البحرية الإسرائيلية تفرض طوقا بحريا على شواطئ غزة عقب عملية تفجيرية ضد سفينة بحرية قبالة مستوطنة دوغيت

قوات الاحتلال تقتل فلسطينيين في طولكرم وتعتقل عددا في رام الله وجنين من بينهم كوادر في حماس والجهاد الإسلامي وكتائب الأقصى

TT

فرضت سلطات الاحتلال الاسرائيلي امس طوقا بحريا على سواحل قطاع غزة وحظرت على صيادي السمك الفلسطينيين النزول الى مياه البحر الابيض المتوسط. ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية عن مديرية الأمن العام في مدينة غزة امس، قولها ان قوات الاحتلال الاسرائيلية، أغلقت بحر غزة أمام الصيادين وقامت بطرد كل الصيادين الذين كانوا موجودين في البحر، وفرضت حظراً كاملاً عليه.

ويأتي هذا الاجراء في نطاق العقوبات الجماعية التى تفرضها سلطات الاحتلال في اعقاب تفجير قارب فلسطيني قرب سفينة حربية اسرائيلية من طراز «دبور» مقابل مستوطنة دوغيت شمال قطاع غزة. وتعد هذه العملية هي الثانية في غضون شهرين التي يحاول فيه فلسطينيون استخدام قوارب مفخخة، وفي العملية الاولى التي تمت ضد سفينة من طراز دبور ايضا ووقعت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي واعلنت مسؤوليتها عنها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، أصيب أربعة من رجال البحرية الاسرائيلية، استدعيت السفينة الحربية الاسرائيلية في حينه بعدما لوحظ أن قاربًا فلسطينيًا يحاول تجاوز المنطقة المسموح للسفن والقوارب الفلسطينية الابحار في اطارها، ورجحت المصادر الاسرائيلية آنذاك أن الفلسطينيين حاولوا التوجه الى أحد الشواطئ الاسرائيلية لتنفيذ عملية هجومية.

واكد عبد العزيز الرنتيسي احد ابرز قادة حماس في قطاع غزة لـ «الشرق الأوسط» ان «احد عناصر كتائب الشهيد القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) واسمه محمود ياسين الجماصي هو الذي نفذ هذه العملية الاستشهادية». والجامصي (23 عاما) هو من سكان حي الصبرة بمدينة غزة.

وفي وقت لاحق أصدرت كتائب الشهيد عز الدين القسام بيانا رسميا حول العملية أكدت فيه «استمرار خيار المقاومة والجهاد والاستشهاد حتى تحرير آخر ذرة من تراب وطننا المغتصب».

ووقعت العملية في صباح امس حيث هاجم قارب فلسطيني محمل بالمتفجرات سفينة حربية اسرائيلية قرب شاطئ البحر عند مستوطنة دوغيت شمال القطاع.

وزعمت مصادر عسكرية اسرائيلية أن قارب صيد مفخخا انفجر صباح امس قرب سفينة دبور التابعة لسلاح البحرية الاسرائيلي التي أبحرت قرب مستوطنة دوغيت. وفي رواية اخرى قالت مصادر اسرائيلية ان طاقم دبور، رصد لوحا عائما فلسطينيا محملا بالمتفجرات قبالة قطاع غزة. واوضح المصدر ان زورقا سريعا تابعا للبحرية الحربية رصد اللوح العائم على بعد اربعة كيلومترات من الشاطىء عند مستوى مستوطنة دوغيت يحظر الابحار فيها وأطلق طاقم السفينة النار في اتجاه اللوح العائم مما أدى الى انفجاره، وتزعم الجهات الأمنية الاسرائيلية أن اللوح العائم اقترب من سفينة دبور بهدف تفجيرها، وقال سكان فلسطينيون على الشاطئ انهم سمعوا انفجارات وأصوات اطلاق نار على بعد بضعة كيلومترات من مدينة غزة.

على صعيد آخر نقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية صباح امس عن مصدر اسرائيلي رفيع المستوى قوله ان قوات خاصة في الجيش اعتقلت الليلة قبل الماضية ثلاثة فلسطينيين ينتمون الى حركتي حماس والجهاد الاسلامي في كل من نابلس وقلقيلية كانوا يعتزمون تنفيذ عمليات فدائية داخل أراضي الخط الأخضر. وأضاف المصدر ان اثنين من المعتقلين هما من حركة الجهاد الاسلامي واسماهما بسام الخطيب واياد أبو خضران، مشيرة الى أنهما كانا يخططان لشن عمليتين فدائيتين داخل أراضي الدولة العبرية بهدف قتل أكبر عدد ممكن من المستوطنين اليهود.

