بيروت: النيابة العامة تخلي سبيل اللبناني المرحل من أميركا بعد ثبوت براءته من أي علاقة مع تنظيم «القاعدة»

TT

اعلن مسؤولون في وزارة العدل الاميركية انه تم ترحيل مؤسس جمعية خيرية اسلامية متهم بإمداد «القاعدة» بأموال. وذكر محاميه ان ربيع حداد اعيد الى لبنان في ساعة متأخرة من مساء اول من امس.

وحداد، 41 سنة، يرأس صندوق الاغاثة العالمي، وهي جمعية خيرية مقرها بريدجفيو بولاية الينوي. وكانت الحكومة الاميركية قد جمدت ودائع الجمعية في 14 ديسمبر (كانون الاول) 2001، قائلة انها مجرد قناة لتوصيل الاموال للارهابيين. وفي لبنان قال المحامي العام الاستئنافي في جبل لبنان، القاضي محمد مظلوم ان حداد وصل الى بيروت، أول من أمس، وأخضع لتحقيق دقيق تبين على أثره أن لا علاقة له بتنظيم «القاعدة» فأطلق سراحه بسند إقامة. وقال المحامي العام الاستئنافي انه يبدو أن فترة إقامة حداد في الاراضي الاميركية انتهت وان السلطات الاميركية رفضت تجديدها وفضلت ترحيله.

وكان قد القي القبض على حداد، وهو مواطن لبناني عاش في آن اربور بولاية ميشيغان، في 14 ديسمبر الماضي للتجاوز إقامته في الولايات المتحدة الفترة المحددة له في تأشيرة السياحة التي يحملها. وقد تم احتجازه لمدة سنة ونصف السنة واثارت قضيته ضجة لانه معروف بين ابناء الجالية الاسلامية ولأن وزارة العدل الاميركية حظرت في البداية على الجمهور حضور جلسات القضية.

وقد رفع النائب جون كونيرز (ديمقراطي من ولاية ميشيغان)، والعديد من الصحف قضية على الحكومة وحصلوا على قرار قضائي يأمر الحكومة بأن تكون جلسات القضية علنية. وطالب كونيرز وآخرون بالافراج عن حداد، وقالوا انه تم استهدافه بطريقة غير عادلة لانه رجل دين مسلم.

وأوضح كونيرز بالامس «الحقيقة انه ليس له علاقة بالارهاب، ولا بأحداث 11 سبتمبر (ايلول)».

وأكد جورجي مارتينز، المتحدث باسم وزارة العدل، ان حداد تم ترحيله، ولكنه رفض الادلاء بمزيد من التعليقات.

تجدر الاشارة الى انه لم توجه لحداد اي تهمة تتعلق بالارهاب. الا ان قاضيا متخصصا في قضايا الهجرة اصدر في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2002 حكما بضرورة ترحيل حداد وزوجته وأولاده الثلاثة، ووصفه بأنه يمثل تهديدا للامن القومي. وذكر اشرف نوباني محامي حداد انه تم ترحيل موكله الى لبنان في ساعة متأخرة من مساء اول من امس بعد اربعة ايام من رفض محكمة الاستئناف اعادة النظر في قرار ترحيله.

وذكر نوباني ان السلطات اللبنانية احتجزت حداد فور وصوله. ولا تزال اسرته تعيش في آن اربور، ولكنها تواجه قرارا بالترحيل. وتجدر الاشارة الى ان حداد تقدم بطلب للجوء السياسي لم يحظ بموافقة السلطات الاميركية.

وأوضح نوباني «ان الحكومة لم تؤكد، إلا عن طريق التلميحات انه على علاقة بالارهاب».

وذكرت الحكومة ان حداد شوهد في اماكن لها علاقة بشبكة «القاعدة». واشارت الى ان العملاء الفيدراليين صادروا بندقية صيد وكميات من الاموال السائلة من شقته عندما تم القبض عليه. وقال نوباني ان موكله كان يسافر للخارج وبصفة خاصة لباكستان للمشاركة في جهود الاغاثة. وذكر حداد ان بندقية الصيد كانت لصيد الطيور. وبالنسبة للمال، قال حداد انه كان يحصل على دخل من التبرعات من المساجد والمراكز الاسلامية كما كان يتلقى اموالا من اسرة زوجته.

وذكر الادعاء انهم يحتفظون ببعض الادلة السرية لحماية التحقيقات في مجال الارهاب.

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»