مسؤولون أميركيون يعترفون بالحاجة لقوة مراقبة كبيرة تضمن تسوية سلمية فلسطينية ـ إسرائيلية

إدارة بوش ترى أن الزعماء العرب لم يتابعوا تعهداتهم في شرم الشيخ

TT

يترأس جون وولف، المبعوث الاميركي الخاص للشرق الأوسط، فريقا من الخبراء والمراقبين الاميركيين ممن سيكونون هناك لممارسة الضغط، وللاشراف على الخطوات الاسرائيلية والفلسطينية. ومن المنتظر ان يضم الفريق حوالي 15 أميركياً بشكل اولي.

وهناك احاديث تجري بين الخبراء ان اي تسوية سلمية بعيدة الامد بين اسرائيل والفلسطينيين ستستدعي قوة مراقبة اميركية اوسع بكثير، وربما تضم اوروبيين وآخرين الى جانب الاميركيين.

ولكن مسؤولين في الادارة يقولون انه، بينما تحدثوا عن مثل هذا الدور في المستقبل، فانه من السابق لأوانه تماما البدء بمثل هذه الخطط اذا ما اخذنا في الحسبان الطبيعة غير المستقرة للوضع.

وقد ايد مارتن انديك، المفاوض السابق في قضية الشرق الاوسط، في عهد الرئيس بيل كلينتون، وضع الضفة الغربية وغزة تحت وصاية دولية، بينما تقوم قوات اميركية او من دول اخرى بتثبيت الامن، في الوقت الذي يسمح فيه لدولة فلسطينية بأن تترسخ.

وقال انديك، الذي يعمل الآن مديرا لشؤون الشرق الاوسط في مركز سابان بمعهد بروكينغز ان «المشكلة الاساسية هي الافتقار الى القابلية الفلسطينية على التعامل مع الارهابيين. وما داموا لا يمتلكون القابلية، فانهم لن يكونوا قادرين على ايقاف دورة العنف هذه».

وقد لقيت الفكرة دعما من جهات اخرى. وقال سلام المراياتي، المدير التنفيذي لمجلس الشؤون الاسلامية العامة في الولايات المتحدة ان «الحل المثالي يمكن ان يكون نمطا من وجود للأمم المتحدة او حلف شمال الاطلسي (الناتو)».

غير ان مسؤولين في الادارة يقولون انه لم يتطور مثل هذا التفكير حتى الآن بين اولئك المحيطين بالرئيس جورج بوش. وبدلا من ذلك يحاول الرئيس ان يقرر مستوى مشاركته، وأي نمط من المواقف النقدية للطرفين يمكن ان تكون مساعدة اكثر منها ضارة.

وبعد انتقاد الرئيس لاسرائيل اوائل الاسبوع، ركز مسؤولو البيت الابيض ووزارة الخارجية امس على مناشدة الطرفين التقيد بضبط النفس، وفي غضون ذلك تجنب الادانات المحددة للافعال الاسرائيلية. فقد رفض المتحدثان باسم البيت الابيض ووزارة الخارجية حتى ان يكررا تصريحات بوش السابقة بشأن انتقاد اسرائيل.

وواجهت الادارة الاميركية مأزقا مألوفا عبر الاوضاع المضطربة في المنطقة. فمن ناحية يقول الاسرائيليون والعرب انه لا يمكن الا لوجود دائم تقريبا في المنطقة من جانب اميركيين رفيعي المستوى ان يمنع الاوضاع المتوترة من التفجر ثانية.

ومنذ انتهاء الحرب على العراق قامت مجموعة من المسؤولين ـ إليوت ابرامز وستيفن هادلي من البيت الابيض، وكولن باول واثنين من المساعدين من وزارة الخارجية ـ بزيارة المنطقة. ويقال ان كوندوليزا رايس، مستشارة الامن القومي، تفكر في القيام بزيارة قريبة.

من ناحية اخرى تعارض الادارة تولي مسؤولين رفيعي المستوى مهمة الاشراف على مفاوضات السلام، بسبب احتمال الفشل، ولأن الرئيس لا يرغب ان ينغمز في العملية بنفسه.

ومن اجل الاعداد لزيارة وزير الخارجية باول، سيلتقي الخبير بقضايا الشرق الاوسط في وزارة الخارجية ديفيد ساترفيلد في باريس مع مبعوثين آخرين من اوروبا وروسيا والأمم المتحدة.

وكان هناك شعور بالاحباط في ادارة بوش من ان الزعماء العرب لم يتابعوا تعهداتهم من اجل التوصل الى تسوية سلمية، وهي التي تمت الاسبوع الماضي في شرم الشيخ، عبر ايقاف الدعم للجماعات الفلسطينية المتطرفة المسؤولة عن اعمال العنف ضد الاسرائيليين.

وقال مسؤول في الادارة «ان الامر لا يتوقف عند حدود ايقاف التمويل الخاص لحماس. ان عليهم ان يحددوا الاتجاه السليم لكل افراد المجتمع العربي. فهم بحاجة الى خلق الظروف التي تؤدي بفلسطيني ساخط في السابعة عشرة من عمره الى التوجه للعمل من اجل دولة فلسطينية جديدة، وليس تفجير نفسه بقنبلة في حافلة».

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»