خالد شيخ للمحققين: شيخنا بن لادن حي والتقيته الشهر الماضي في باكستان

المباحث تحقق حول 12 شخصاً يعيشون في أميركا وعثر على أسمائهم في مكان اعتقال قيادي «القاعدة»

TT

اكد مسؤولون باكستانيون ان اسامة بن لادن كان الشهر الماضي موجوداً في باكستان حيث التقى بخالد شيخ محمد، قيادي تنظيم «القاعدة» الذي القي القبض عليه يوم السبت الماضي في مدينة روالبندي الباكستانية. واضاف المسؤولون ان المواد التي جرت مصادرتها خلال اعتقال قيادي «القاعدة» اظهرت ان خالد شيخ وبن لادن التقيا في وقت ما في فبراير (شباط) الماضي، وربما في روالبندي. وقال مسؤول حكومي باكستاني كبير «ليس هناك اي شك في انه (بن لادن) حي ويتمتع بصحة جيدة. لدينا وثائق تظهر انه حي وموجود في هذه المنطقة».

وفي مقابلة منفصلة، قال مسؤول باكستاني آخر ان خالد شيخ ابلغ المحققين انه التقى بن لادن الشهر الماضي في مكان ما، إلا ان خالد شيخ رفض الكشف عنه. ونقل المسؤول الباكستاني عن خالد شيخ قوله «بفضل الله، فان شيخنا حي. لقد التقيته قبل شهر فقط».

من جانبهم، اكد مسؤولون اميركيون ان مكتب المباحث الفيدرالي (اف. بي. آي) بدأ تحقيقات حول 12 شخصا يقيمون في الولايات المتحدة وعثر على اسمائهم في المنزل الذي القي القبض فيه على خالد شيخ. وتقوم السلطات ايضاً بفحص ارقام هواتف وملفات كومبيوترية عثر عليها خلال تفتيش المنزل الذي اعتقل فيه، اضافة الى خالد شيخ صاحب المنزل ومصطفى احمد هوساوي، المسؤول المالي في «القاعدة» والذي تمت تسميته في ادعاءين جنائيين لهما علاقة بالارهاب في الولايات المتحدة.

وقال مسؤولون في هيئات تطبيق القانون في الولايات المتحدة ان الاشخاص الذين عثر على اسمائهم ويعيشون في الولايات المتحدة كانوا تحت الفحص بالفعل. وقال مكتب المباحث في نشرته الاسبوعية التي صدرت اول من امس انه حث المسؤولين في هيئات تطبيق القانون المحلية الى التنبه لاي اشارات عن نشاطات ارهابية، محذراً من ان القبض على خالد شيخ قد يؤدي الى التعجيل بتنفيذ عمليات كان عناصر من «القاعدة» يستعدون لتنفيذها. وجاء في النشرة ان «القبض على خالد شيخ كان ضربة قوية على المدى الطويل لقدرات «القاعدة» على التخطيط وتنفيذ هجمات ضد الولايات المتحدة». لكن النشرة اشارت الى ان نشطاء «القاعدة» ربما يسعون الى التعجيل بهجمات كانت في مرحلة التخطيط قبل ان تتمكن السلطات من استخدام معلومات تم الحصول عليها عقب القبض على خالد شيخ، لافشالها.

واشار مكتب المباحث في نشرته ايضاً الى ان خالد شيخ التقى العام الماضي مع جوزيف باديلا، الاميركي الذي كان اعتقل في مارس (آذار) من العام الماضي بتهمة التخطيط لشن اعتداء في الولايات المتحدة بقنبلة مشعة.

وقالت السلطات ان خالد شيخ لعب دورا في التخطيط لعدد من هجمات «القاعدة»، بما في ذلك اول محاولة لنسف مركز التجارة العالمي عام 1993، والمؤامرة الفاشلة لاسقاط 11 طائرة ركاب اميركية فوق المحيط الهادئ عام 1995 ونسف معبد الغريبة اليهودي في تونس في ابريل (نيسان) .2002 كما انه كان وراء المخططات التي ادت لرفع حالات التأهب الامني في الولايات المتحدة العام الماضي.

وحذرت المباحث الاميركية من ان القبض على خالد شيخ قد يؤدي الى هجمات انتقامية في الولايات المتحدة. وجاء في النشرة الاسبوعية السرية التي يتم توزيعها على 18 الف وكالة على المستوى المحلي والفيدرالي «ان عملية القبض على خالد شيخ قد تؤدي على المدى القصير الى الاسرع بتنفيذ عمليات».

جدير بالذكر ان القاء القبض على خالد شيخ وهوساوي ادى الى سلسلة من النشاطات في وكالة الاستخبارات المركزية (سي. آي. ايه) ومكتب المباحث بعد العثور على اجهزة كومبيوتر واقراص كومبيوتر مدمجة وهواتف جوالة وغيرها من المعدات والاجهزة الالكترونية. وقال مسؤولون اميركيون ان هذه المواد تحتوي على كنوز من المعلومات بخصوص «القاعدة»، ضمنها اسماء مشتبه فيهم واماكن وجودهم.

وقال مسؤول اميركي «واضح ان كل ما حصلنا عليه في المنزل الآمن (الذي كان يقيم فيه خالد شيخ) سيؤدي الى نتائج هامة»، مضيفاً ان المعلومات تشير الى ان خالد شيخ استخدم الكومبيوتر والهواتف الجوالة للاتصال بمساعديه في «القاعدة» في عشرات من الخلايا المحتملة حول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة. وقالت السلطات الفيدرالية ان مجموعة الرجال الذين عثر على اسمائهم تم فحص اوضاعهم بشكل او بآخر.

والعلاقات الواضحة بين هؤلاء الاشخاص وخالد شيخ جددت اهتمام مكتب المباحث بهم بصورة كبيرة في الايام الاخيرة، طبقا لما ذكره العديد من المسؤولين الاميركيين الذين اوضحوا ان بعض المشتبه فيهم يمكن القبض عليهم «فورا». ولاحظ واحد من رجال مكتب المباحث انه في اعقاب هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001، القي القبض على العديد من الناس لمجرد ان ارقام هواتفهم كانت مرتبطة بصورة هامشية بواحد او اكثر من الخاطفين.

وقال مسؤول فيدرالي آخر «لا يمكنني التخيل انهم هنا لاسباب خيرية»، في اشارة لهؤلاء المرتبطين بخالد شيخ. واضاف «سنستمر في مراقبة هؤلاء الرجال على امل ان ذلك يقود الى غيرهم من عناصر القاعدة».

من ناحية اخرى، حددت نشرة مكتب المباحث مجموعة اخرى من افراد اسرة خالد شيخ يعيشون خارج الولايات المحدة باعتبارهم من اعضاء «القاعدة»، بمن فيهم اثنان من ابناء اخوته المرتبطين برمزي يوسف، منفذ الهجوم على مركز التجارة العالمي عام .1993 واحد هؤلاء يدعى عبد الكريم و«يتحدث الانجليزية ولديه خبرة في الحياة في الولايات المتحدة بعد السنوات التي قضاها طالبا في ولاية نورث كارولاينا في منتصف الثمانينات»، حسبما جاء في النشرة. وقال مسؤول في هيئات تطبيق القانون «ان النشرة تشمل معلومات حول الفترة التي قضاها عبد الكريم في الولايات المتحدة لان مكتب المباحث يشعر بالقلق من انه ربما كان مشاركا في جهود لشن عمليات هجمات داخل الحدود الاميركية».

* خدمة «نيويورك تايمز» و«لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»