«الإنتربول»: «القاعدة» وتنظيمات أخرى تتحول للاتجار بالبضائع المغشوشة للحصول على التمويل اللازم لعملياتها

TT

كشف مسؤول بارز في الشرطة الدولية (انتربول) في شهادة رسمية امس أمام لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس النواب الاميركي ان مجموعات مثل «القاعدة» و«حزب الله» قد تحولت الى التجارة في البضائع الاستهلاكية المغشوشة مثل احذية «نايكي» واجهزة ستريو «سوني» وسراويل الجينز من ماركة «كالفين كلاين». وقال رونالد نوبل، الامين العام للشرطة الدولية، ان «العلاقة بين جماعات الجريمة المنظمة والبضائع المغشوشة مسألة مثبتة». وأضاف ان «الانتربول» نبه الى ان الجريمة المتعلقة بانتهاك حقوق الملكية باتت وسيلة مفضلة لتمويل عدد من الجماعات الارهابية.

جدير بالذكر ان التجارة الرائجة والمتزايدة في البضائع الاستهلاكية المغشوشة ظلت معروفة منذ فترة طويلة كما ظلت السلطات تشتبه في وجود علاقة لهذه التجارة بمجموعات ارهابية. وقال مسؤولون في الكونغرس ان شهادة رونالد نوبل تعتبر الاولى التي يدلي بها مسؤول بارز في اجهزة تطبيق القانون يؤكد من خلالها بصورة قاطعة استخدام عائدات تهريب البضائع الاستهلاكية المغشوشة لتمويل الارهاب. وظهور نوبل أمام لجنة العلاقات الخارجية هو الاول لامين عام لـ«الانتربول» أمام لجنة تابعة للكونغرس. جدير بالذكر ان نوبل عمل في السابق بوزارة الخزانة الاميركية وانتقل الى «الانتربول» عام 2000 كمسؤول عن تنسيق المعلومات بين الشرطة واجهزة الامن في 181 دولة.

من جانبه قال هنري هايد، عضو مجلس النواب عن الحزب الجمهوري ورئيس لجنة العلاقات الخارجية، ان جرائم التعدي على حقوق الملكية والارهاب كان ينظر اليهما حتى وقت قريب كقضيتين منفصلتين. واورد هايد في شهادته المكتوبة ان الاجهزة الامنية والاستخباراتية كانت قد ابلغت الجهات المعنية بأن ثمة مخاوف متزايدة ازاء تداخل اشكال مختلفة من النشاطات المحظورة بغرض توسيع دائرة مكاسب وعمليات النشاطات السرية. وقال نوبل في شهادته ان التجارة في السلع المحظورة تتفاوت من تهريب السجائر المغشوشة بواسطة الجماعات المسلحة في ايرلندا الشمالية الى الجماعات الالبانية المتطرفة في كوسوفو التي تعمل في تهريب مجموعة من البضائع المغشوشة مثل برامج الكومبيوتر والاحذية والملابس.

وقال محققون في الولايات المتحدة ان التجارة في المنتجات المقلدة باتت رائجة في مدن مثل نيويورك ولوس انجليس وميامي حيث تباع منتجات من علامات معروفة في المتاجر وبواسطة الباعة المتجولين. وقدر مكتب المباحث الفيدرالي «اف بي آي» ان هذه البضائع تسبب خسارة للاعمال التجارية في الولايات تتراوح بين 200 و250 مليار دولار سنويا. وحسب شهادة نوبل، فإن تهريب البضائع المغشوشة يعتبر نشاطا اجراميا اكثر سهولة مقارنة بنشاطات اجرامية اخرى، اذ ان الارهابي يمكن ان يحقق ربحا من بيع أي منتجات مقلدة دون الحاجة الى المشاركة في عملية انتاج البضائع المغشوشة نفسها. لذا فإن تكلفة الانتاج، حسبما اشار نوبل في شهادته، اقل نسبيا مع اتساع هامش الربح.

وقال لاري جونسون، المستشار في شؤون تزوير وتقليد البضائع، خلال نفس جلسة الاستماع ان مصادر التمويل التقليدي في الشرق الاوسط وأماكن اخرى للجماعات الارهابية قد جففت خلال الفترة السابقة مما اضطر الجماعات الارهابية الاتجاه الى مجموعة من النشاطات البديلة بما في ذلك التبرعات الخيرية وتهريب المخدرات والسجائر وبيع المنتجات المقلدة، إلا ان نوبل اشار خلال شهادته الى ان الاجهزة الامنية في الدول الاخرى لم تحقق على نحو صارم في مثل هذه الجرائم، اذ تفرض غرامات قليلة نسبيا وأحكاما خفيفة بالسجن عند إدانة المتورطين.

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الاوسط»