مسلمة أميركية تخسر معركتها أمام القضاء لاستصدار رخصة قيادة بصورة منقبة

TT

رفضت قاضية بولاية فلوريدا الاميركية السماح لسيدة مسلمة استخدام صورة فوتوغرافية يستخدم فيها النقاب، الذي يغطي الوجه ولا يظهر سوى العينين، في رخصة قيادة السيارات، معللة ذلك باحتمال ان تصبح هذه سابقة خطيرة ربما يستخدمها ارهابيون او مجرمون.

وعلى الرغم من اعتراف القاضية جانيت ثورب بأن السيدة موضوع القضية لا تشكل خطرا على الامن القومي، فانها اشارت الى ان السماح باستخدام صور فوتوغرافية بالنقاب ربما يشجع البعض على «التظاهر بالتمسك بمعتقدات دينية سعيا للقيام بنشاطات وأعمال تشكل تهديدا لحياة الآخرين». وأضافت القاضية انه «من الغباء عدم الاعتراف بوجود أخطار تتهدد السلامة العامة، بما في ذلك الارهاب الاجنبي والمحلي».

ورفضت القاضية جانيت ثورب في قرار المحكمة، الذي صدر في 16 صفحة، طلب سلطانة فريمان، 35 سنة، الحصول على رخصة قيادة تظهر عليها صورتها بالنقاب. وأكدت سلطانة فريمان خلال جلسات المحكمة التي استمرت ثلاثة ايام على انها مسلمة متمسكة بتعاليم دينها وان الكشف عن وجهها للغرباء او للرجال الآخرين خارج دائرة اسرتها يعتبر انتهاكا لمعتقداتها الدينية.

من جانبهم، قال مسؤولون في الجهات المعنية أمام المحكمة ان الاجهزة المعنية بتطبيق النظام والقانون تطلب وجود صورة فوتوغرافية يظهر فيها الوجه كاملا للتعرف بسهولة وسرعة على هوية الشخص. واتفقت قاضية المحكمة مع ذلك، مؤكدة ان سلطات الولاية ظلت تولي اهمية خاصة لحماية وتعزيز السلامة العامة، وأوضحت ان ما يخدم هذه المصلحة الوسائل المطلوبة لتحديد هويات الاشخاص بصورة دقيقة وسريعة.

ووصف «الاتحاد الاميركي للحريات المدنية»، الذي اوكل محامياً لمساعدة سلطانة فريمان في قضيتها، قرار المحكمة بأنه يشكل انتهاكا لحريات شخصية لا صلة لها بجعل حياة الاميركيين اكثر امنا وسلامة. ومن جانبه قال هاوارد ماكس محامي فريمان انه سيستأنف أي قرار ضد موكلته. كما وصف هاوارد سايمون، المدير التنفيذي لفرع «الاتحاد الاميركي للحريات المدنية» بولاية فلوريدا، في بيان اصدره الاتحاد، قرار المحكمة بانه يتعارض مع المبادئ الاساسية للحريات الدينية التي توفر للجميع، بمن في ذلك اعضاء الاقليات الدينية والاكثرية المسيحية.

واوضحت القاضية جانيت ثورب ان حكمها لا يستهدف بأي حال سلطانة فريمان على وجه التحديد بسبب كونها مسلمة، مؤكدة ان المحكمة كانت ستتخذ نفس القرار في حال استخدام شخص آخر، مسيحيا كان او يهوديا او بوذيا او ملحدا، صورة فوتوغرافية لرخصة قيادة يغطي الوجه فيها قناع للتزلج او حجاب او غطاء وجه آخر يحجب كل ملامح الوجه ويظهر العينين فقط.

جدير بالذكر ان ادارة الطرق السريعة والمركبات بولاية فلوريدا قد عرضت ترتيب طريقة خاصة لتصوير سلطانة فريمان في غرفة مغلقة ترفع داخلها النقاب عن وجهها على ان تصورها امرأة من قسم التصوير بإدارة الطرق السريعة. وذكرت القاضية ثورب ان سلطانة فريمان لم تورد في دعوتها ان قبول هذا الحل سيضع «عبئا كبيرا» على حريتها الدينية.

تجدر الاشارة الى ان سلطانة، وهي مسيحية اعتنقت الاسلام، كانت تملك رخصة قيادة صادرة عن ولاية فلوريدا عليها صورتها وهي ترتدي نقابا يغطي وجهها، إلا ان السلطات سحبت صلاحية تلك الرخصة في يناير (كانون الثاني) 2002 عندما رفضت السماح بأخذ صورة جديدة تكشف ملامح وجهها. واشار «الاتحاد الاميركي للحريات المدنية» في الوثائق التي رفعت مع الدعوى الى ان 15 ولاية اميركية تستثني تصوير الاشخاص الذين يرفضون التصوير لأسباب دينية. وقالت المجموعة ان محاكم في ولايات كولورادو وانديانا ونبراسكا حكمت لصالح أفراد طائفة مسيحية تؤمن بتعاليم دينية تحرم التماثيل المنقوشة باستثنائهم من التصوير ايضا.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»