مسؤولون عرب في مكافحة الإرهاب: «القاعدة» اهتمت بتكوين «خلايا نائمة» تتمتع باستقلالية عدا العمليات الكبيرة

TT

هيمنت على الاجتماعات الاخيرة لرؤساء الاجهزة العربية لمكافحة الارهاب التي انعقدت في تونس خلال اليومين الماضيين، قضية الخلايا الارهابية النائمة وكيفية التعامل معها على اعتبار انها تشكل خطرا كبيرا وتهديدا على الامن والاستقرار سواء في الدول العربية او الاسلامية.

وقد ادت حادثتا التفجير الارهابيتان في كل من الرياض في المملكة العربية السعودية والدار البيضاء في المغرب الى بروز قضية الخلايا الارهابية النائمة الى السطح مرة اخرى، وابرزت الحاجة من قبل مجلس وزراء الداخلية العرب لطرحها على اجتماعات المؤتمر العربي السادس للمسؤولين عن مكافحة الارهاب من اجل دراستها بشكل علمي ورصد هذه الظاهرة وتوفير الحلول لمواجهتها.

ورأى عدد من المشاركين في هذا المؤتمر الذين تحدثت معهم «الشرق الأوسط» ان عناصر الخلايا الارهابية النائمة تمر بعدة مراحل اثناء تشكيلها تستمر في بعض الاحيان لعدة سنوات من اجل ادماج هذه العناصر الارهابية في نسيج المجتمع مرورا بالمرحلة الاولى التي يطلق عليها «مرحلة الاستقطاب»، والمرحلة الثانية تركز على «التدريب» الذي قد يستغرق عاما كاملا، ثم مرحلة «الاندماج» حيث تأتي بعد ذلك مرحلة الاستعداد لتنفيذ العمليات الارهابية.

وتعتبر «مرحلة التدريب» ذات اهمية بالغة حيث يتم فيها اعداد العناصر التي تم تجنيدها عسكريا وعقائديا في احد المعسكرات المتعددة التي كانت تتوزع على العديد من الدول ومن بينها افغانستان والبوسنة والحدود الباكستانية.

ويتم خلال مرحلة التدريب اعداد العناصر المذكورة على استخدام الاسلحة وصنع القنابل والمتفجرات الى جانب استخدام اجهزة الاتصال المتطورة، بالاضافة الى الاعداد الديني اعتمادا على الفتاوى التي يصدرها الزعماء الدينيون للتنظيمات المتطرفة.

وقال المشاركون ان الجماعات الارهابية اولت اهتماما كبيرا بتدريب عناصرها عسكريا وعقائديا حيث خصص تنظيم «القاعدة» على مدى السنوات الماضية موارد مالية مهمة لإقامة العديد من المعسكرات متعددة الاختصاصات على الاراضي الافغانية تتراوح مدة التدريب فيها ما بين 9 الى 12 شهرا.

وقال المشاركون في المؤتمر ان الصعوبة في الكشف عن الخلايا الارهابية النائمة تتمثل في كونها تنصهر في المجتمع التي تعيش فيه وتتأقلم معه من دون اثارة الانتباه سواء من خلال المظهر او السلوكيات مع التزام الحيطة والحذر في الاتصالات مع عناصر اخرى في انتظار التعليمات التي تتلقاها من قيادة التنظيمات والجماعات الارهابية. ويبقى التحضير لتنفيذ المخططات الارهابية من قبل الخلايا النائمة رهنا بالظروف والمستجدات وقد تستغرق عدة اشهر يتم خلالها توزيع الادوار بين جمع المعلومات واستطلاع الاهداف الى جانب قيام عناصر اخرى بتوفير الاموال والاسلحة والمتفجرات فيما يقوم احد العناصر النائمة في المرحلة النهائية بتنفيذ المهمة.

وحسب تقديرات المشاركين في المؤتمر العربي السادس لرؤساء اجهزة مكافحة الارهاب فان عناصر الخلايا الارهابية النائمة تتمتع ببعض الاستقلالية وخاصة على صعيد ارتباطها بالتنظيم الأم، حيث انها لا تتلقى تعليمات مباشرة الا في العمليات الكبرى فيما يكون لها هامش من الاستقلالية في العمليات التي تتطلب سرعة في التنفيذ.

ويعتقد احد المشاركين ان الخلايا الارهابية النائمة منتشرة في اماكن عديدة من العالم وهي من جنسيات مختلفة.

وأجمع المشاركون في المؤتمر على اهمية اتخاذ اجراءات متقدمة ومبتكرة للكشف عن هذه الخلايا الارهابية ومتابعة تحركاتها وضربها قبل ان تتمكن من تنفيذ اعمالها التخريبية التي تهدد استقرار المجتمع وتضر بمقومات حياته.