قطر تلعب دورا متناميا في عمليات القوات الجوية الأميركية ضد العراق

طائرات «اي سي 130» تنطلق منها لدعم مراقبة منطقة الحظر الجوي الجنوبية وبث برامج إذاعية دعائية

TT

الدوحة - رويترز: تعمل طائرات الحرب النفسية والالكترونية الاميركية التي تقوم بحراسة منطقة حظر الطيران في العراق بانتظام الآن من قطر. ويمثل وجود هذه الطائرات الذي لم تكشف عنه وسائل الاعلام المحلية جزءا من انتقال عمل الولايات المتحدة الى قطر خلال العام الماضي من القواعد الاميركية في السعودية التي حذرت العالم الاسبوع الماضي من ان الكثير من الناس سينظرون الى غزو العراق على انه «حرب عدوانية».

وهذه الطائرات تشبه طائرات النقل من طراز هيركوليز. لكن هذه الطائرات من طراز «اي سي 130 اي» و«اي سي 130 جيه» و«اي سي 130 اتش» وهي من قاعدة ديفيس مونثان الجوية في اريزونا ومن نوع متطور للغاية يقوم بمهام القيادة والسيطرة والاتصالات الميدانية المحمولة جوا وبث برامج دعائية على موجات العدو. ودور هذه الطائرات هو دعم الطائرات الاميركية والبريطانية التي هاجمت مواقع في منطقة حظر الطيران في جنوب العراق 22 مرة منذ الاول من يناير ( كانون الثاني) هذا العام واقناع القوات العراقية بعدم القتال نيابة عن صدام حسين. وتنطلق هذه الطائرات من مطار الدوحة وتعود اليه في جميع ساعات اليوم وتتحرك بجوار صالات الركاب وتأخذ دورها للاقلاع مع طائرات الركاب. ويتعامل المطار المدني والعسكري الآن مع عدد كبير من الطائرات العسكرية الاميركية ليل نهار.

ويبدو ان دور قطر يتعاظم كنقطة انطلاق للقوات الجوية في عملية غزو العراق، بالاضافة الى الطائرات التي تنطلق من حاملات الطائرات والقاذفات بعيدة المدى والغواصات المزودة بصواريخ فيما تقترب الولايات المتحدة من الخيار العسكري في المنطقة. وامتنع متحدث عسكري باسم القيادة المركزية الاميركية في ادارة القوات الجوية بمقر القيادة المركزية في فلوريدا عن تأكيد أو نفي موقع الطائرات المتخصصة لكنه قال انه سيتم نشرها «أينما دعت الحاجة الى ذلك» لتنفيذ اهداف الامم المتحدة والاهداف الاميركية. وتتمركز الطائرات المقاتلة من بينها قاذفات اف 117 ايه ستيلث وطائرات اف 15 المهاجمة وطائرات التزود بالوقود في الجو التابعة للقيادة المركزية الاميركية في «العديد» وهي قاعدة جوية اميركية كبيرة ما زال يجري بناؤها في الصحراء جنوب الدوحة.

واثناء حرب الخليج في عام 1991 كان مقر القيادة المركزية برئاسة الجنرال نورمان شوارتسكوف في مبنى وزارة الدفاع في العاصمة السعودية الرياض. وقدمت السعودية عشرات القواعد للقوات الجوية الاميركية في حملتها لطرد قوات الاحتلال العراقي من الكويت. وكانت الطائرات القاذفة من طراز ستيلث تنطلق من قاعدة في اعماق جنوب غرب السعودية لضرب بغداد.

ويعمل القائد الحالي للقيادة المركزية الاميركية الذي سيقود أي حرب جديدة ضد العراق وهو الجنرال تومي فرانكس من مقر قيادته في قطر على بعد عشر دقائق من «العديد» في معسكر السيلية على مشارف المنطقة الصناعية في الدوحة. وتوجد اتفاقية دفاع مشترك بين قطر وواشنطن واتفاقية اخرى مع فرنسا التي تتولى تدريب الطيارين المقاتلين على طائرات ميراج .2000 ويقول دبلوماسيون ان قطر تفضل ان يكون التعاون العسكري غير ملحوظ في هذا الوقت الذي يسوده التوتر لكنها لا تخفى مسألة الطائرات الحربية.

لكن السعودية وعلى العكس من ذلك أوضحت انها لن توفر نقطة انطلاق هذه المرة. ولم تؤكد السعودية لواشنطن حتى الان انها ستسمح للطائرات الحربية الاميركية باستخدام المجال الجوي السعودي في المناورة. ويمكن ان يقيد رفض السعودية، وان كان غير مرجح، الحملة الجوية الاميركية في نطاق مجال جوي ضيق ويعقد وظيفة تنسيق هجوم جوي كاسح باستخدام مئات الطائرات والسفن التي تطلق صواريخ.

وطلبت ايران من الطائرات الاميركية عدم انتهاك المجال الجوي الايراني مثلما فعلت في حرب الخليج عام 1991 عندما قصفت صواريخ كروز الاميركية بغداد باستخدام مسار يمر فوق جبال ايرانية دون علم أو موافقة ايران. ويقول محللون في الخليج ان رسالة طهران قد تكون خطابا موجها للداخل للاستخدام المحلي.