الجزائريون في لندن منزعجون من حملة وسائل الإعلام

TT

لندن ـ رويترز: اضطر جزائريون يعيشون في بريطانيا الى حياة العزلة بعد الشكوك التي احاطت بهم في اعقاب موجة من الاعتقالات قالت السلطات البريطانية انها ذات صلة بمكافحة الارهاب.

اصبح الشعور بالخوف شيئا ملموسا في كل مقاهي ومتاجر شارع سيفن سيسترز بضاحية فنسبري بارك بشمال العاصمة لندن والمملوكة في معظمها لجزائريين يعيشون في المنفى.

وقال المحامي محمد زيدي وهو فرنسي من اصل مغربي اصبح الجزائريون الان يفزعون من الحديث مع الاغراب.

واضاف زيدي الذي ترك العمل بقانون الشركات المربح ليتفرغ لقضايا اللاجئين، انهم يعتقدون ان الحكومة البريطانية ستعتقلهم لمجرد كونهم عربا. وتعرض بالفعل عدد من موكلي لهجمات.

وقال يوسف وهو جزائري صاحب متجر ان وسائل الاعلام البريطانية تسببت في اشاعة حالة من الخوف بين العرب في بريطانيا تمنعهم في احيان من التوجه الى اعمالهم كل يوم. وقال لي صديق يعمل سباكا وكان يركب القطار ومعه عدته. فابلغ شخص ما الشرطة عنه فاعتقلته بتهمة الارهاب. وهو لا يزال في السجن بعد ثلاثة اشهر من اعتقاله. وتساءل كيف نعيش بهذا الشكل؟ وتكشف حجم الريبة والشكوك السائدة في المنطقة حين بدأ احد الصحافيين يوجه بعض الاسئلة في مقهى جزائري. فخلال دقائق خلا المقهى من الزبائن عدا صاحب المقهى الذي بدا متبرما. وقال صالح زيدي وهو صاحب متجر جزائري الناس يجيئون الى هنا لانهم يخافون العودة الى الجزائر. لقد قتل افراد اسرهم. الناس بحاجة الى التسامح.

ومنذ الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر (ايلول) عام 2001 اعتقلت الشرطة البريطانية نحو 200 مشتبه فيهم وقالت الشرطة ان غالبيتهم جزائريون.

ويقول المحامي ان اللاجئين يساهمون كل عام بنحو مليار جنيه استرليني في الاقتصاد البريطاني وان ضاحية فنسبري بارك كانت ضاحية ميتة قبل ان يحيها اللاجئون الجزائريون بمشاريع اعمالهم.

وقال زيدي مشيرا الى عدد كبير من المتاجر في الشارع المزدحم كل هذه المتاجر كانت مغلقة من قبل وكانت المنطقة مليئة بمهربي المخدرات. لكن الجزائريين اعادوا لها الرخاء واصبحت منطقة آمنة.

وعمل ياسين حمادي الذي حصل على حق اللجوء في بريطانيا منذ 12 عاما في متجر صغير للاحذية ابتاعه في نهاية المطاف. ويقول ان الجزائريين يساهمون بشكل ايجابي في الاقتصاد البريطاني.

وقال جئت الى هنا لان الحرب الاهلية كانت دائرة في بلادي. كنت خائفا ولا يوجد عمل هناك. انا لا اهتم سوى بمشروعات الاعمال ولا اهتم بالسياسة. وصرح المحامي بانه اصبح من شبه المستحيل للجزائريين الحصول على حق اللجوء الى بريطانيا خلال العام الماضي.

واضاف زيدي اذا اعطيت الناس فرصة سيعملون اما اذا حرمتهم من هذه الفرصة فمن الطبيعي ان يلجأ البعض الى الهرب ويتحولون الى مجرمين. انهم في وضع هش. وعلى الرغم من عدم توفر احصاءات رسمية عن عدد الجزائريين المقيمين في بريطانيا الا ان الدراسات قدرت عددهم بعشرات الالاف يتركزون في الاغلب في لندن.