جلسة حاسمة في تركيا اليوم لفلسطيني تتهمه إسرائيل بمحاولة خطف إحدى طائراتها

أربعة محامين يدافعون عن توفيق فقرا ويتقاضون 40 ألف دولار تبرع بها أهالي بلدته في الجليل الأعلى

TT

تبدأ في اسطنبول اليوم محاكمة توفيق فقرا، الشاب الفلسطيني الذي يزعمون أنه حاول في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي خطف طائرة من طراز «موفير» تابعة لشركة «العال» الاسرائيلية قبل دقائق من هبوطها في مطار العاصمة التركية.

وقد اتصلت «الشرق الأوسط» أمس بوالده ومحاميه قبل ساعات من سفرهما معا لمتابعة الجلسة في اسطنبول، وهي جلسة حاسمة تقريبا، ففيها ستدلي مضيفة الطائرة بافادتها، ومعها اثنان من رجال الأمن الاسرائيليين الذين انقضوا عليه حين سمعوها تصرخ «عربي.. مخرّب.. مخرّب» وهي في حالة شجار معه أمام مدخل قمرة القيادة بالذات.

وتوفيق فقرا، 23 سنة، هو شاب محاط بغموض حقيقة، فقد حمل سكينا طولها 4 سنتيمترات حين صعد الطائرة من مطار اللد. وفوق ذلك كله اعترف للمحققين الأتراك بأنه أراد خطفها ليقتحم بها، وبمن عليها من ركاب، أعلى مباني تل أبيب في جادة بيغن، وهو برج «آزرييلي» المكون من برجين ارتفاع الطوابق الخمسين لكل منهما أكثر من 187 مترا، ويزورهما 40 ألف شخص كل يوم، وفيهما تقع مقرات لثلاث سفارات أجنبية. الا أن فقرا تراجع عن اعترافه حين مثل أمام قاض تركي منذ شهرين تماما، وقال إنه بريء مما يشتبهون، وإن المحققين الأتراك ضغطوا عليه ولوحوا بامكانية تعذيبه حين كانوا يستجوبونه، فخشي العواقب واعترف كيفما كان، لذلك طلب القاضي التركي محاكمته، وحدد للجلسة مداولات أولية موعدها اليوم.

ولم يكن فقرا، الموصوف من معارفه وذويه بانه حساس سريع الغضب وساذج وبريء، قد ركب طائرة في حياته قط، بل لم يغادر اسرائيل الى أي بلد في الخارج قبل تلك الرحلة التي قام بها ليمضي 3 أيام سياحة في تركيا، لذلك يقولون إن ألون غاير، وهو عميد شؤون الطلاب في الجامعة التي كان يدرس فيها «ضحك طويلا حين أخبروه باعتقاله، لأنه لا يصدق أن فقرا يمكن أن يخطف دراجة، لا طائرة» وفقا لما نقلته صحيفة محلية باسطنبول على لسانه.

ولخص محامي فقرا، وهو الفلسطيني رياض الأنيس، مع «الشرق الأوسط» أمس، ما حدث على الطائرة بأنه كان نوعا من شجار جرى بين موكله والمضيفة الاسرائيلية التي استدعاها القضاء التركي لتدلي بشهادتها اليوم أمام المحكمة «لأن توفيق قام من مقعده مرات خلال الرحلة، ربما لأنه كان يريد التجول في الطائرة ليتعرف على تفاصيلها، باعتبار أنه لم ير طائرة من الداخل في حياته، وهذا طبيعي» كما قال.

وذكر الأنيس ان اثنين من رجال الأمن الاسرائيليين سيدلون بشهادتيهما في جلسة اليوم «وهناك راكب عربي كان على الطائرة، و هو أديب علوان، استدعيناه مع بعض الركاب الاسرائيليين ليدلوا بشهاداتهم في جلسة ثالثة ستحدد موعدها جلسة الغد (اليوم) وشهادتهم حيوية، لأنهم رأووا كل شيء وعاينوه» على حد تعبيره.

وقال الأنيس أن فقرا محتجز الآن في سجن «كرتل» الشهير في اسطنبول مع عدد من السجناء بعد أن أمضى شهرين في زنزانة انفرادية. وقال انه وجده طبيعيا حين اجتمع اليه في اسطنبول بالسجن، وإن فقرا شرح له أنه يحمل تلك السكين دائما معه، ومنذ سنوات المراهقة «لكني أستغرب كيف استطاع الصعود الى الطائرة وهو يحملها في جعبته من دون أن يرصدها رجال الأمن المراقبون للأمتعة الركاب في المطار» كما قال.

وروى الأنيس أن رجال الأمن الاسرائيليين احتجزوا فقرا طوال ربع ساعة بعد السيطرة عليه على متن الطائرة، حتى هبطت بعدها في مطار اسطنبول وسلموه للشرطة التركية، وأن هناك 3 محامين أتراك، بالاضافة اليه، يتولون الدفاع عنه في تركيا «وهو ما سيكلف أكثر من 40 ألف دولار، تبرع بها أهالي بلدة «البعينة ـ النجيدات» لأن عائلة الشاب متوسطة الحال، ولا تملك ما تدفع به أجور المحاماة» على حد تعبيره.

وقال إن صالح فقرا، 46 سنة، وهو والد توفيق واخوته السبعة، والموظف في المجلس البلدي بالبلدة، سيسافر معه الى اسطنبول ليتابع جلسة اليوم. وكان صالح فقرا قد ذكر لـ«الشرق الأوسط» أن ابنه سافر الى تركيا ليرتاح 3 أيام، يعود بها لعمله الجديد، وأن الرحلة كانت رخيصة التكاليف «تكلف 90 دولارا، ونظمتها شركة سياحية، حيث الركاب يقضون 3 أيام لقاء أجر رخيص، ثم يعودون. أما لماذا اختار تركيا، فهو «لأن الشركة السياحية نظمت الرحلة اليها، ولو كانت لغيرها لسافر أيضا» وفقا لما ذكره عن ابنه الذي يهوى الغناء وكان يتمنى لو يصبح مطربا. كما أنه يلعب كرة القدم في أوقات الفراغ، وهو لاعب جيد «والجميع يشهد له بذلك» كما قال.