دحلان يبحث مع موفاز الانسحاب من مدينتين أخريين وقضية المطاردين واتصالات بين الجهاد الإسلامي والأمن الوقائي لتفادي أزمة

كتائب الأقصى تحذر وزير الأمن الفلسطيني من الحديث عن المطلوبين وكأنه يملك قرارهم

TT

بحث وزير الدولة الفلسطيني لشؤون الامن محمد دحلان الليلة الماضية مع وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز، قضيتين اساسيتين، احداهما تعنى بالانسحاب الاسرائيلي من مدينتين فلسطينيين اخريين وتسليمهما للسلطة الفلسطينية على غرار مدينة بيت لحم التي انسحب الجيش من وسطها بعد الاعلان الهدنة في 29 يونيو (حزيران) الماضي.

والقضية الثانية كما قالت مصادر فلسطينية ترحيل المطلوبين من الفلسطينيين في مدن الضفة المختلفة الى مدينة اريحا. واضافة الى ذلك أطلع موفاز دحلان على الجدول المقترح للافراج عن اسرى فلسطينيين وفق القرار الذي اتخذته الحكومة الاسرائيلية يوم الاحد الماضي القاضي بالافراج عن 540 اسيرا ومعتقلا من بينهم 210 ينتمون لحركتي حماس والجهاد الاسلامي و210 ينتمون لحركة فتح و120 وهم من السجناء الجنائيين.

وتزامن الاجتماع مع تطورين على الصعيد الفلسطيني اولهما بيان صادر عن كتائب شهداء الاقصى ـ الجناح السعكري لحركة فتح التي ينتمي اليها دحلان، ترفض فيه الكتائب حسب قولها «ادعاءات دحلان» في صحف اسرائيلية بانه هو الذي اقنع «المطاردين بالهدنة ومن لم يقتنع حذره». والتطور الثاني اقدام جهاز الامن الوقائي في قطاع غزة الذي يأتي ضمن صلاحيات دحلان، على اعتقال احد القادة العسكريين لسرايا القدس ـ الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي.

فعلى صعيد الانسحاب الاسرائيلي يطالب الفلسطينيون بانسحاب من مدينتي رام الله العاصمة السياسية للسلطة الفلسطينية والخليل جنوب الضفة، بينما يتحدث الاسرائيليون عن انسحاب من مدينتي اريحا وقلقيلية علما بان اريحا هي الوحيدة من بين مدن الضفة الغربية الرئيسية السبع التي لم يعد الجيش الاسرائيلي احتلالها خلال الاشهر الـ15 الاخيرة، حسب معلومات غير مؤكدة نقلتها صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية في عددها الالكتروني امس.

والقضية الثانية التي جرى التركيز عليها في اجتماع دحلان ـ موفاز قضية المطلوبين. واكدت مصادر امنية اسرائيلية وفلسطينية ان الطرفين بحثا لائحة باسماء المطلوبين من الفلسطينيين لقوات الاحتلال الذين يريدون تسليم اسلحتهم ونقلهم الى رام الله مقابل وقف مطاردتهم وتجنيبهم عمليات الاغتيال.

وزعمت صحيفة «هآرتس» امس ان عددا من المطلوبين توجهوا فعلا الى اريحا خلال الاسابيع القليلة الماضية حتى قلل التوصل الى اتفاق رسمي. وقالت السلطة حسب «هآرتس» ايضا انها لن تقدم على اعتقالهم طالما ظلوا ملتزمين بالهدنة. وقالت «هآرتس» ان من بين المطلوبين الذين لجأوا الى اريحا الناشط في الجهاد الاسلامي محمود كحيل المتهم بتنفيذ هجمات على الاسرائيليين والناشط في حركة فتح حاتم ابو حليمة الذي كان يعمل مع كبار مهربي السلاح. وتبدي اسرائيل استعدادا لقبول فكرة لجوء المطاردين الى اريحا وذلك مقابل الهدوء في الضفة الغربية. وتعتقد اسرائيل ان استمرار نشطاء في فتح والجهاد في العملية، نابع من خوفهم من الوقوع في الاسر او القتل. وتأمل اسرائيل في ان لجوء هؤلاء الى اريحا سيطيل امد الهدنة ربما الى اجل غير مسمى.

