بروكسل: الاشتباه في وجود متفجرات أغلق الطرق إلى قاعة محاكمة المتهمين بالانتماء لتنظيم «القاعدة»

TT

أغلقت السلطات الأمنية البلجيكية صباح أمس المنافذ المؤدية إلى مبنى مجمع المحاكم ببروكسل في أعقاب العثور على ما اشتبه في كونه عبوة متفجرات.

وقد وصلت قوات من الشرطة البلجيكية من السابعة والنصف من صباح أمس إلى المكان وقامت بإغلاق كافة المنافذ وتم استدعاء أخصائيين في التعامل مع المتفجرات من الجيش البلجيكي بعد الإبلاغ عن وجود كرتونة مغلقة بجوار مبنى محكمة بروكسل الجنائية اتضح بعدها أنها تحتوي على كمية من الكتب، ولم يستغرق الأمر سوى ساعة واحدة عادت الأمور بعدها إلى طبيعتها.

ووقعت هذه الأحداث قبل قليل من بدء جلسة جديدة ضمن جلسات محاكمة 23 أصوليا من جنسيات عربية مختلفة في ملف يجمع قضيتين إحداهما تتعلق بالانتماء إلى تنظيم «القاعدة» والأخرى بمقتل الزعيم الأفغاني السابق أحمد شاه مسعود الذي اغتيل في التاسع من سبتمبر (أيلول) 2001.

وكانت الجلسة التي انعقدت أول من أمس قد استمعت إلى أقوال قاضي التحقيقات البلجيكي كريستيان فولكنير الذي تولى الإشراف على التحقيقات الجنائية مع المتهمين المتورطين في القضيتين ومن بين هؤلاء لاعب الكرة التونسي السابق نزار الطرابلسي الذي خصص فولكنير وقتا كبيرا من أقواله للحديث عنه.

وقال: إن الطرابلسي لم يعترف بصورة مباشرة وعلى الفور بوجود القاعدة العسكرية الأميركية في كلاين بروجل (جنوب بلجيكا) ضمن مخططاته لتنفيذ عمليات إرهابية وإنما استغرق الأمر وقتا طويلا، ووجدنا صعوبة في الحصول على اعترافات الطرابلسي نظرا لأسلوبه الملتوي وعدم صراحته المباشرة. وأضاف فولكنير «ان مواجهة الطرابلسي بالمعلومات ونتائج التحريات التي أجريناها جعلته يعترف على خطوات». وأشار قاضي التحقيقات أمام هيئة المحكمة إلى تورط الطرابلسي في التهم الموجهة إليه عندما قال «في أسوأ الظروف أو أفضلها فإن الطرابلسي متورط»، ووصفه بأنه شخص له طبيعته وطريقته الخاصة في التعامل مع الآخرين، «لا تستطيع أن تغضبه بسهولة ويتصرف حسب مزاجه وعقليته ومشاعره». وقال في ختام أقواله أمام المحكمة «إن الطرابلسي إنسان مادي وطماع ولا يفكر جيدا قبل أن يقدم على فعل الأشياء».

يذكر أن الطرابلسي قد اعتقل في الثالث عشر من سبتمبر 2001 ومعه آخر مغربي وبحوزتهما كميات من المتفجرات. وتتهم النيابة الطرابلسي وآخرين بالانتماء إلى تنظيم «القاعدة» والتعاون معها من خلال التخطيط لتنفيذ هجمات إرهابية تستهدف المصالح الأميركية في كلاين بروجل.

أما أعضاء الشبكة الأخرى المتورطة في قضية مقتل شاه مسعود فقد وجهت إليهم النيابة اتهامات تتعلق بالتعاون مع منظمات إرهابية وإجرامية من خلال إمدادها بوثائق وجوازات سفر مزورة، وكذلك التورط في مقتل شاه مسعود بعد العثور على جوازي سفر بلجيكيين مزورة بحوزة منفذي الحادث.