الرئيس الصومالي الانتقالي ينسحب من مفاوضات السلام في كينيا ويتهم «إيقاد» بالتآمر

TT

انسحب الرئيس الصومالي الانتقالي عبد القاسم صلاد حسن امس من مؤتمر السلام المنعقد في نيروبي، بدعوى خروج المؤتمر عن مساره، واتهم الهيئة الحكومية للتنمية (إيقاد) الراعية للمفاوضات بالتآمر على وحدة البلاد.

وقال صلاد حسن لـ«الشرق الاوسط» ان وفد حكومته «لن يعود الى تلك المفاوضات». وجدد اتهامه لاثيوبيا وكينيا ودول اخرى في «ايقاد» بتحريف مسار مؤتمر السلام عن اهدافه الرئيسية. وسار صلاد على خطى نظيره السوداني الفريق عمر البشير الذي وجه انتقادات حادة الى سكرتارية «إيقاد» التي ترعى المفاوضات السودانية. واتهم صلاد «ايقاد» بالتآمر على وحدة الصومال ومحاولة تقسيمه الى دويلات تنفيذا لمصلحة بعض دول الجوار الجغرافي للصومال في إشارة واضحة الى اثيوبيا.

واكد الرئيس الصومالى ان تقسيم الصومال بات مطروحاً رسميا في مسودة ما يسمى بالميثاق الوطني والذي هو بمثابة دستور المستقبل. واشار الى ان مسودة الدستور الجديد المقترح من قبل كينيا واثيوبيا تنص على ان الدولة شيء والدين شيء اخر مما يعنى علمانية الدولة، مشددا على ان الشعب الصومالي لن يقبل سوى ان يكون دين الدولة هو الاسلام كما هو منصوص عليه في الدساتير السابقة. واشار الى وجود اتجاه لـ«بلقنة البلاد» وتجريدها من هويتها العربية والإسلامية.

وقال صلاد لـ«الشرق الاوسط» ان بعض أعضاء سكرتارية ايقاد «أصبحوا جزءا من الأزمة الصومالية وانهم راغبون في تقسيم الصومال ودفع الحكومة الانتقالية الى الانهيار والتداعي. وانسحاب الرئيس الصومالي من قاعة المحادثات في نيروبي يشير ايضا الى رفضه استكمال المفاوضات حول تشكيل حكومة جديدة في الصومال تتولى السلطة بعد إشراف فترة رئاسته الانتقالية التي استمرت ثلاث سنوات على الانتهاء لكن حسن أبشر فارح رئيس حكومته وعبد الله ديرو إسحاق رئيس البرلمان الصومالي الانتقالي لم ينسحبا معه من القاعة وأعلنا في المقابل استمرارهما في تمثيل الشعب الصومالي وهو ما يعني أن الرئيس صلاد فقد أبرز مؤيديه وحلفائه التقليديين في محاولته الرامية الى التنافس لمرة ثانية على مقعد الرئيس الجديد للصومال. وقال صلاد حول هذا الموضوع ان فارح وديرو لا يملكان أي شرعية أو سلطة لتوقيع أي اتفاق مصالحة في الصومال وقال انهما يستطيعان البقاء في المؤتمر ولكن ليست لديهما أي صلاحيات أو تفويض لتوقيع أي اتفاق نيابة عن الحكومة الانتقالية الصومالية.

وعدد صلاد عدة ملاحظات، منها أن سكرتارية «إيقاد» تجاهلت مناقشة مسمى الحكومة المستقبلية في الصومال وملف الإدارات المحلية والجمهوريات الانفصالية (أرض الصومال والبونت لاند) بالإضافة الى تشكيل البرلمان وعدد أعضائه. وقال إن السكرتارية تجاهلت عمدا رغبة ومصلحة الشعب الصومالي في إشراك هذه الأطراف في مفاوضات السلام في كينيا. ويقول مقربون من صلاد لـ«الشرق الأوسط» انه رفض الموافقة على بند يشير الى اعتبار اللغة العربية هي اللغة الثالثة في الصومال بعد الصومالية والإنجليزية. ومن جهته قال وينستون توبمان الممثل الشخصي لكوفي أنان الأمين العام للأمم المتحدة في نيروبي ان مؤتمر كينيا سيستمر في عمله على الرغم من الانسحاب الدراماتيكي للرئيس الصومالي، وأوضح أن غياب صلاد سيصعب من عملية التفاوض لكنها ستستمر في كل الأحوال ولن تتوقف.

لكن عبد الرحمن آبي وزير الإعلام الصومالي لمح أمس الى أن الرئيس الصومالي الانتقالي قد يعود مجددا الى قاعة المحادثات الجارية في نيروبي إذا ما تم التوصل الى تسوية مقبولة للملاحظات السابقة، وقال «عندما تراعي السكرتارية الملاحظات التي قدمناها يمكن عندها الحديث عن عودة الرئيس صلاد مجددا لأي قاعة مفاوضات». وقال آبي لـ«الشرق الأوسط» إن المسافة بين مقديشيو (العاصمة الصومالية) ونيروبي لا تستغرق اكثر من تسعين دقيقة، في إشارة الى احتمال تراجع الرئيس الصومالي عن انسحابه المفاجئ.