سوري يتزوج من قريبة الجنرال الإسرائيلي العربي ويحصل على الهوية الإسرائيلية بعد معركة قضائية

TT

بعد معركة طويلة مع البيروقراطية والعنصرية في اسرائيل، وصلت الى ابواب محكمة العدل العليا، نجحت المرأة العربية زمرد عباس، 32 عاما، في لم شمل زوجها، المواطن السوري، وجلبه للعيش معها ومع ولديه منها في قرية ابو سنان في الجليل. وكانت زمرد وزوجها خليل مرسل سليم، 29 عاما، قد التقيا صدفة في احد مطاعم العاصمة الاردنية عمان سنة 1997، اذ دخل كل منهما مطعم «قصر الصنوبر» برفقة اصدقائه. وحسب القصة التقليدية: «نظرة فابتسامة فسلام فكلام...»، وقعا في اسر الغرام، وزادت لقاءاتهما، فقررا الزواج.

ولكنهما كالعادة اصطدما بالموقف الرسمي في اسرائيل، الذي يتيح لكل يهودي في العالم ان يزورها ويعيش فيها ويحصل على الجنسية الاسرائيلية، بينما يحرم من هذا الحق اي عربي في العالم، حتى لو كان فلسطينيا او احد طرفي عائلة يكون الطرف الآخر فيها فلسطينيا، ابا عن جد وعن وطن. ولهذا، لم تستطع جلبه الى قريتها في اسرائيل، وحرمت من حفل زواج لائق بين اهلها وصديقاتها واصدقائها، فتزوجا بحفل متواضع في الاردن.

ومنذ ذلك الوقت وهما زوجان، وانجبا طفلين، لكن لقاءاتهما كانت تتم طيلة هذه السنين بشكل متقطع: مرة في الشهر او الشهرين، مع كل ما يعنيه ذلك من عناء وتكلفة. وحاولت زمرد وقف هذه المعاناة بمختلف الطرق والاتصالات، لكنها فشلت. ولم يشفع لها في هذا الحق الانساني كونها ابنة خال الجنرال العربي الوحيد في الجيش الاسرائيلي، وهو يوسف مشلب، منسق اعمال الحكومة الاسرائيلية في المناطق الفلسطينية (والقائد السابق لقوات الجبهة الداخلية في الجيش).

ولم يكن امامها سوى اللجوء الى محكمة العدل العليا لتحصيل هذا الحق، وهددت بالتوجه الى المحافل الدولية اذا فشلت هذه المرة. وبشكل مفاجئ طلب منها ان تدعو زوجها الى نقطة الحدود بين الاردن واسرائيل، لان مندوبا عن المخابرات الاسرائيلية يريد لقاءه والتحقيق معه، فجلبته. ولم يستطع اخفاء خوفه من اللقاء، اذ اعتقد انهم سوف يعتقلونه. وبعد تحقيق طويل تبين ان خليل لا يشكل خطرا امنيا على اسرائيل، فأطلق سراحه.

وبعد فترة قصيرة، اي في الاسبوع الماضي، ابلغت زمرد بأنها حصلت على بطاقة هوية اسرائيلية لزوجها، وان بامكانها جلبه ليعيش معها، فطارت فرحا، وجلبته في الحال، وهما يعيشان في ابو سنان (احدى قرى فلسطينيي 48) منذ اول من امس.