جهود دولية ـ عربية حثيثة لاستئناف الحوار الفلسطيني الداخلي والمحادثات مع إسرائيل

الاتجاه إلى عقد هدنة مدتها 6 ـ 12 شهرا

TT

اكدت مصادر مطلعة في كل من القدس ورام الله ان هناك جهودا دولية حثيثة تتم حاليا بمشاركة مصر وغيرها من الجهات العربية من اجل وقف التدهور في العلاقات الاسرائيلية ـ الفلسطينية ونزع فتيل التوتر الامني واعادة لغة الحوار والمحادثات السياسية حول «خريطة الطريق».

وتسير هذه الجهود باتجاهين، الاول يتعلق بالحوار الفلسطيني الداخلي، والثاني يتعلق بالمحادثات الاسرائيلية ـ الفلسطينية الرسمية. وتقود مصر الجهود على الصعيد الفلسطيني الداخلي، بالتنسيق مع الادارة الاميركية، ومع السلطة الفلسطينية ومع جهات عربية رسمية.

وتستهدف منه التوصل الى اتفاق هدنة لمدة سنة (بعض العناصر الفلسطينية تفضل جعله لمدة 6 اشهر تمتنع خلالها كل الاطراف، بما في ذلك اسرائيل، وهي ايضا تريدها لمدة 6 اشهر فقط وليس سنة)، من ممارسة اي عنف، خصوصا العمليات التفجيرية الفلسطينية ضد اسرائيل والاغتيالات ضد الفلسطينيين. وعلى الرغم من التهديدات المتبادلة من «حماس» (التي تؤكد استمرارها في العمليات حتى يخرج آخر يهودي من فلسطين وتؤكد ان العمليات لن ترحم طفلا او امرأة او مسنا يهوديا او اي سياسي اسرائيلي) ومن اسرائيل (التي تقول ان جميع قادة «حماس» اصبحوا مستهدفين للاغتيال)، الا ان مدير المخابرات المصري، عمر سليمان، خرج من مفاوضاته في رام الله وغزة بانطباع ان امكانية التوصل الى هدنة واردة، وان الجميع ينتظرون الرد الاسرائيلي حاليا.

وقد اكد وزير الاعلام الفلسطيني، نبيل عمرو، ان الحكومة الفلسطينية تتعامل مع هذه الجهود بمنتهى التعاون والتأييد. وقال ان الهدنة هي الحل الامثل في هذه المرحلة، ولكنها لن تنجح الا اذا التزمت بها اسرائيل. واكد ان الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، ورئيس الوزراء الفلسطيني، محمود عباس، (ابو مازن) متفقان تماما على هذا التوجه، ولا يوجد اي خلاف بينهما حوله.

وكان المستشار الاعلامي للرئيس الفلسطيني، نبيل ابو ردينة، قد اعلن، امس، ان الـ48 ساعة المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لمسيرة السلام وامكانيات نجاح «خريطة الطريق». ورفض ابو ردينة ما تقوله اصوات اسرائيلية رسمية من ان «خريطة الطريق» قد ماتت. وقال: «ربما يريد قادة حكومة اسرائيل قتل هذه المبادرة الاميركية. لكن ما زالت هناك فرصة لابقائها حية وحيوية، اذا توفرت النيات الطيبة».

اما المسار الثاني فهو في قناة المحادثات الاسرائيلية ـ الفلسطينية. وتحاول اللجنة الرباعية الدولية (الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا)، عقد لقاء في الشرق الاوسط للبحث في التدهور الحاصل في العلاقات الاسرائيلية ـ الفلسطينية وامكانية وضع حد له. ومن المتوقع ان يلتئم ممثلو اللجنة في مدينة العقبة الاردنية، كونها استضافت لقاء القمة الاخير بين ابو مازن وشارون (بحضور كل من الرئيس الاميركي، جورج بوش، والعاهل الاردني، الملك عبد الله بن الحسين).

وتجري محاولة لجعل الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية. مع العلم بان الادارة الاميركية تنوي ارسال كل من وزير الخارجية، كولن باول، ومستشارة الامن القومي، كوندوليزا رايس. وقد نشرت انباء في اسرائيل، امس، تقول ان باول قد يصل في غضون يوم او يومين الى المنطقة.

واشارت هذه الانباء الى ان الرئيس بوش يرفض ان يرفع يديه ويستسلم ازاء الفشل الذي يصيب جهوده الشخصية في سبيل اعادة الطرفين الى مائدة المفاوضات. وقد طلب من باول ورايس التفرغ لهذا الموضوع. ويحاول بوش ان يمارس مهامه هذه بواسطة طي صفحة العنف التي تمثلت في محاولة اغتيال الرنتيسي وفي تنفيذ العملية التفجيرية في القدس، باعتبار ان هاتين العمليتين تسببا في التدهور، وبالامكان صد هذا التدهور بتدخل من واشنطن.

من جهة ثانية غادر محمود عباس فلسطين الى الاردن، في زيارة سرية سريعة، بهدف اجراء علاجات طبية. لكن مصدرا مقربا منه قال لـ«الشرق الاوسط» ان غيابه لن يتأخر، ووضعه الصحي لا يثير القلق ـ «فهذه مجرد فحوصات روتينية».

يذكر ان الرئيس عرفات، توجه الى الامين العام للامم المتحدة، كوفي انان، برسالة عاجلة مساء اول من امس يدعوه فيها الى التدخل لانقاذ المنطقة وشعوبها من التدهور، وطالبه باجراء بحث عاجل في مجلس الامن الدولي وغيره من مؤسسات المنظمة الدولية من اجل اقرار ارسال قوات طوارئ الى المنطقة للفصل بين اسرائيل والفلسطينيين.