أبو حمزة يتحدى قرارا بريطانياً يمنعه من الخطابة في مسجد فنسبري بارك بلندن

تحدث في خطبته عن الجزائريين المعتقلين وقال إنهم باتوا فئران تجارب لقانون مكافحة الإرهاب

TT

تحدى ابو حمزة المصري مسؤول منظمة «انصار الشريعة» بلندن قرار مفوضية الجمعيات الخيرية لبريطانية، بمنعه الرسمي من الخطابة امس بمسجد فنسبري بارك بشمال لندن امس. وقال انه سيقاوم خطط ابعاده عن امامة المسجد، الذي يزعم مسؤولون بريطانيون انه تحول الى بؤرة للأصوليين.

وقال في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» اثناء رفع الاذان لصلاة الجمعة، امس، ان المسجد محاصر بجيش من مراسلي اجهزة الاعلام البريطانية والاوروبية. واشار الى ان خطبة الجمعة عنوانها «التحديات التي تواجه المسلمين في الغرب بعد مقتل الشرطي البريطاني». وقال: «لن اتوقف عن الخطابة حتى يشاء الله بالموت او السجن». وزعم ابو حمزة، واسمه مصطفى كامل، 44 عاما، ان هناك حملة مبيتة لتكميم افواه الدعاة في بريطانيا.

واضاف «سأواصل الوعظ الى ان يمنعوني جسمانيا، اي يضعوني في السجن. ما دمت حرا سأواصل الوعظ، انا هنا لأخدم ديني لكي اقوم بواجبي واخدم من اختاروني لهذا العمل. ويمنع القرار الجديد ابو حمزة المصري من الخطابة، الا انه يسمح له بدخول المسجد للصلاة.

وقال أبو حمزة انه لا ينوي الرد على شكاوى اللجنة الخيرية البريطانية بأنه استغل مكانته في مسجد فنسبري بارك الواقع في شمال العاصمة البريطانية. وتنتهي المهلة الممنوحة للواعظ المصري الاثنين المقبل. وقال انه تحدث في خطبة الجمعة عن الجزائريين المعتقلين على ذمة قانون مكافحة الارهاب، وذكر ان هؤلاء الشباب هم اكثر ضحايا القانون الجديد، مشيرا الى انه لن يستطيع ادانة مقتل الشرطة البريطاني ستيفن اوك في مثل هذه الظروف. وقال ان الجزائريين باتوا «فئران تجارب» لقانون مكافحة الارهاب الصادر عام .2000 واضاف انهم اصدروا قرارا مماثلا في ابريل (نيسان) الماضي، «ولكنهم لم ينجحوا في اسكات صوتي»، وقال: «بالرغم من حملة المضايقات لم يثبت اي شيء ضدي، ولن يجدوا اي شيء يدينني في المحكمة».

وذكر «ان المسلمين لا يمكنهم الاستماع الى دعوات مفوضية الجمعيات الخيرية في مثل هذه الرغبات، لان معناها ببساطة اقالة اي داعية او شيخ، وبالتالي يكونون قد نجحوا في خلق جيل من الدعاة المهادنين، اي انهم يكونون ايضا نجحوا في شراء المنابر وتسخيرها لأغراضهم».

واضاف: في السابق كان اللاجئون يستسلمون عندما يأتي اليهم رجال الشرطة، لانهم يعلمون ان هناك قضاء ومساواة، اما الآن بموجب القانون الجديد فهم مطالبون بالدفاع عن انفسهم. واكد صحة تقرير نشرته صحيفة «ديلي تلغراف» امس جاء فيه ان اللجنة الخيرية البريطانية اعطته مهلة حتى يوم الاثنين للرد على ما طلبته منه. ونقلت الصحيفة عن ديفيد ريتش، الذي يرأس التحقيقات التي تجريها اللجنة الخيرية قوله ان ابو حمزة سيطر على المسجد وابعد الجهة الوصية عليه.

وقال ريتش: «ارسلنا له اخطارا مكتوبا بأننا سنقصيه عن منصبه بشكل دائم. ولم نتلق منه أي رد، واذا لم نتلق اي رد حتى نهاية يوم الاثنين سننحيه، ومسجد فنسبري بارك هو هيئة خيرية مسجلة وهو ما يعطي اللجنة الخيرية الحق في التدخل في شؤونه اذا رأت ان المسجد يستخدم في اغراض سياسية».

