سكوتلنديارد: «القاعدة» تنشط في بريطانيا مع مجموعات إرهابية أخرى وسنعتقل عدداً منهم

مصادر أميركية تربط بين «خلية الريسين» في لندن وقيادي «القاعدة» أبو مصعب الزرقاوي الهارب

TT

حذر رئيس شرطة لندن امس من ان عناصر من تنظيم «القاعدة» موجودون في بريطانيا وقد يستعينون بـ«مجموعات ارهابية» اخرى في البلاد. واضاف السير جون ستيفنز في مقابلة مع شبكة «سكاي نيوز» التلفزيونية ان عددا كبيرا من المشتبه فيهم يخضعون للمراقبة، وانه يجب اعتقال «عدد منهم».

وردا على سؤال لمعرفة ما اذا كان هؤلاء الاشخاص على علاقة بتنظيم «القاعدة»، قال «اعتقد انه لا يوجد شك في انهم كذلك، ونعرف انه توجد علاقات معينة مع «القاعدة»، وبالطبع الصلة مع شمال افريقيا مثبتة مع جماعات اخرى ايضا». واضاف «اننا نعمل بتعاون وثيق جدا مع بقية الاجهزة الامنية الاخرى». وتابع قائلاً «اعتقد ان اسامة بن لادن والآخرين يسعون بكل مهارة الى اقامة علاقات مع مجموعات ارهابية موجودة للتحقق ما اذا كان في وسعهم استخدام امكاناتها»، و«اننا نعرف ان هؤلاء الاشخاص مستعدون للتضحية بحياتهم ولا رأفة لديهم، وانهم مستعدون لاستخدام اسلحة».

وتأتي هذه التصريحات بعد اعلان الشرطة البريطانية عن اعتقال ستة رجال مشتبه بهم في مطار غاتويك بلندن وعند مقر «الاتصالات الحكومية». واوضحت الشرطة انها اعتقلت ثلاثة اشخاص ينتمون الى بلدان من اوروبا الشرقية اول من امس في شتلينهام بغرب انجلترا بعد تلقيها بلاغاً من احد الاشخاص يقول ان المشتبه فيهم يتصرفون بشكل مريب في المنطقة المجاورة لمقر «الاتصالات الحكومية». ويجمع هذا المقر قاعدة الاستخبارات للتجسس، وهي الأكبر في العالم لدعم الامن الوطني في بريطانيا.

واعتقل ضباط فرقة مكافحة الارهاب ايضاً ثلاثة اشخاص مساء يوم الجمعة الماضي بعد ان احتجزهم مسؤولو الهجرة اثناء مرورهم في مطار غاتويك كنقطة عبور. ولم تذكر الشرطة اسماء او جنسيات او تفصيلات اخرى عن الاعتقالات التي تمت كلها بموجب قانون مكافحة الارهاب لعام 2000.

الا ان «الشرق الأوسط» علمت بأن هؤلاء الثلاثة من اصول جزائرية، واعتقلوا في مطار غاتويك اثناء قدومهم من جزيرة تنريف بهويات ووثائق سفر مزورة. ويتم التحقيق حاليا مع المتهمين الثلاثة في مركز شرطة بادنغتون غرين بوسط لندن.

واكدت مصادر الشرطة ان اعتقالات غاتويك ليست لها اي علاقة بعملية المداهمات في مانشستر التي ادت الى مقتل الشرطي ستيفن اوك في مانشستر على يد مهاجر جزائري الاسبوع الماضي ولا بقضية العثور على آثار سم «الريسين» في شقة وود غرين بشمال لندن في الآونة الاخيرة.

ومنذ اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) 2001، اعتقلت السلطات البريطانية نحو 200 شخص مشتبه فيهم، غالبيتهم من شمال افريقيا. وافرج عن الكثير دون توجيه اتهامات لهم، الا ان عدد المحتجزين ارتفع منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. ونقل موقع «سكاي نيوز» عن ستيفنز قوله «ان هذه الاعتقالات تثبت ان الشرطة البريطانية تسيطر على الموقف، وان معلومات الاستخبارات بشأن الجماعات المتطرفة افضل من ذي قبل».

وربط مسؤولون اميركيون كبار بين العثور على آثار سم «الريسين» في شقة وود غرين بشمالي لندن وفضل الخلايلة الملقب ابو مصعب الزرقاوي، احد كبار قادة «القاعدة» وابرز المتهمين في قضية مقتل الدبوماسي الاميركي لورانس فولي في العاصمة الاردنية في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي.

وحسب مصادر الاستخبارات الغربية، فان ابو مصعب الزرقاوي الهارب منذ عام 1999، زار بغداد الصيف الماضي للعلاج بعد ان فقد احدى ساقيه. وتقول المصادر ان الزرقاوي تنقل بين بغداد وشمال العراق، وزار الكثير من الدول العربية منذ هجمات 11 سبتمبر. وحسب المصادر نفسها، فان الزرقاوي سافر إلى إيران وسورية ولبنان خلال السنة الماضية.

وتربط المصادر الاميركية بين الزرقاوي من جهة و«خلية الجزائريين» المتهمة في قضية سم «الريسين» في بريطانيا من جهة اخرى، وحركة «انصار الاسلام» الاصولية الكردية من جهة ثالثة. وتقول المصادر العليمة ان مادة «الريسين» السامة تمت تجربتها في شمال العراق على قطعان الماعز والحمير.

وتقول مصادر الاستخبارات الغربية ان الزرقاوي متدرب على استعمال السموم. وتضيف انه في بداية يوليو (تموز) الماضي أخذ مادة سامة إلى تركيا على شكل مرهم طبي. وقال مصدر أوروبي ان الزرقاوي هو من أكثر المسؤولين التنفيذيين في «القاعدة» تحركا وتسهيلا لتنفيذ العمليات.

وصدر ضد الزرقاوي حكم غيابي بالإعدام في الأردن لتخطيطه تفجير فندق فاخر بالعاصمة عمان في يناير (كانون الثاني) 2000 كجزء من مخطط تفجيرات، كان من المفترض أن يتزامن مع احتفالات الألفية. وتقول المصادر ان الزرقاوي هو عنصر الصلة الأساسي بين تنظيم «القاعدة» وخلية «التوحيد» التي اعتقل أفرادها في فرانكفورت مطلع العام الماضي، بتهمة التحضير لهجمات في المانيا. وحسب مصادر الاستخبارات الالمانية، فان الزرقاوي اصبح أحد أهم مخططي عمليات «القاعدة» ومن خبرائها القلائل في شؤون الأسلحة البيولوجية والسموم.

=