مصور في طاقم صدام: الرئيس المخلوع كان يأمرنا بتصوير التصفيات الجسدية ويطلب من أعضاء مجلس قيادة الثورة الابتسام في اللقطات التلفزيونية للاجتماعات

TT

اكد مصور كان في طاقم تصوير الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ان الرئيس المخلوع كانت لديه قابلية كبيرة في التنكر والتمويه. وقال مصطفى الزوبعي في حديث هاتفي مع «الشرق الأوسط» امس انه انضم الى فريق تصوير صدام حسين عام 1983 عندما كان جنديا في وحدة التصوير السينمائي التابعة لدائرة التوجيه السياسي في وزارة الدفاع ولم يحظ بتصوير صدام مباشرة الا بعد عامين عندما صور مع اثنين من زملائه اجتماعا للرئيس المخلوع مع مجلس قيادة الثورة. واضاف الزوبعي «لقد حذروني مسبقا من انني اذا ادليت باية معلومات عن الاجتماع وما اصوره الى الاخرين فسوف اعدم على الفور»، مشيرا الى انه فوجئ بان صدام حسين كان يأمر اعضاء مجلس قيادة الثورة بأن يبتسموا وهو يقول لهم «هذا لاغراض تصوير الخبر التلفزيوني». ذلك لانه كانت هناك لقطات لهذه الاجتماعات تبث خلال الاخبار التلفزيونية اما بقية التصوير فهو لاغراض التوثيق. وقال الزوبعي انه غالبا ما كان صدام ينهال على المجتمعين بالتقريع والشتائم «حيث قال ذات مرة في اجتماع له مع مجلس الوزراء: «انا عندي مجموعة من الحمير وليس وزراء».

وحسب الزوبعي، الذي قال انه يتحدث من دولة عربية كان قد فر اليها مع عائلته قبيل دخول القوات الاميركية الى بغداد، ان «لصدام القابلية على التنكر والتمويه، بل هو مولع بما يخفيه عن اعين الاخرين». وقال: «كنا نفاجأ باماكن التصوير التي ننقل اليها حيث لم نكن نعلم اين او لماذا نحن ذاهبون سوى ان اوامر كانت تصدر الينا من رئيس وحدة التصوير حسين محمد علي، (وهو تكريتي)، كان عريفا في وحدة التصوير الجوي في القوة الجوية العراقية وتم ارساله في دورات دراسية الى ايطاليا واليابان والمانيا ليتعلم التصوير الفوتوغرافي وتم منحه درجة مدير عام في رئاسة الجمهورية وكان هو الذي يصدر اوامر التصوير للمصورين الفوتوغرافيين والتلفزيونيين». واشار الى ان طاقم المرافقين كان يتعامل مع حالات التمويه التي يمارسها صدام بصورة اعتيادية، وقال «من حالات التمويه التي كان يمارسها صدام هو انه كان يرتدي ازياء مختلفة مثل الزي الكردي او الجنوبي حتى انه غالبا ما ارتدى ملابس رجال الدين السنة او الشيعة، لكن الزي المفضل بالنسبة له كان زي المناطق الغربية من العراق خاصة وهو يبتكر بنفسه اساليب التمويه والتخفي هذه منذ سنوات طويلة للحفاظ على حياته».

واضاف الزوبعي ان صدام «كان يأمرنا بتصوير حالات اعدام او تصفية المقربين منه او المسؤولين الحزبيين او الحكوميين، وكان يحرص على مشاهدة هذه الافلام التي أمر باستنساخ بعضها وتوزيعها على القياديين لبث الرعب في نفوسهم مثلما حدث مع تصفية الدكتور راجي عباس التكريتي والتي تمت في منزله (التكريتي) في حي اليرموك الراقي وامام عائلته عندما ترك قصي كلبه يهجم على التكريتي وهو في قفصه ويمزق بلعومه اولا. كما امر ذات مرة بتصوير حادث اغتصاب زوجة قائد عسكري كان برتبة عميد ركن في جبهة القطاع الجنوبي في صيف عام 1986، من قبل ثلاثة من مرافقيه وارسل الشريط الى زوجها في الجبهة بعد ان وصلته انباء عن عدم اخلاص هذا الضابط الذي لا اريد ذكر اسمه لاسباب اخلاقية تتعلق بسمعته وسمعة عائلته، وارفق الشريط برسالة تقول: «اذا لعب بذيله فسوف يعرض الشريط على مجموعة من الضباط»، مشيرا الى ان احد ضباط الحماية برتبة ملازم وكان من عشائر الجبور قال وهو يشاهد الشريط في الاستوديو الخاص التابع للقصر الجمهوري، لاحد زملائه «لو كنت مكان هذا العميد لتمردت او انتحرت وبعد ثلاثة ايام تم اعدام هذا الضابط». واكد الزوبعي ان الشريط لذي تم بثه اخيرا حول حالات اعدام لمعارضين بواسطة تفجيرهم «كان قد تم توزيعه على بعض القياديين البعثيين والعسكريين والحكوميين ممن هم بدرجة مدير عام لتحذيرهم من ان من يفكر في معارضة النظام سيكون هذا مصيره».

ونفى الزوبعي ان يكون قد نقل معه أي شريط من الاشرطة التي صورها بنفسه او غيره، وقال «لقد هربت مع عائلتي لننجو بحياتنا ولم افكر في الاشرطة التي كانت قد نقلت الى مكان سري قبل بدء العمليات العسكرية ضد العراق ثم اني هربت عندما كان صدام ونجلاه في الحكم وقد خشيت من الاعدام بعد ان كان قصي يصدر اوامر اعدام عشوائية ضد افراد الحماية والحرس الجمهوري لشعوره بعدم اخلاصهم بل ان قصي كان يعدم بنفسه من يشك في اخلاصه بمسدسه الشخصي ثم يمضي وكأن شيئا لم يحدث». وعما اذا كان صدام يهوى مشاهدة الافلام السينمائية، اجاب الزوبعي «نعم كان يحب مشاهدة الافلام الاميركية الحربية والاكشن كما انه كان حريصا على الحصول على فيلم «صمت الحملان» وقت الاعلان عنه».