ورد أبو حمزة، الذي اثارت خطبه، التي حملت اسم الدعوة والقتال في الاسلام بعد احداث سبتمبر (ايلول) الماضي، الكثير من الجدل في الاعلام البريطاني، انه «ليس من حق السلطات البريطانية اختيار ائمة بعينهم في المساجد»، واضاف «ان المفوضية من المفترض ان تراعي مصالح الناس من حيث الناحية المالية، ولكن من الجهة الروحية والدينية يجب ان تترك الاختيارات للمسلمين».

وقال انهم سينجحون في الحصول على قرار باقصائه عن منبر مسجد فنسبري بارك بشمال لندن «بسبب حالة الحقد الموجودة ضده في وسائل الاعلام البريطانية الخاضعة للوبي الصهيوني، وكذلك بسبب الضغوط الامنية ولكنني سأعترض على هذا الامر، ولن استسلم».

وقال ان منبر مسجد فنسبري بارك الذي يقف عليه كل يوم جمعة «ليس للبيع»، ولن يتنازل عنه تحت اي ضغوط. واضاف «ان الجمعيات الخيرية البريطانية ترى ان احداث فلسطين ومذابح شارون الموجهة ضد الابرياء، والحرب في افغانستان تدخل في اطار السياسة اكثر من الدين».

وتطرق الى سبب جوهري «وراء الحملة» ضد مسجده و«وهو ان القائمين على المسجد لا يتلقون اي اعانات مالية من الحكومات رغم تعدد العروض». واشار الى ان المفوضية البريطانية تعفي المسجد فقط من بعض النفقات مثل العوائد السنوية. وقال ان المسجد قائم على تبرعات المحسنين، وهو شخصيا يقدم دروسه مجانا. وذكر ان الانتقادات الموجهة الى مسجده والتي تزايدت في اعقاب احداث سبتمبر «زادت من اقبال المصلين ليس من لندن وحدها ولكن هناك العشرات من المدن الداخلية يأتون للاستماع الى خطبة الجمعة».

وسلطت الاضواء في بريطانيا على الاصولي المصري بعد ان اشاد بتنظيم «القاعدة» الذي يتزعمه اسامة بن لادن المشتبه فيه الرئيسي في الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة وبعد ان وجه انتقادات لاذعة للسياسة الغربية ازاء العالم الاسلامي.

وقالت الحكومة والشرطة البريطانية انها تراقب انشطة أبو حمزة لكنها عاجزة عن الحد منها لان المسجد تابع للجمعيات الخيرية البريطانية.

ومن جهته قال انتوني روبنسون المتحدث باسم المفوضية البريطانية للجمعيات الخيرية في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط» ان ابو حمزة تلقى امرا رسميا يمنعه من الخطابة في مسجد فنسبري بارك يكون ساري المفعول يوم الاثنين المقبل.

واوضح: اذا لم يستمع أبو حمزة لبنود القرار الذي ينتهي مفعوله منتصف ليل الاثنين، ستكون الخطوة المقبلة استصدار قرار قضائي يمنعه من الخطابة بصورة نهائية في المسجد. وزعم ان هناك بعض ابناء الجالية المسلمة ذهبوا الى اماكن اخرى للصلاة بسبب خطب ابو حمزة المصري «التحريضية». واشار الى ان اعتلاء ابو حمزة لمنبر المسجد في خطبة الجمعة (امس) يعتبر انتهاكا صريحا للقانون البريطاني. الا ان الاصولي المصري المثير للجدل لمزاعم علاقته بــ«جيش عدن ابين» الذي تورط في خطف 61 سائحاً غربياً، قُتل أربعة منهم عندما حاولت قوات الأمن اليمنية تحريرهم من قبضة زعيم الخاطفين زين العابدين أبو بكر المحضار نهاية عام 2000، اعتبر «ان الحرب المعلنة» ضده من السلطات البريطانية، جاءت بسبب اعلانه في خطبه ان منفذي عمليات سبتمبر الانتحارية، هم «شهداء وابطال».