وذكر أيضاً أنه تم اعتقال فلسطيني ثالث من حركة حماس في مدينة قلقيلية هو عاصي عبد الله كان يخطط لشن عملية فدائية، موضحاً أنه تم اعتقال فلسطيني رابع هو من قام بتجنيد المقاوم من حماس لتنفيذ عملية فدائية.

وانسحبت قوات الاحتلال أمس من مدينة جنين، بعد أكثر من عشر ساعات من محاصرة أحد المنازل، مخلفة وراءها دماراً كبيراً في المدينة واعتقلت قوات الاحتلال خلال عمليتها الأوسع في جنين، منذ عدة أشهر، كلاً من معمر الصباح، وحمزة أبوالليل، ومجدي أبوالسباع، وسامر النورسي، من كوادر كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح.

وكانت قوات الاحتلال قد حاصرت المنزل في المنطقة الصناعية شمال المدينة، بمشاركة مجموعة من قوات الاحتلال، التي تنكرت بزي مدني وسيارات مدنية، ساندتها بعد فترة قليلة سيارات جيب، ثم دبابات وطائرات هليكوبتر من طراز أباتشي. وقامت جرافتان تابعتان لجيش الاحتلال بهدم اثني عشر محلا تجاريا في محيط المنزل، الذي حاصرته، من بينها مخازن للتموين، ومحلات لقطع غيار وتصليح السيارات، كما ألحقت أضراراً فادحة جداً في أكثر من سبعة منازل، وهدمت أسوار عدة منازل، كما دمرت الدبابات سيارتين كانتا متوقفتين في المكان، وقال شهود عيان ان النيران اشتعلت في عدد من المنازل، جراء قصفها المكثف بالرشاشات الثقيلة، في حين منعت قوات الاحتلال أطقم الاسعاف والاطفاء من الوصول اليها.

وقالت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال أخفقت في البداية في العثور على المقاومين الأربعة، حين اقتحمت أحد المنازل، بعد أن ظنت أنهم كانوا بداخله، وفي طولكرم انسحبت قوات الاحتلال من وسط المدينة، في ساعات الظهيرة، وأعلنت عن رفع نظام منع التجول عن المدينة، بعد مواجهات عنيفة بين الأهالي وقوات الاحتلال، التي اقتحمت المدينة في ساعات الصباح وأسفرت هذه المواجهات عن شابين فلسطينيين أحدهما تلميذ، كان عائدا من المدرسة، بعد أن أغلقت المدرسة أبوابها، بسبب نظام منع التجول. واعتقلت فجر امس نهاد مفيد نعالوة (25 عاماً) من ضاحية الشويكة شمال طولكرم وذلك خلال عملية اقتحام نفذتها قوات الاحتلال تساندها المجنزرات في الساعة الثانية من فجر امس، وفرضت خلالها حظر التجول على وسطها، وقام أفرادها باطلاق القنابل الصوتية والغازية والرصاص الحي في شوارع الضاحية بشكل عشوائي، مما تسبب في حالة من الارباك والخوف لدى أهالي الضاحية، خاصة الأطفال النيام.

واقتحم أفراد القوة منزل المواطن نعالوة وكسروا محتوياته بالكامل، اضافة الى تكسير محله التجاري الواقع تحت البيت، واستمرت عملية اقتحام الضاحية حتى ساعات الصباح، ثم غادرت تلك القوات المنطقة في السادسة.

واقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلية، فجر امس «مستوصف الروم الكاثوليك الطبي» في مدينة بيت ساحور، وأكد الدكتور ماجد نصار مدير المستوصف لمراسل (وفا) أن قوة كبيرة من جنود الاحتلال، قاموا بتكسير الباب الرئيسي للمستوصف، واقتحموه في وقت لم يكن فيه أي موظف أو مواطن، واضاف ان عربدة قوات الاحتلال وصلت الى حد العبث بكل محتوياته، اضافة الى تكسير جميع الأبواب لمختلف الغرف والأقسام والحاق خراب في غرفة العمليات.

وداهمت في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، مركز شرطة قرية نوبة في محافظة الخليل، وأفادت مديرية الشرطة في المحافظة، أن قوات الاحتلال داهمت المركز واعتدت على أفراد الشرطة الموجودين فيه واعتقلت أحد الموقوفين فيه.

وفتحت قوات الاحتلال الاسرائيلي في ساعة مبكرة من فجر امس، نيران اسلحتها الرشاشة تجاه منازل المواطنين في مدينة خان يونس، وأفاد مراسل «وفا» في المدينة، أن قوات الاحتلال فتحت نيران اسلحتها الرشاشة بشكل عشوائي تجاه منازل المواطنين، من أبراج المراقبة العسكرية في محيط مستوطنة جاني طال المقامة على أراضي المواطنين في المنطقة.