رئيس الأركان التركي يشير إلى «أزمة ثقة» مع أميركا

TT

أنقرة ـ واشنطن ـ أ.ف.ب: اعتبر رئيس هيئة الاركان التركية الجنرال حلمي ازكوك أمس ان توقيف القوات الاميركية لـ11 عسكريا تركيا خلال مهمة في شمال العراق اثار «ازمة ثقة كبيرة» لا سابق لها بين القوات المسلحة في البلدين، وقال لدى استقباله سفير الولايات المتحدة في انقرة، روبرت بيرسون، في زيارة وداعية بعدما امضى 3 سنوات في تركيا «للاسف اثارت هذه القضية اكبر ازمة ثقة» بين الجيشين الاميركي والتركي.

وقال قائد الجيش التركي «يصعب علي اعتبار هذه القضية مجرد حادث محلي»، مضيفا: «يمكن احيانا ان نبلغ بشيء ما وقد تكون هناك مشكلة لكنني كنت آمل الا تتم تسويتها بهذه الطريقة غير المقبولة اطلاقا»، مشيرا الى ان القوات التركية قاتلت «جنبا الى جنب» مع الجيش الاميركي خلال الحرب الكورية (1950 ـ 1952).

من جهته اكد السفير بيرسون ان تركيا والولايات المتحدة تبقيان «حليفتين» على الرغم من هذا الحادث، حسبما ذكرت محطة التلفزيون التركية «ان تي في».

وكانت وزارة الخارجية الاميركية قد ذكرت ليل أول من أمس ان الولايات المتحدة وتركيا تجريان تحقيقا مشتركا في الحادث الذي ادى الى قيام قوات اميركية باعتقال عسكريين اتراك في شمال العراق. وقالت المتحدثة باسم الخارجية اماندا بات ان «ممثلين عسكريين ومدنيين اميركيين واتراكا يشاركون في التحقيق في الوقائع التي ادت الى هذا الحادث».

ورفضت الخارجية الاميركية تأكيد الافراج عن هؤلاء العسكريين لكنها اوضحت ان واشنطن وانقرة «بدأتا تحقيقا مشتركا يقوم به عسكريون ومدنيون رسميون من الجانبين» في الحادث. وقالت بات «نحن على اتصال وثيق مع حليفتنا تركيا ونحقق تقدما لتسوية هذه المسألة».

تجدر الاشارة الى ان الجنود الاتراك الذين أوقفوا الجمعة الماضي في السليمانية (شمال شرقي العراق) هم من عناصر القوات التركية. وقد افرج عنهم مساء الاحد وعادوا الى السليمانية حيث «يواصلون مهمتهم» على حد تعبير قائد الجيش التركي، الجنرال حلمي ازكوك. من جهة اخرى اعتبرت الصحف التركية امس ان الافراج عن العسكريين الاتراك لم يحل «الازمة» التي نشأت في العلاقات التركية ـ الاميركية والمرشحة للتفاقم.

وقالت صحيفة «حرييت» الواسعة الانتشار في افتتاحيتها «بالتأكيد لن يكون من السهل محو آثار هذه القضية» طالما ان الادارة الاميركية الجمهورية باقية في السلطة. واضافت «الولايات المتحدة خسرت حتى اكبر اصدقائها في تركيا» من خلال توقيف افراد القوات الخاصة في السليمانية.

واعتبرت الصحف بمجملها ان واشنطن سعت الى الانتقام من تركيا لمعارضتها نشر جنود اميركيين على اراضيها قبل التدخل الاميركي ضد النظام العراقي السابق في بغداد. ورأت صحيفة «اكسام» ان الحكومة التركية «يجب ان تطلب تفسيرات» من حليفها الاميركي وليس السعي الى التخفيف من اهمية هذه القضية. وتوقعت صحيفة «جمهورييت» (اليسار الوسط) من جهتها تدهور العلاقات بين انقرة وواشنطن. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها ان «العلاقات في الاساس لم تكن ممتازة... وعوضا عن تصليحه، رمت الولايات المتحدة الاناء المكسور عبر النافذة». وانتقدت صحيفة «يني سافاك» المؤيدة للاسلاميين والقريبة من حزب العدالة والتنمية بزعامة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، ادارة الحكومة لهذه الازمة متهمة اياها بعدم اعتماد موقف حازم تجاه الاميركيين.