اعترافات سوداني من «القاعدة»: كلفت بتشكيل مجموعة جهادية وخططنا لنقل أسلحة بالجمال إلى مصر

محمد سليمان يواجه السجن 10 سنوات بعد إقراره بالذنب أمام محكمة أميركية

TT

اعترف واحد من آخر عناصر تنظيم «القاعدة» المحتجزين في مانهاتن بنيويورك، يوم الجمعة الماضي، بأنه مذنب في تهمة عقوبتها القصوى السجن لمدة عشر سنوات. وكان المتهم، واسمه محمد سليمان النلفي، قد اعتقل اواخر عام 2000 بتهمة التورط في الهجوم على السفارتين الأميركيتين في شرق أفريقيا عام 1998. وكان المتهم سيواجه احتمال السجن مدى الحياة في حال ادين في تلك التهمة، ولكنه بدلا من ذلك اعترف بجرم آخر حين أقر امام المحكمة بأنه عمل في صفوف تنظيم «القاعدة» اوائل التسعينات في وطنه السودان. وقال النلفي، الذي كان يتحدث عبر مترجم، انه شكل «مجموعة جهادية» في السودان عام 1989 تنفيذا لتوجيهات «القاعدة». وقال وهو يتحدث عن تلك المجموعة «شكلت المجموعة على مبادئ «القاعدة»، وكان الغرض منها تجنيد مواطنين سودانيين في صفوف المنظمة».

وقال النلفي، 40 سنة، انه سافر مع آخرين في قافلة على ظهور الجمال من السودان الى مصر عام 1990 «بهدف فتح طريق تستخدمه «القاعدة» لنقل الاسلحة الى مصر دون ان التعرض للرقابة».

واضاف النلفي وهو يقف موثوق اليدين، امام القاضي كيفين توماس دافي، بدائرة مانهاتن القضائية، انه حضر اجتماعا عام 1992 ناقش فيه مسؤولو «القاعدة» الوسائل الملائمة لاجبار القوات الأميركية وقوات الأمم المتحدة على مغادرة الصومال ومنطقة الخليج. واوضح انه ساعد كذلك في انشاء بعض الاعمال التجارية لصالح شبكة أسامة بن لادن. وكانت الحكومة الأميركية قد ذكرت ان هذه الاعمال التجارية تستخدم واجهات لشراء المتفجرات والكيماويات والاسلحة. وقال احد اعضاء فريق الادعاء ان النلفي يمكن ان يسلم الى السودان بعد قضاء فترة حكمه بالسجن.

ولم يكن واضحا سبب سماح الحكومة الأميركية للنلفي بالاعتراف بتهمة تدمير مواد تخص الدفاع القومي، وهي التهمة التي تصل عقوبتها القصوى الى عشر سنوات سجنا. ولم يشأ اعضاء فريق الادعاء التعليق على هذه المسألة.

ولكن، من الجهة الاخرى، ليست هناك أية ادلة تؤكد ان النلفي لعب أي دور في تفجير السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام.

وربما تكون بعض العوامل قد ساعدت النلفي في اتخاذ موقف الحكومة من هذا الموقف. فقد كان هناك ايحاء غير مباشر في محاكمات تفجير السفارتين، والتي جرت في مانهاتن عام 2001، ان النلفي انقلب على بن لادن. وكان شاهد الادعاء الاساسي، جمال أحمد الفاضل، الذي هجر صفوف «القاعدة» ووافق على التعاون مع السلطات الأميركية، قد ذكر انه فكر في لحظة ما في اشراك مجموعة النلفي في مخطط لاغتيال بن لادن. ولكن ليس واضحا ما اذا كان قد طرح هذه المسألة بالفعل على النلفي الذي تربطه به علاقة مصاهرة.

يذكر ان النلفي احتجز بعد احضاره الى الولايات المتحدة اواخر عام 2000 في موقع سري لمدة اربعة اشهر. وهو اجراء يتبع عادة عندما تكون السلطات راغبة في اقناع الشخص المعين بالتعاون معها. وفي مارس (آذار) 2001 اعلن عن التهم الموجهة اليه.

وصرحت محامية النلفي، ماريون سيلتزر، ان موكلها لا يتعاون مع السلطات. وقالت ان سماح الحكومة له بمواجهة السجن لمدة عشر سنوات يمثل «اعترافا» من جانب الحكومة بأن مستوى المشاركة في المؤامرة يختلف من شخص الى آخر، «وان هؤلاء جميعا يجب ألا تنزل بهم نفس العقوبة». وقالت ان موكلها «لا يكنّ أي عداء للولايات المتحدة».

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»