بغداد: تهديدات كولن باول لن تخيفنا

قالت إنها لا تتوقع تغييرا في سياسة واشنطن

TT

بغداد ـ أ.ف.ب: اعلن قائد الدفاع الجوي العراقي الفريق الركن شاهين محمد ياسين امس ان التهديدات التي اطلقها وزير الخارجية الاميركي المعين كولن باول «لن تخيف» العراق ولن تجعله يقبل بسياسة الولايات المتحدة.

وفي مؤتمر صحافي عقده امس قال الفريق ياسين ان «التهديدات التي اطلقها باول لن تخيفنا ولن تجعلنا نقول نعم». واضاف «دعوه يهدد مثلما هددنا اخرون من قبله». واكد ان «هذا الكلام لن يخيفنا ولا يؤثر على قدراتنا وانما يجعلنا مصرين اكثر ويجعلنا متحدين لكلامه اكثر.. انه جديد في عمله».

وقال المسؤول العسكري العراقي في المؤتمر الصحافي الذي عقده بمناسبة الذكرى الثانية لبدء عملية «ثعلب الصحراء» ان «هزيمة اميركا وبريطانيا قريبة والعراق يواصل تحديه لهما يوميا وتفصيليا».

وقال الفريق ياسين «كيف يمكن ان يدعي النجاح (باول) في معركته وفي قيادته في حرب الخليج عام 1991... كيف يمكن له ان يصبح سياسيا ليقود اميركا دبلوماسيا، ويهدد برجعة اخرى للعراق».

وترى بغداد ان السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة حيال العراق «واحدة لا تتغير» سواء تولت الحكم ادارة جمهورية او ديمقراطية، ولا تتوقع بذلك اي تغيير في موقف واشنطن حيالها.

وردا على تصريحات ادلى بها وزير الخارجية الاميركي المعين كولين باول، رأى رئيس لجنة العلاقات العربية والدولية في المجلس الوطني العراقي سالم القبيسي ان باول «لم ينتظر موعد تسلم مهامه في الادارة الجديدة ليوجه تحذيراته وانما بادر الى تحذير العراق باسلوب يعكس نظرة الغطرسة والهيمنة والتهديد».

واضاف مستبعدا حدوث اي تغيير في السياسة الاميركية حيال العراق ان «النهج الاميركي واحد لا يتغير سواء كانت الادارة جمهورية ام ديموقراطية... ويعتمد على التهديد باستخدام القوة والضغط على الشعوب والحكومات التي لا تنسجم مع اهدافها ومصالحها».

وكان باول قد صرح اول من امس ان «صدام حسين يترأس نظاما فاشلا لن يبقى في الحكم بعد بضعة اعوام ولست ادري ماذا يجب ان نفعل لكي يعود الى صوابه». لكنه اضاف «اننا في موقع القوة وهو في موقع الضعف واعتقد ان بالامكان تنشيط العقوبات والاستمرار في احتوائه ومواجهته اذا كان ذلك من الضروري».

وفي تصريحات ادلى بها لوكالة الصحافة الفرنسية، قال القبيسي ان تصريحات باول هذه «تعكس عقلية اميركا المتسلطة والعدوانية ولا تمثل اسلوبا حضاريا». واضاف ان التصريحات الاولى التي ادلى بها باول «تؤكد حقيقة ان الادارةالاميركية الحالية او التي ستتولى السلطة قريبا تسير على النهج نفسه من العدوانية والهيمنة والقوة في علاقاتها مع الشعوب».

وقال القبيسي «كان جديرا بباول ان ينتظر حتى يتسلم موقعه الرسمي... ويعيد النظر في العديد من الاوراق والملفات التي تخص بلاده ويقرأها جيدا قبل ان يوجه تحذيراته المرفوضة بشكل مطلق».

من جهته، قال الامين العام لمنظمة مؤتمر القوى الشعبية العربية سعد قاسم حمودي ان تصريحات باول «لغة مرفوضة تنطلق من عقدة (عاصفة الصحراء)»، او حرب الخليج الثانية (1991) التي كان باول يتولى خلالها قيادة اركان الجيوش الاميركية في عهد جورج بوش، والد الرئيس الاميركي المنتخب.

وقال حمودي العضو البارز في حزب البعث الحاكم في العراق ان «ظروف عاصفة الصحراء لم تعد قائمة والظروف التي تزامنت مع تلك الفترة تغيرت»، داعيا باول الى ان «يسلك طريق الحوار بدلا من القوة لحل المشاكل القائمة... واعادة النظر في تقويم الاسلوب الذي مارسته بلاده مع الحكومة البريطانية طيلة السنوات العشر الماضية».