معلومات أدلى بها معتقلو «السلفية الجهادية» حذرت من الإعداد لعمليات ضد أهداف أميركية ويهودية قبل تفجيرات الدار البيضاء

TT

كشف مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن السلطات المغربية كانت قد تلقت معلومات من معتقلي «السلفية الجهادية» حول الاعداد لضرب مصالح أميركية ويهودية في المغرب قبل تفجيرات الدار البيضاء، لكن دون حصولها على أية تفاصيل حول طبيعة الأهداف والعمليات التي يتم الإعداد لها.

وقال المصدر ذاته إنه كان من الصعب التوقع بأن الأمر يتعلق بعمليات انتحارية في حجم العمليات التي هزت الدار البيضاء ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تكشف فيها التحقيقيات مع معتقلي «السلفية الجهادية» عن مثل هذه المعلومات، حيث سبق لمجموعة من المعتقلين المنتسبين لهذا التيار خلال السنة الماضية أن اعترفوا بأنهم فكروا خلال الاجتياح الإسرائيلي لجنين العام الماضي، في ضرب أهداف يهودية بالمغرب، لكنهم تراجعوا عن ذلك حسب ما صرحوا به في محاضرالتحقيق وتوقع مراقبون أن تلقي انفجارات الدار البيضاء بظلالها على باقي التيارات الأصولية المغربية، خصوصا أن المنشورات التي كانت تروج في وسط خلايا «السلفية الجهادية» كانت تحث المنخرطين فيها على «الانخراط ايضاً في الجماعات الإسلامية التي تعمل في العلن» قصد التخفي من جهة، وقصد التأثير على مسار هذه الحركات وتوجهاتها من جهة ثانية.

وتحرض هذه المنشورات على الجهاد وانتهاج العنف كوسيلة لتغيير واقع المجتمع الذي تصمه بالكفر، وتدعو إلى نبذ الدعوة بالوسائل السلمية، معتبرة أن «أفراد هذا المجتمع وحكوماته مرتدون مارقون، والمظاهر الإسلامية في هذا المجتمع مظاهر كاذبة ومضللة ومنافقة». ولم تسلم المساجد ايضا من دعوات العنف هذه حيث اعتبرتها تلك المنشورات «مساجد ضرار تسير في ركاب الحاكمين» الذين دعت إلى «وجوب الخروج عنهم وقتالهم».

ومن بين الجماعات التي أخرجتها هذه الأحداث من الظل هناك «جماعة الدعوة والتبليغ» التي تتخد من مسجد «النور» في محافظة عين الشق بالدار البيضاء معقلا لها. ورغم ان الإطار العام لهذه الجماعة ذات البعد العالمي يرتكز على رفض الخوض في القضايا الخلافية والسياسية، إلا أنها شكلت إحدى أهم بؤر الاستقطاب للذهاب إلى أفغانستان، فمنها انطلقت مجموعة من الأفغان المغاربة للعمل في بلدان الخليج في مجالات البناء والنجارة والجبص، ومن هناك تم استقطابهم إلى أفغانستان. وبعد عودتهم مع نهاية الحرب الأفغانية عادوا إلى النشاط في جماعة «الدعوة والتبليغ» لكن بعد أن تشبعوا بأفكار الجهاد وخطط حرب العصابات في أفغانستان. ووجدوا في الجماعة مجالا خصبا للترويج لأفكارهم الجديدة واستقطاب الأتباع، ومنها تم استقطاب يوسف فكري الملقب بـ «أمير الدم» وزعيم جماعة «التكفير والهجرة» التي تم تفكيكها السنة الماضية والمتهمة بارتكاب عدة جرائم قتل وسرقات واعتداءات ورغم أن اصابع الاتهام تشير إلى مسؤولية المغاربة الأفغان في تأطير وتوجيه وإعداد منفذي هجومات 16 مايو (ايار) الماضي في الدار البيضاء، إلا أن مهمة الأمن المغربي تبدو جد صعبة أمام عدو هلامي لا لون له، رغم أن الأمن المغربي يتابع ويراقب هذه المجموعات منذ عام .1998 فجماعة «السلفية الجهادية» جماعة غير مهيكلة وغير منظمة بالمفهوم التقليدي للتنظيم، وإنما عبارة عن مجموعة من الخلايا المستقلة والشديدة التحرك.