع في الاراضي الفلسطينية متأزم والبطش الاسرائيلي مستمر على الفلسطينيين العزل، القتل والاغتيالات مستمرة بينما فرص وامكانية السلام موجودة خاصة في ظل المبادرة العربية للسلام التي اقرت في قمة بيروت والجهد الذي تبذله اللجنة الرباعية لا يوجد شك في امكانية ربط الطريق الى السلام بمنتهى الطريق الذي اوضحته المبادرة العربية فقط يجب ان يكون هناك من يلتقط هذه الافكار ويضع السلام على الارض ونأمل ان تقوم اللجنة الرباعية عندما تعلن عن مبادرتها بالجهد الكفيل لاقناع اسرائيل بالسير وفق هذا المنظور».

واشار الى ان الانتخابات الاسرائيلية لن تغير شيئا في الموضوع، وان وجد تأثير لها فهو في وجود تطرف اكثر وليس تطرفا اقل.

ونفى ان تكون زيارته الاخيرة للسودان لبناء تحالفات جديدة، مشيرا الى ان البلدين أعضاء في جامعة الدول العربية، مؤكدا ان الزيارة كانت لتطوير الآليات والأسس التي يتمكن بها البلدان من تطوير العلاقات الحسنة القائمة بينهما.

وفي رد على سؤال عما اذا تطرقت مباحثات مدير برنامج الاغذية العالمي الى اشتراك السعودية في اي خطط طوارئ لمواجهة اي ازمة غذاء في العراق، اوضح الامير سعود قائلا انه اتصل بكل الدول المحيطة بالعراق ووجد تفهما للمشكلة التي يواجهها، «وتعاونا في اي مجال يساعد على حماية العراقيين من اي سوء اذا تطلب الامر ذلك. اما الخطط المحددة فتبقى بين الحكومة والبرنامج».

وقال ان زيارة رئيس وزراء تركيا للسعودية تأتي في وقتها. مشيرا الى ان العلاقات التي تربط انقرة بالرياض علاقات قوية ومتينة وتاريخية. واضاف: «نقدر زيارته لتنسيق المواقف لانها تستحق التباحث بين دول المنطقة ولا يوجد شك في ان تركيا معنية كما ان الدول العربية معنية بما يحدث، وتفاعلات الاوضاع حربا ام سلما ستكون تأثيراتها على الجهتين كبيرة جدا، ونتمنى ان تكون الجولة فاتحة لتفاهم بين الدول العربية التي سيزورها وبين تركيا حول هذه الامور جميعا لاننا اذا وحدنا الرؤى نعتقد ان التأثير سيكون اكبر ليس فقط على الاجراءات التي ستتبع ولكن على النتائج التي ستكون متوخاة لهذه الاجراءات».

ووصف الأمير سعود الفيصل العلاقات السعودية ـ الاميركية بأنها تاريخية والعلاقة على مستوى الحكومتين صلبة، مشيرا الى ان التشكيك في هذه العلاقة من جانب الصحف الاميركية واظهار عناصر عن العلاقة ليست فيها، عارض يستحق الدراسة والتمحيص لزيادة الفهم المشترك بين الطرفين مثل انشاء هيئة لهذا الغرض.

وقال ردا على سؤال بشأن تناقص حجم التبادل التجاري بين البلدين: «وزير المالية لم يلاحظ تقلبا في الحجم ولم يكن هناك تقلب بالدرجة التي يشكل فيها ظاهرة في هذا الاطار، والبلدان سيقومان بتحليل هذه الظاهرة اذا كانت ظاهرة حقيقية والسعي لازالتها».

وفي رد على سؤال حول مدى صحة وصول فريق من الاستخبارات الاميركية للتحقيق مع عدد من المؤسسات الخيرية التي يعتقد ان لها علاقة بالارهاب، قال: «الاتصال بين الطرفين في هذا الاطار مستمر ولا استغرب مجيء، افراد لكن هل زيارتهم للمشاركة في التحقيق مع وزارة الداخلية في هذا الاطار، فليس لدي معلومات». ونفى ان تكون السعودية مارست ضغوطا على لبنان من اجل ايقاف برنامج تلفزيوني يتعرض لها، مشيرا الى ان الاتصال الوحيد الذي جرى كان من قبل السفير السعودي في بيروت بمدير المحطة التلفزيونية.

واضاف: «طلب السفير من المحطة اذا كان هناك برنامج عن السعودية ان يكون متوازنا، وان تتاح الفرص لكل وجهات النظر وهذا كل ما قام به السفير، وعلاقتنا مع لبنان وثيقة ولا نضمر الا كل خير».

وفي اجابة على سؤال بشأن الانتقادات الموجهة لاوضاع الجامعة العربية، قال الامير سعود الفيصل: «الخلل الرئيسي في العمل العربي المشترك هو المصداقية والجدية، وفي هذا الاطار تبذل السعودية جهدا لتطوير مفهوم المصداقية والجدية في مفهوم العمل العربي المشترك ونساعد الجامعة في تنفيذ الخطط». واشار الى ان التطوير يحتاج الى وجود مصداقية في التعامل على المستوى الحكومي في تنفيذ قرارات القمة وقرارات الجامعة العربية وايضا مجهود لتطوير جهاز الامانة العامة.