واشنطن: رسالة بليكس إلى الرئيس العراقي آخر فرصة أمامه للتخلي عن أسلحته

رامسفيلد: سأكون سعيداً جداً إذا اعترف صدام حسين بأن عليه أن يرحل

TT

حذرت الولايات المتحدة الرئيس العراقي صدام حسين من ان الوقت ينفد امامه، وان عليه الامتثال لقرار مجلس الامن الدولي 1441 وتنفيذ ما نص عليه بشأن نزع أسلحة الدمار الشامل والتعاون تعاوناً تاماً وفعالاً مع المفتشين الدوليين، والا فان هناك تحالفاً كافياً تقوده واشنطن لنزع اسلحة العراق، وهو هدف لا مفر من تحقيقه. وفي الوقت نفسه اعربت عن الامل في ان تنجح الجهود التي تبذل من اجل اقناع الرئيس العراقي بالتخلي عن السلطة ورحيله عن العراق، مما سيحول دون استخدام القوة العسكرية.

وأجمع كل من وزير الخارجية الاميركي كولن باول، ووزير الدفاع دونالد رامسفلد، ومستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الأمن القومي كونوليزا رايس، في مقابلات تلفزيونية امس على ان العراق لا يتعاون حتى الآن تعاوناً كاملا مع فرق التفتيش عن اسلحة الدمار الشامل لديه. وأكدوا ان الموضوع ليس موضوع توصل او اكتشاف المفتشين لأسلحة الدمار الشامل العراقية، وانما هو نزع اسلحة العراق، وانه لا يتوقع ان يعثر المفتشون عليها وانما المطلوب هو ان يتعاون صدام حسين تعاوناً كاملاً ويكشف عما لديه من اسلحة. وشددوا على حقيقة قالوا إنه لا نقاش عليها وهي: انه يجب نزع اسلحة العراق حسب القرار 1441، وان الخيار بيد صدام لتجنب وقوع الحرب.

وقال اركان الادارة الثلاثة، ان الرئيس بوش يحاول عدم الذهاب الى الحرب ضد العراق، ولكن القرار في ذلك يعود الى صدام حسين. فانه اذا تخلى عن سلاحه كما قال الوزير باول: فلن تكون هناك حرب واذا لم يتخل فاننا لن ندعه يستمر.

وأعرب الوزير باول عن أمله في ان يدرك الرئيس العراقي الرسالة التي ينقلها اليه اليوم (أمس) هانز بليكس والبرادعي والتي سيبلغانه فيها «ان امامه آخر فرصة للتخلي عن سلاحه».

وعن امكانية اعطاء المزيد من الوقت لفرق التفتيش لانجاز المهمة قال الاركان الثلاثة، وبعبارات واحدة، ان المسألة ليست مسألة وقت، ولكنها مسألة نزع سلاح العراق «والوقت ينفد امام الرئيس العراقي ونظامه».

وأكدوا ان التقرير الذي سيقدمه هانز والبرادعي الى مجلس الأمن الدولي الاثنين المقبل سيؤدي الى الحكم على ما اذا كان صدام حسين يتعاون تعاوناً فعالاً ام لا. لكنهم قالوا ان ذلك لا يعني في الوقت نفسه انه لا مفر من الحرب.

وعن احتمال اقتناع صدام حسين بضرورة تخليه عن السلطة ورحيله من العراق للعيش في المنفى لتجنب وقوع الحرب، قال رامسفيلد عندما سئل عن الموضوع، لا سيما انه سبق وقابل صدام حسين (عام 1983): «انه وعلى الاقل، هناك امكانية، فالدول المجاورة له تحاول تجنب الصراع هناك، بأن يترك (صدام) البلد، وهذا سيكون جيداً للعالم اذا ترك».

وقال رامسفيلد: «ان حالة الحرب مع العراق بدأت عام 1991 ولم تنته بعد».

ومن جهته قال باول، ردا على سؤال عن الجهود الرامية لاقناع صدام حسين بالتنحي عن السلطة والرحيل عن العراق، بعد ضمان العفو عنه وعن عائلته، وان كانت هناك فرصة لنجاح مثل هذه الجهود: ان كل ما اعرفه، انني قرأت مثل هذه التقارير (عن الجهود). ولكنني لا أدري ان كانت هناك مثل هذه الجهود. وهذا كل ما استطيع قوله عن حقيقة هذه التقارير.

ولكن باول قال: «اذا ترك (صدام) وأخذ معه أفراد عائلته والنظام الحاكم، فانه سيكون هناك نظام مختلف، والتحدي آنذاك هو ان كان النظام الجديد سيلتزم بنزع اسلحة الدمار الشامل واقناع الرأي العام العالمي بأنه يعمل لمصلحة شعبه، وانه لا يهدد شعبه وجيرانه». وأضاف «ستكون هناك حالة ووضع جديد امام المجتمع الدولي».

وشدد باول قائلا: «انني أحث وأشجع صدام حسين اذا كان يتلقى اي رسائل في هذا الوقت، ان يستمع اليها بعناية».

ومن جهتها قالت رايس: ان الولايات المتحدة في معالجتها للأزمة مع العراق، لا تهدف اطلاقا من اجل السيطرة على النفط العراقي، ولكنها تتصدى للتهديد الذي يشكله صدام حسين على المنطقة وأمنها وعلى المصالح الاميركية. وقالت ان الولايات المتحدة اذا دخلت الحرب وسيطرت على النفط فانه سيستخدم لمصلحة الشعب العراقي.

وقال رامسفيلد عن امكانية رحيل صدام حسين «ان الحرب هي الخيار الاخير، وانني سأكون سعيداً جداً اذا اعترف صدام بأن اللعبة قد انتهت، وان المجتمع الدولي ضبطني، وعلي ان اترك».

وعما اذا كانت الولايات المتحدة ستضمن له العفو وعدم ملاحقته لمحاكمته على جرائم الحرب التي ارتكبها قال رامسفيلد: «انني لست في وزارة العدل أو في البيت الابيض.. ولكن ولتجنب الحرب سأوصي، وهذا رأي شخصي، بتوفير مأوى في بلد ما لكبار القادة في ذلك البلد وعائلاتهم، وأعتقد ان هذه صفقة عادلة لتجنب الحرب».

وعما اذا كانت هناك فرصة لنجاح مثل هذه الخطة قال رامسفيلد انه متفائل دائما. وان الشعب في بلده (صدام) يعرف النظام المروع الذي يحكمه، وربما يقرر (الشعب العراقي) اطاحته، وانه (صدام) وعائلته ربما يقررون ان وقتهم قد انتهى، وعليهم ان يتركوا.