لصوص يصطفون لسرقة البنزين من خط أنابيب في جنوب العراق

TT

الزبير (العراق) ـ رويترز: يقوم عبد الله، 15 عاما، وشقيقه البالغ من العمر تسع سنوات بتجارة مربحة لكنها قاتلة فهما يسرقان البنزين من خطوط انابيب في الصحراء باستخدام عربة يجرها حمار وسط الصحراء في جنوب العراق. ويراوغ الشقيقان لتفادي دوريات الجيش البريطاني وعصابات من اللصوص الآخرين ويسحبان البنزين من خطوط الانابيب الصدئة التي تمر عبر الصحراء من مصفاة في البصرة ليبيعاه في السوق السوداء لاطعام اسرتهما.

واكتشف السكان المحليون في المنطقة الصناعية المدمرة في جنوب البصرة وسط برك من النفط المسكوب وهياكل مصانع جردها اللصوص من كل ما فيه قيمة كبيرة لخطوط انابيب الضغط العالي التي يمكنهم ضخ البنزين منها قدر ما يستطيعون طالما لا تضبطهم الدوريات البريطانية. وقال عبد الله وهو مراهق نحيف يرتدي جلبابا رماديا «نحن عراقيون وهذا نفطنا... لماذا لا نأخذه. حقنا فيه اكبر من حق الاجانب. ونحتاج لطعام». ويقول عبد الله ان بقية افراد اسرته لا يعملون. هو ومحمد اللذان يكسبان عيش الاسرة فيعودان كل يوم لملء اوان معدنية عليها ملصقات تحمل شعار الجمجمة والعظمتين مما يشير الى انها كانت تحتوي على مواد كيماوية سامة. ويمكن بيع الواحدة من هذه الاواني مقابل 15 دولارا والصبيان يعبئان العديد منها يوميا.

لكن المهندسين الاميركيين والبريطانيين الذين يساعدون في اعادة بناء قطاع النفط في جنوب العراق يقولون ان سرقة البنزين قد تكون قاتلة. وقال آلان شتاينيك من سلاح المهندسين الاميركي «انه امر خطر للغاية ويثير القلق». وأضاف «في منطقة شمال البصرة كان السكان يسرقون البنزين من خط انابيب عالي الضغط. وفي وقت سابق هذا الشهر اشعل شخص سيجارة وهم يسرقون فانفجر المكان برمته وقتل اربعة منهم».

ووسط الفوضى التي سادت العراق بعد سقوط صدام حسين استهدف اللصوص كل شيء. لكن العراقيين الذين يسرقون البنزين من خطوط الانابيب يقولون انهم لا يجب ان يعتبروا لصوصا اذ انهم يأخذون ما يملكون. وقال وليد، وهو سارق اخر للبنزين وصل الى صمام خط الانابيب عندما كان الصبيان يستعدان للعودة لمنزلهما «الشهر الماضي كان الناس هنا طوال الليل... عادة ما يكون هناك طابور طويل من الناس يحملون اوعية لنقل البنزين. لكن الآن زادت المخاطر لان البريطانيين يتفقدون المكان باستمرار». ويضيف ان موظفا يعمل بشركة نفط اراه كيف يتعامل مع صمام خط الانابيب. فبتحريك عجلتين صدئتين يمكن للصوص خفض الضغط بما يكفي لسحب البنزين. وقال «اذا لم نأخذه سيأخذه الاميركيون... حقنا فيه اكبر من حقهم فيه».