طهران تعترف بأن الصحافية كاظمي ماتت قتلا ووالدتها تكشف أن دفنها في إيران تم «تحت الضغط»

TT

طهران ـ وكالات الانباء: اعلن محمد علي ابطحي نائب الرئيس الايراني أمس ان الصحافية الكندية زهرة كاظمي التي توفيت في الحجز في ايران الشهر الماضي قتلت على الارجح، فيما كشفت والدتها، في حديث لصحيفة «يس اي نو» الاصلاحية الايرانية انها وافقت على دفنها في ايران، وليس في كندا، «تحت الضغط».

وكان قد سبق لأبطحي، أن لمح الى موضوع مقتل كاظمي قبل اسبوعين، ولكن التحقيق الحكومي الاولي خلص الى الاستنتاج بان كاظمي ـ التي تحمل الجنسيتين الايرانية والكندية ـ توفيت بنزيف في المخ نتج عن ضربة على الرأس. ولكنه لم يوضح ما اذا كانت الضربة متعمدة ام لا ومن يتحمل مسؤولية ذلك.

وقال ابطحي للصحافيين امس بعد اجتماع للحكومة الايرانية «الاحتمال الاكبر هو انها قتلت نتيجة نزيف نجم عن ضربة (على الرأس)». وطالب نائب الرئيس الايراني القضاء بأن يحدد ويحاكم المسؤولين عن موت كاظمي.

وتوفيت كاظمي التي تقيم في مونتريال بكندا في العاشر من يوليو (تموز) بعد اكثر من اسبوعين على اعتقالها وهي تلتقط صورا لسجن في طهران يحتجز فيه عادة المعارضون.

وتجري ايران مزيدا من التحقيقات واحتجزت خمسة من ضباط الامن في القضية.

وتسببت قضية دفن كاظمي في خلاف دبلوماسي بين طهران واوتاوا التي طالبت بدفنها في كندا، كما القت الضوء على اجهزة الامن الايرانية التي تعمل في سرية وايضا الطريقة التي تعامل بها اجهزة الاعلام.

وقال عبد الواحد موسوي وزير الداخلية للصحافيين ان القاضي الذي يحقق في القضية طلب احتجاز خمسة ضباط كانوا على اتصال بكاظمي قبل موتها.

ونقلت صحيفة ايرانية امس عن والدة كاظمي قولها انها دفنت ابنتها في ايران على غير رغبتها. وقالت عزة كاظمي ايضا في مقابلة مع صحيفة «يس اي نو» انها ترغب في معرفة قاتل ابنتها واعدامه.

وذكرت والدة كاظمي انها وقعت على اقرار في السفارة الكندية توافق فيه على السماح باستعادة جثمان ابنتها الى كندا حيث طالب حفيدها والحكومة الكندية بعودة الجثمان.

ولكنها قالت انه خلال وجودها مع والدة احدى صديقات ابنتها في طهران استقبلت زوارا ليليين وجهوا اليها عبارات الترغيب والترهيب لدفعها لتغيير رأيها في هذا الامر بدون ان تحددهم. وقالت «في كل يوم كان يأتي اربعة او خمسة ويتحدثون الى مالكة المنزل (الذي اقيم فيه) وسببوا مشاكل للناس (الذين اقيم عندهم) واضطررت للموافقة على دفنها في ايران». ورفض ابطحي وموسوي لاري التعليق على اقوال والدة كاظمي. وكانت ايران قد اعلنت ان قرار دفن كاظمي في مسقط رأسها في شيراز جاء بناء على رغبة والدتها. وقالت الأم في تصريحاتها «لم يكن لدي خيار آخر. لم يكن لدي نقود وكنت بمفردي وليس لدي مكان اخر اذهب اليه.. كانوا يرغبون في ان يتم الدفن باقصى سرعة ممكنة. كانوا يرغبون في التخلص منها (الجثة)». وذكرت انها لاحظت كدمات في جثة ابنتها وحين سألت عن ذلك قيل لها انها نتيجة الحقن التي اخذتها كاظمي خلال العلاج. واضافت: «لا اعرف سبب موتها. كل ما اريده ان يلقى قاتل ابنتي نفس المصير. اريده ان يعدم».

وقال موسوي لاري ان التشريح اثبت عدم وجود اصابات في جثة كاظمي بخلاف الكسر الموجود في الرأس.

وافادت وكالة الانباء الايرانية ان لجنة برلمانية اجتمعت أول من أمس الى وزراء الصحة والعدل والثقافة ونائب وزير الداخلية والاستخبارات ورئيس الطب الشرعي الوطني ونائب الرئيس محمد خاتمي. وقالت الناطقة باسم هذه اللجنة المكلفة التحقيق في اي شكوى كتابية ترفع ضد السلطة التنفيذية او التشريعية او القضائية، ان ممثلي هذه الوزارات والاجهزة اتفقوا على ان زهرة كاظمي تلقت ضربة على رأسها «كانت تقنية جدا ولا يمكن ان يسددها اي كان». واضافت النائبة جميلة كديوار ان اعضاء في اللجنة اكدوا ان الضربة وجهت لها لكن ليس بنية ان تترك اثرا عليها، كما افادت وكالة الانباء الطلابية.

واعلنت نيابة طهران مؤخرا عن اعتقال خمسة اشخاص تعاملوا مع زهرة كاظمي منذ القاء القبض عليها في 23 يونيو (حزيران) وحتى نقلها الى المستشفى حيث توفيت في 10يوليو (تموز).