لكن بيان كتائب الاقصى جاء ليعبر عن رفضها وعناصرها لفكرة القاء السلاح واللجوء الى اريحا ووجهت تحذيرا لدحلان بألا يتدخل في شؤون المطاردين. وقال البيان الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة عنه «اننا نحذر المدعو دحلان من الحديث عن المطاردين واوضاعهم وكأنه يملك قرارهم». وقالت «ان قرارنا هو قرار فتحاوي اصيل ملتزم بالقيادة الشرعية والاطر التنظيمية لحركة فتح التي سنطالبها في المستقبل القريب بالنظر في عضوية دحلان وبعض الذين يتآمرون على الرئيس (ياسر) عرفات والمناضلين من شعبنا».

واضاف البيان «ليعلم دحلان ان التزمنا بقرار وقف اطلاق النار بناء على تعليمات سيادة الاخ الرئيس ابو عمار وليس كما يدعيه (دحلان) لاننا اصلا لا نعترف به ولم يحدث بيننا وبينه اي اتصال كما ادعى (بذلك) امام (الرئيس الاميركي جورج) بوش و(وزير خارجيته كولن) باول و(مستشارته للامن القومي كوندوليزا) رايس». وتتهم المخابرات الاسرائيلية رئيس المخابرات الفلسطينية العميد توفيق الطيراوي والرئيس السابق للامن الوقائي في الضفة الغربية العقيد جبريل الرجوب وهما العدوان التقليديان، بالوقوف وراء هذا البيان ومحاولات تقويض سلطات دحلان. وحسب المخابرات الاسرائيلية فان الطيراوي والرجوب اسقطا الخلافات بينهما ووحدا الجهود في مواجهة دحلان.

والتطور الثاني الذي تجري معالجة ابعاده ومخاطره في قطاع غزة حسب قول مسؤول في الجهاد الاسلامي لـ«الشرق الأوسط» هو اعتقال احد نشطاء سرايا القدس. وقد اعتقلت عناصر الامن الوقائي في غزة ابو حسين في مخيم جباليا في الساعات الاولى من فجر امس، «تحت ذرائع وحجج واهية وكلام فارغ وغير واضح» كما قال خالد البطش احد قادة الجهاد في غزة لـ«الشرق الأوسط». وقال انهم يبررون عملية الاعتقال بادعاء انه تحرش بضابط في الوقائي ومرة ثانية انه يتحدث عن مواصلة العمل المسلح برغم الهدنة التي وافقت عليها حركته.

واتهمت مصادر فلسطينية الامن الوقائي بمحاولة اثارة فتنة جديدة.

وادت عملية الاعتقال التي تمت في الساعة الثانية من فجر امس حسب التوقيت المحلي، الى تبادل اطلاق النار بين عناصر الوقائي وعناصر سرايا القدس الذين قاموا بتطويق منزل أحد عناصر الأمن الوقائي الذي تزعّم حملة الاعتقال لأبوحسين وأعطت مهلة بإطلاق سراحه بشكلٍ فوري. فتصاعدت حدة الاحتجاجات في المخيم وخرج الآلاف من أبناء مدينة ومخيم جباليا في مسيرة غاضبة يندّدون بالاعتقال ويطالبون بالافراج الفوري والسريع عنه.

وقال البطش «ليس لدينا تفاصيل اكثر من التي قلتها عن اسباب الاعتقال غير المبرر». واضاف «ان جهودا تبذل والاتصالات جارية لتفادي تطور هذه القضية والافراج عن ابو حسين». وتوقع البطش: «ان يفرج عن ابو حسين اما الليلة (الماضية) او غدا (اليوم) على اقصى حد».