المطالبة بإجراء تحقيق حول اعتقال 9 صحافيين فرنسيين وبريطانيين ثم إبعادهم من أميركا

TT

طالبت منظمة «مراسلون بلا حدود» باجراء تحقيق حول معاملة تسعة صحافيين فرنسيين وبريطانيين جرى اعتقالهم لدى وصولهم الى مطار لوس انجليس الدولي وتم في وقت لاحق ابعادهم من الولايات المتحدة.

وأوضحت مصادر في «مكتب الجمارك وحماية الحدود» الاميركي ان الصحافيين، الذين وصلوا الى مطار لوس انجليس خلال يومي 10 و11 مايو (ايار) الجاري لاجراء تغطية صحافية لعرض تجاري لألعاب فيديو، أبلغوا بأنهم سيعادون الى بلدانهم لأنهم لم يتحصلوا على تأشيرات الدخول المطلوبة.

ونقل الصحافيون من المطار الى مركز للحبس يقع في وسط لوس انجليس بقوا فيه حوالي 24 ساعة قبل ان يعادوا على متن رحلات جوية متجهة الى اوروبا، كما حرموا جميعا من حضور المناسبة التي وصلوا بغرض تغطيتها.

من جانبها، اعلنت منظمة «مراسلون بلا حدود»، التي تتخذ من فرنسا مقرا لها، احتجاجها على حبس وابعاد الصحافيين، وطالبت باجراء تحقيق في هذا الامر. وكتب الامين العام للمنظمة، روبرت مينارد، في خطاب وجهه الى السفير الاميركي في باريس ان الصحافيين التسعة عوملوا مثل المجرمين باخضاعهم للتفتيش الشخصي عدة مرات وتقييد اليدين والحبس وأخذ البصمات.

وكان الصحافيون التسعة، وهم ستة فرنسيين وثلاثة بريطانيين، قد حاولوا استخدام برنامج الاعفاء من تأشيرة الدخول الذي يسمح للسياح ورجال الاعمال بدخول الولايات المتحدة والاقامة لمدة ثلاثين يوما، بيد ان مسؤولي الجمارك الاميركيين قالوا انه كان يتعين على الصحافيين الحصول على تأشيرة خاصة بالعاملين في مجال الاعلام، وهي تأشيرة مفتوحة لا تنتهي فترة صلاحيتها. ونفى هؤلاء ان يكون الصحافيون تم اختيارهم عن قصد بغرض معاملتهم معاملة قاسية، مؤكدين انهم عوملوا طبقا للقواعد المعمول بها.

وقال مايك فليمنغ، المتحدث باسم مكتب الجمارك وحماية الحدود الاميركي، ان الصحافيين التسعة لم يحصلوا على التأشيرات المطلوبة قبل دخولهم الاراضي الاميركية، مؤكدا ان السلطات الاميركية لا تريد ان ترتكب ما يمكن ان يشكل انتهاكا لحرية الصحافة.

من جانبها، قالت آنا هينوجوسا، مسؤولة مكتب الجمارك وحماية الحدود بمطار لوس انجليس، ان منظمة «مراسلون بلا حدود» لم تعكس صورة دقيقة عن معاملة الصحافيين التسع عندما قالت انهم اخضعوا لجلسات استجواب وجرى تفتيشهم بدقة ست مرات. وأضافت المسؤولة قائلة انه بمجرد اكتشاف انهم لم يحصلوا على التأشيرة المناسبة اجري تحقيق شامل واجريت عليهم اجراءات التفتيش المتبعة عند نقلهم من المطار الى مركز الحبس، نافية ان يكون قد طلب منهم خلع ملابسهم بغرض اجراء تفتيش دقيق عليهم. وأضافت هينوجوسا ان المراسلين التسعة حبسوا لليلة واحدة لأن شركة الطيران التي وصلوا على متنها هي المسؤولة عن اعادتهم. وأوضحت ان واحدا منهم ابقي يوما آخر لاعادته في سفرية اخرى. وأوضحت المسؤولة ايضا ان تقييد اليدين من السياسات المتبعة لدى مكتب الجمارك وحماية الحدود عند ترحيل المعتقلين، كما اضافت انهم اذا حضروا المناسبة المذكورة كسياح بدلا من مراسلين، كانوا سيتمكنون من استخدام برنامج الاعفاء من التأشيرة الذي يسمح لهم بالاقامة في الولايات المتحدة.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»