انفجار بجامعة ييل الأميركية تعزوه السلطات إلى قنبلة

TT

وقع انفجار في كلية القانون بجامعة ييل الاميركية، مما تسبب في تدمير جزء من الكلية وانهيار جدار احدى قاعات المحاضرات، لكن دون وقوع اصابات. وكان صوت الانفجار، الذي وقع حوالي الساعة الرابعة والنصف من بعد ظهر اول من امس، عاليا الى درجة ان الكثيرين داخل المبنى اعتقدوا ان المصعد انهار وارتطم بالطابق تحت الارضي للمبنى.

وقد تصاعد دخان ابيض كثيف عقب الانفجار، فيما اسرع الطلاب واعضاء هيئة التدريس والموظفون للخروج. وقالت الموظفة المساعدة بغرفة البريد، نانسي مارينو، انها لم تفكر سوى في الخروج من المبنى بأسرع ما يمكن، ووجهت الطلاب بمتابعتها والخروج فورا من المبنى دون إضاعة الوقت في الاسئلة.

كان الانفجار، الذي وقع في قاعة للمحاضرات بالطابق الارضي بالمبنى الذي يضم كلية القانون، لا يزال قيد التحقيق حتى المساء، إلا أن مسؤولين فيدراليين ومحليين قالوا ان قنبلة تسببت في الانفجار. وقال عمدة مدينة نيوهيفن، جون ديستيفانو، ان المحققين يعتقدون ان الانفجار وقع بفعل قنبلة. وردا على سؤال حول ما اذا كان هناك دليل على ان القتل او ارهاب الطلاب واعضاء الكلية هو الدافع وراء الانفجار، قال ديستيفانو، الذي كان يتحدث الى صحافيين تجمعوا على مقربة من موقع الانفجار بكلية القانون، انه ليس هناك سبب يدعوهم للاعتقاد في أي شيء حتى الآن، مؤكدا ان الانفجار لا يحمل فيما يبدو أي رسالة.

كان هناك توتر واضح عندما تجمع مسؤولو السلطات المحلية حول المبنى. فقد وقع الانفجار بعد مرور يوم واحد فقط على قرار وزارة الامن الداخلي رفع مستوى التأهب الى ثاني اعلى درجة، وعقب ساعات فقط من ورود تقارير من منطقة الشرق الاوسط تحذر من احتمال تخطيط تنظيم «القاعدة» لشن هجوم كبير في منطقة ما على الساحل الشرقي للولايات المتحدة. وبدأ عناصر من شرطة نيوهيفن ومكتب المباحث الفيدرالي (اف. بي. آي) التعامل مع الانفجار كحادث جنائي.

وقال كثير من الطلاب الذين كانوا داخل المبنى ساعة وقوع الانفجار انه كان قويا، وقال بعضهم ان صوته كان اقرب الى عاصفة رعدية او زلزال محدود، لكنه لم يثر أي فزع واسع على اعتبار انه هجوم ارهابي، بل ان العديد من الطلاب بدا مصمماً على العودة سريعا الى الدراسة.

وقال كيفين وودسون، 24 سنة، الذي يدرس بالسنة الثالثة في كلية القانون، انه كان في غرفة اجهزة الكومبيوتر بالطابق تحت الارضي مع عدة طلاب آخرين بغرض التحضير للامتحانات النهائية عندما وقع الانفجار في الغرفة 120 بالطابق الاول. وأضاف وودسون انهم ظنوا ان مصعدا انهار بالمبنى عندما وقع الانفجار، مؤكدا انه لم يكن يخطر بذهن احدهم ان يكون ما حدث انفجار قنبلة. وقال وودسون انه عندما خرج مع الطلاب من المبنى عقب الانفجار، لم يلحظ وجود دخان او إشارة الى وجود حريق، لكنه لاحظ تطاير حطام وكأن سقف المبنى قد انهار.

ويقول الطالب بالسنة الثالثة بكلية القانون سانجوكتا بول، 26 سنة، انه كان في مقهى الكلية عندما سمع سلسلة انفجارات قوية عبر مباني الجامعة. وأضاف بول انهم اعتقدوا ان سيارة ارتطمت بمبنى كلية القانون او ان شيئا ضخما سقط على القاعة. وقال انهم عندما علموا بأن ما حدث كان انفجارا قفزت الى اذهانهم فورا فرضية الارهاب.

ومع حلول المساء، واصلت السلطات بحثها عن متفجرات اخرى بالمبنى. واشار مسؤول امني فيدرالي اطلع على المراحل المبكرة من التحقيق الى ان المحققين يشتبهون في ان يكون الانفجار قد وقع بفعل قنبلة انبوب، بيد ان خبراء المتفجرات واصلوا التحقيق في موقع الانفجار حتى إعداد هذا التقرير.

وقال مسؤولو الكلية انها ليست مغلقة، شأنها شأن بقية المباني التابعة للجامعة، فمباني الكلية وقاعات محاضراتها مفتوحة لكل من يرغب في دخولها. إلا ان الانفجار جاء في وقت من العام لا يتسم بالازدحام عادة وقبل خمسة ايام من حفل التخريج السنوي. كما ان معظم طلاب الدرجة الجامعية الاولى، الذين يبلغ عددهم 5200 طالب، قد اكمل الامتحانات النهائية وبدأوا عطلتهم الصيفية، فيما من المقرر ان ينتهي 650 طالبا بكلية القانون من الامتحانات النهائية خلال هذا الاسبوع.

وقال طلاب كانوا يدرسون ساعة وقوع الانفجار ان عشرات الطلاب الآخرين كانوا داخل المبنى، الذي يضم ايضا مركزا للاطفال. وتقول هيلاري فوردين الطالبة بالسنة الاولى انها تعتبر نفسها محظوظة في ذلك اليوم، اذ تقرر ان تجلس لامتحان نهائي في الغرفة 120 التي يعتقد مسؤولون ان الانفجار وقع داخلها. وعلقت هيلاري قائلة انه من المفزع انها تشعر بالخوف عندما تتذكر انها كان من المفترض ان تكون جالسة داخل نفس الغرفة أمام الجدار الذي دمره الانفجار، وأضافت انها لا تفهم الدافع وراء ما حدث.

واشار كثير من الطلاب الى ان الرئيس جورج بوش، الذي تدرس ابنته باربارا في جامعة ييل، كان بولاية كونيكتكيت، يوم وقوع الانفجار، لإلقاء كلمة امام متخرجين تابعين لقوات خفر السواحل الاميركية في نيولندن الواقعة على بعد 50 ميلا الى الشرق من ساحل لونغ آيلاند ساوند. لكن لم يظهر حتى اعداد هذا التقرير ما يشير الى علاقة الانفجار بزيارة بوش.

انفجار اول من امس ذكر الكثيرين من مسؤولي جامعة ييل والسلطات المحلية بالعبوة الناسفة التي الحقت اصابات بالغة بديفيد غليرينتير، الاستاذ بالجامعة وهو داخل مكتبه عام .1993 جدير بالذكر ان تلك الرسالة المفخخة وعشرات غيرها ظل يبعث بها ثيودور كاكزينيسكي الذي يقضي حاليا حكما بالسجن بعد ان ادانته محكمة اميركية عام .1998

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»