الحاكم المدني الأميركي يؤجل عقد «المؤتمر الوطني» العراقي إلى يوليو بدعوى انتظار ظهور أحزاب جديدة من أجل حكومة «أوسع تمثيلا»

TT

قال بول بريمر رئيس الادارة المدنية الاميركية في العراق امس ان المؤتمر الوطني العراقي الذي سيكلف باختيار سلطة مؤقتة للبلاد سيعقد على الارجح في يوليو (تموز) المقبل بعد اكثر من شهر مما كان مقررا في الاصل. واعلن التأجيل بعد ظهور خلافات بين بريمر والزعماء السياسيين العراقيين الذين طالبوا بتسليم السلطة في البلاد على وجه السرعة الى حكومة عراقية.

وقال بريمر للصحافيين اثناء زيارة لسجن اعيد تجديده في وسط بغداد «اننا نواصل اجراء حوار فعال مع الزعماء العراقيين ونجتمع معهم كل يوم». وعندما سئل متى سينعقد المؤتمر الوطني قال بريمر «لا اعتقد انه سيكون في يونيو(حزيران). اننا نتحدث الان عن موعد ما في يوليو(تموز) لجمع مؤتمر وطني». وعندما الح عليه الصحافيون في السؤال، قال بريمر ان المؤتمر سيعقد في منتصف يوليو لكنه رفض الالتزام بموعد. وقال «لن الزم نفسي بأي موعد زمني اقطعه في وسائل الاعلام».

واتفق اجتماع موسع لشخصيات عراقية بارزة عقد في بغداد في اواخر الشهر الماضي على عقد مؤتمر وطني بحلول نهاية مايو (ايار) لتعيين سلطة انتقالية. واتهمت بعض الجماعات العراقية واشنطن بالمماطلة في العملية الانتقالية. وهم يقولون ان فراغ السلطة في العراق تسبب في تأخير عملية اعادة اعمار البنية الاساسية في البلاد واسهم في انتشار اللاشرعية التي ارهبت السكان. وقال بريمر انه على اتصال مع السياسيين العراقيين. واضاف «نواصل الحوار مع القادة العراقيين وانا التقيهم يوميا»، لكنه قال «ان المجموعة (مجموعة السبعة) التي التقيتها الجمعة (الماضي) ليست ممثلة للشعب العراقي. وسنقوم بتوسيع حوارنا. نريد حكومة ذات صفة تمثيلية ونحن بصدد ذلك». وابتعد قادة التحالف هذا الاسبوع عن «مجلس السبعة» مؤكدين انهم يريدون وقتا كافيا لبروز احزاب سياسية جديدة. كما انهم حجموا دور الادارة الانتقالية التي يفترض ان يفرزها المؤتمر الوطني، ليقتصر على صياغة الدستور الجديد دون حكم البلاد. وادى هذا التغير في الموقف الاميركي الى استياء قادة المعارضة السابقة الذين اتهموا التحالف بالرغبة في احداث «فراغ سيادي». وقال مسؤول في المؤتمر الوطني العراقي (احد اعضاء مجلس السبعة) «ليس من حق الاميركيين تأخير اقامة حكومة. انها مسألة سيادة». واضاف المتحدث باسمه انتفاض قنبر في مؤتمر صحافي اول من امس «نحن حلفاء للولايات المتحدة ولسنا عملاء لهم». واضاف «سنوسع اتصالاتنا مع شركاء نتحدث اليهم.. اننا نريد حكومة تمثل الشعب العراقي كله. وهذه هي العملية التي نحن بصددها الان». واضاف «اننا نتحرك بأسرع ما يمكننا». وقال بريمر الذي كان يتحدث عند سجن الكرخ الذي سيصبح جاهزا لاستقبال نزلاء هذا الاسبوع انه تبذل جهود كبيرة لاستعادة القانون والنظام. واضاف «هذا اول مكان من عدة اماكن يمكننا ان نحتجز فيه المجرمين الذين نعتقلهم في محيط بغداد في اطار مساعينا القوية لاستعادة القانون والنظام وخاصة في الليل». وقال «اننا ندرك تماما قلق الشعب العراقي بشأن الامن. وتوجد بالتأكيد مشكلة بشأن القانون والنظام وخاصة في الليل». واضاف، من ناحية اخرى، ان قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة في العراق ستبقى فقط ما دامت هناك حاجة اليها. وقال «ليست لدينا رغبة استراتيجية للبقاء في العراق فترة اطول مما يجب».

وبعد دقائق من مغادرة بريمر السجن الذي كان في السابق مركزا للتحقيق تابعا لاجهزة الاستخبارات، طلب الجنود الاميركيون من الصحافيين مغادرة المكان بسبب انذار بوجود قنبلة. كما تظاهر عشرة ضباط عراقيين يفترض انهم يعملون في المركز خارجه احتجاجا على قائدهم الجديد العقيد جمال المازدي مطالبين بدفع رواتبهم لشهري ابريل (نيسان) ومايو (ايار). وقال السارجنت بالجيش الاميركي تشارلز جويت الذي اشرف على اعادة تجديد السجن ان سجن الكرخ هو الاول بين عشرة سجون مماثلة في العاصمة سيتم تجديدها وادارتها بواسطة الشرطة العراقية تحت اشراف الولايات المتحدة. وفي الوقت الراهن يجري احتجاز اللصوص والناهبين منذ سقوط صدام حسين لمدة 21 يوما في منشأة في مطار بغداد الدولي ثم يفرج عنهم.