فندق شبه مهجور في جنوب شرق تركيا يحظى باهتمام أميركي ودولي ومالكوه يتطلعون لاستعادة مجده القديم بفضل الحرب المحتملة ضد العراق

TT

لا شك ان فندق نزيرهان في نصيبين في جنوب شرق تركيا، شبه المهجور حاليا، قد شهد أياما أفضل جعلته يطلق على نفسه «المجمع السياحي الفريد». وبفضل صدام حسين فان الفندق يأمل حاليا في عودة سريعة الى مجده القديم. وذكر محمد ديفريمتسي، احد الاشقاء الثلاثة الذين يملكون الفندق، ان ممثلا للامم المتحدة زار الفندق الاسبوع الماضي، لحجز بعض الغرف والتفاوض على اسكان بعض موظفي الاغاثة التابعين للامم المتحدة والذين من المنتظر ان يقيموا في شمال العراق. وتساءل آخرون عن وجود غرف خالية، مما جعل اصحاب الفندق يعدون أنفسهم للضيوف الجدد. وبالفندق 72 غرفة، مع حوض سباحة نصف دائري، خال حاليا من المياه، ومجمع رياضي وميادين للتنس وكرة السلة وسونا وحمام تركي يسع 200 شخص. وقال ديفريمتسي، بصورة غامضة، ان «هناك استفسارات اخرى» لم يشأ ان يتوسع فيهاولكن عمال الفندق يقولون انه يشير الى ضابط اميركي زار الفندق قبل ثلاثة ايام، وتساءل عما اذا كان هناك «مكان» واستفسر خصيصا عن الحمام التركي. وقال احد موظفي الفندق «الجنود يتسخون».

ويعترف ديفريمتسي بان آماله يمكن ان تنهار مرة اخرى. وقال ظللت انتظر 13 سنة، «وهو يشير بذلك الى عام 1990 عندما قضى الأتراك على عمله باغلاق الطريق الذي يربط هذا الجزء الجنوبي الشرقي من تركيا بالجزء الذي يسيطر عليه الاكراد من شمال العراق، وقد ظهرت الاسبوع الماضي اشارات قوية على التدهور الذي يمكن ان تصل اليه الامور. فقد تحولت مناسبة كان الغرض منها ابراز التعاون بين تركيا والاحزاب الكردية في شمال العراق، الى ساحة للتشويش والاضطراب والاتهامات المتبادلة، كما هو الحال في كل مرة تتصور فيها الاطراف المتعددة ان نهاية صدام اصبحت وشيكة».

واستغل 150 صحافيا كانوا ينوون تغطية اول مؤتمر للمعارضة العراقية يعقد داخل العراق، ست حافلات توجهت الى الحدود. ولكن على بعد 7 اميال من الحدود قام جندي تركي وحيد باغلاق الطريق وأمر الحافلات بالعودة الى مدينة سيلوبي الحدودية القريبة. ولم تكن الاسباب واضحة، ولذلك انطلقت الاتهامات المريرة المتبادلة بين جهات تحب ان يعرف عنها عداؤها لصدام. المسؤولون الأكراد اتهموا الحكومة التركية بتدبير هذه الجولة كنوع من المناورة يمكنها من إدخال عناصرها الامنية متخفية في زي المرشدين الصحافيين، وقال فوزي الحريري، المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني، للصحافيين المحبطين في محادثة هاتفية: «نحن لن نسمح لاية حافلات حكومية تركية بعبور أراضينا، ولا نريد لكم ان تستغلوا كوسيلة لاختراق منطقتنا والتدخل في شؤونها».

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»