مستشار بوش للأمن المعلوماتي يستقيل ويحذر من هجمات إلكترونية مدمرة

TT

استقال المستشار الخاص للرئيس الاميركي لشؤون الامن المعلوماتي وحذر من هجمات الكترونية قد تكون «اكثر جدية وتدميراً».

وقال ريتشارد كلارك، في مقابلة اجريت معه بعد استقالته يوم الجمعة الماضي، انه على الرغم من ان الحكومة بذلت جهوداً معتبرة في حماية البنية التحتية الالكترونية من هجمات كومبيوترية، فان الولايات المتحدة تواجه خطراً اكثر من اي وقت مضى، نسبة لتزايد اعتمادها على شبكة المعلومات الدولية الانترنت. واضاف «ان هجوماً الكترونياً متطوراً قد لا يسفر عن مقتل اناس كثيرين، لكنه قادر بالفعل على الإضرار باقتصادنا وتقليص قدرتنا على الاستجابة لأزمة معينة، خاصة اذا كانت تلك الازمة متزامنة مع حرب او مع هجوم ارهابي».

واوضح كلارك ان هجوم نهاية الاسبوع ما قبل الماضي عبر بقة الكومبيوتر، التي عرفت باسم دودة سابهاير، اظهرت هشاشة الاقتصاد الاميركي المعتمد بشكل متزايد على الانترنت. فعلى الرغم من ان تلك البقة كانت بسيطة، يقول كلارك، فانها دمرت العديد من الاجهزة عبر الولايات المتحدة والعالم في غضون ساعات قليلة، مما ادى الى اغلاق جزئي في «بنك اوف اميركا» وفي شركة «كونتيننتال ايرلاينز» الجوية، وعطل دخول ملايين الناس الى الانترنت. واضاف «لا تفترضوا ان الاضرار التي سببها مهاجمو الانترنت في الماضي يمكن القياس بها على المستقبل. مثلما اظهرت هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 هشاشة الولايات المتحدة على المستوى العام، فان بعض الاعداء سيستغلونها بطريقة اكثر جدية واكثر تدميراً».

يشار الى ان كلارك كان قبل توليه ملف الامن المعلوماتي، مسؤولاً عن مكتب مكافحة الارهاب التابع للبيت الابيض في ادارتي الرئيس الحالي جورج بوش وسلفه بيل كلينتون. واثناء هجمات 11 سبتمبر، لعب كلارك دوراً مهماً في ترتيب الوضع الامني داخل البيت الابيض وبعض الاماكن الحساسة الاخرى، حسبما افاد رفقاء له.

وقال كلارك انه قرر الاستقالة لان «11 سنة في البيت الابيض و30 سنة في الحكومة اكثر من كافية» ولان الرئيس بوش سيكشف قريباً عن استراتجية لحماية البنية التحتية المعلوماتية للولايات المتحدة، كان كلارك وفريقه قد اعدوا مسودتها.

وقال مساعدون ان كلارك ارهقته في الآونة الاخيرة البيروقراطية الفيدرالية التي ظلت تعارض اعتبار الارهاب المعلوماتي تهديداً حقيقياً.

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الاوسط»