علمت «الشرق الأوسط» ان الاصولي الفلسطيني ابو أنس الذي كان مقيما في لندن بصفة رسمية حتى قبل نهاية العام الماضي، واعتقل في غامبيا بغرب افريقيا، نقل منذ اسبوعين من قاعدة باغرام في افغانستان الى معسكر «دلتا» في قاعدة غوانتانامو البحرية الاميركية.
واشارت مصادر الاسلاميين في لندن نقلا عن مصادر مطلعة في باكستان الى ان ترحيل الاصولي الفلسطيني الى غوانتانامو يعني انتهاء التحقيقات معه، الا انها اشارت الى ان ابو أنس لا يوجد ما يشير الى ارتباطه بـ«القاعدة» او أي تنظيمات ارهابية اخرى. وقالت مصادر الاصوليين ان عائلة الاصولي الفلسطيني تلقت رسالة منه قبل ترحيله الى غوانتانامو التي يحتجز فيها 650 من اسرى «القاعدة» وطالبان، واحتوت الرسالة على عبارات قليلة طمأن فيها الاصولي الفلسطيني زوجته واطفاله على احواله.
وكان ابو أنس واسمه جميل البنا، وهو صديق مقرب من ابو قتادة الزعيم الروحي لـ«القاعدة» في اوروبا المحتجز حاليا في سجن بيل مارش بوحدة شديدة الحراسة بجنوب غربي لندن، اعتقل مع مواطن عراقي اسمه بشر الراوي وكنيته «بشر العراقي» في غامبيا بغرب افريقيا في شهر رمضان الماضي.
وكانت المجموعة الاصولية المهاجرة من بريطانيا الى غامبيا تنوي افتتاح مصنع للزيوت النباتية مع اخرين هناك. وذكرت مصادر الاصوليين الى ان ترحيل ابو أنس الفلسطيني الى القاعدة الاميركية في قندهار بجنوب افغانستان، ربما كان لمواجهته بآخرين محتجزين من «الافغان العرب» ابان وجوده في افغانستان اثناء سنوات القتال ضد الروس. كذلك تطرقت مصادر الاصوليين الى ان تحقيق ضباط المباحث الاميركية مع ابو أنس الفلسطيني ربما تطرق الى الحصول منه على معلومات عن بدايات تنظيم «القاعدة» خلال فترة وجوده في افغانستان، تفاديا لتلقي شكاوى عن انتهاكات حقوق الانسان، وهو الامر الذي يتجنبه مسؤولو قاعدة غوانتانامو الاميركية.
وكان ابو أنس الفلسطيني وبشر العراقي اعتقلا ضمن شبكة اصولية مهاجرة من لندن الى غامبيا لدى وصولهما الى مطار بانغول الدولي منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، واجرى ضباط المباحث الاميركية تحقيقات مكثفة معهما لاكثر من شهر عن علاقتهما بـ«ابو قتادة» الذي يصفه البعض بانه الزعيم الروحي لـ«القاعدة» في اوروبا، وكذلك علاقتهما مع عدد آخر من الاصوليين المحتجزين في لندن طبقا لقانون مكافحة الارهاب الصادر عام .2000 وتلاحق اجهزة الأمن في سبع دول اوروبية ابو قتادة ويطالب الاردن بتسليمه بتهمة تمويل الارهاب.