شريط جديد منسوب للظواهري يحذر أميركا من دفع ثمن باهظ إذا مست بأذى معتقلي غوانتانامو

TT

دبي ـ رويترز ـ أ.ف.ب: حذر تسجيل صوتي قيل انه لأيمن الظواهري المسؤول الكبير في تنظيم «القاعدة» الولايات المتحدة من انها ستدفع ثمنا باهظا اذا الحقت اذى بأي من المعتقلين الذين تحتجزهم في غوانتانامو في كوبا.

وقال الصوت المسجل على الشريط الذي بثته امس قناة «العربية» الفضائية التي تتخذ من دبي مقرا لها ان المعركة الحقيقية ضد الولايات المتحدة لم تبدأ بعد. وجاء في الشريط «اميركا اعلنت انها ستبدأ محاكمة أسرى المسلمين في غوانتانامو امام لجان عسكرية قد تحكم عليهم بالإعدام.. وأقسم بالله العظيم.. لتدفعن اميركا الصليبية غاليا ثمن كل أذى يمس اسيرا من اسرى المسلمين لديها». وتحتجز الولايات المتحدة اكثر من 600 أسير من 42 دولة في معسكر خاص في قاعدة خليج غوانتانامو البحرية في كوبا. وتعتزم الولايات المتحدة محاكمة ستة امام محكمة عسكرية يمكن ان تصدر احكاما بالاعدام مما اثار انتقادات دولية.

وقال مسؤول بقناة «العربية» ان القناة تعتقد ان الشريط يحمل صوت الظواهري الذي يعد الساعد الايمن لزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن. ولم يتضح تاريخ تسجيل الشريط. وتعهد المتحدث بالانتقام لأي حكم بالاعدام او غيره يصدر ضد المسلمين المحتجزين في غوانتانامو.

واضاف الصوت المسجل في الشريط «نقول لأميركا شيئا واحدا.. ان ما عانيته حتى الآن ليس الا المناوشات الاولى، أما المعركة الحقيقية فلم تبدأ بعد.. ان اميركا وهي تقيد اسرى المسلمين وتنكل بهم إنما تنكل بنفسها وإذ تحاكمهم إنما تحاكم أبناءها وإذ تحكم عليهم تحكم على شعبها». وظهر الظواهري الى جانب بن لادن في معظم البيانات التي سجلها منذ هجمات 11 سبتمبر (ايلول) في الولايات المتحدة التي سقط فيها اكثر من ثلاثة الاف قتيل. كما هدد المتحدث أي بلد يسلم مشتبها فيه من اتباع القاعدة الى واشنطن. وقال «وليعلم الذين يتواطأون مع اميركا ان أميركا أعجز من ان تحمي نفسها فضلا ان تحمي غيرها.. وليتأكد كل اسير لدى الكافرين ان تحريره دين في عنق كل مجاهد وان يوم فرجه قريب».

وهذا اول تسجيل صوتي يقال انه للظواهري منذ الحادي والعشرين من مايو (ايار) عندما وجه شريط اخر ارسل الى احدى محطات التلفزيون العربية تهديدات للولايات المتحدة. ويوم الاربعاء الماضي تعهد الرئيس الاميركي جورج بوش باحباط ما وصفه بتهديد حقيقي من القاعدة بشن هجمات جديدة وحذرت وزارة الامن الداخلي قطاع الطيران من ان القاعدة تخطط لعمليات اختطاف انتحارية وتفجيرات داخل الولايات المتحدة وخارجها.

ومن بين الاسرى في غوانتانامو بريطانيون واستراليون وسعوديون وباكستانيون وافغان ولكن الجيش الاميركي لم يعلن ارقاما محددة. واحتجز الاسرى الذين يشتبه في انتمائهم للقاعدة وغيرهم ممن اعتقلوا خلال ما وصفه بوش بالحرب ضد الارهاب واستجوبوا دون توجيه اتهامات اليهم.

وانتقدت جماعات حقوق الانسان واشنطن لرفضها منح المعتقلين الحقوق التي تنص المعاهدات الدولية على منحها لأسرى الحرب. وفي الشهر الماضي قالت واشنطن ان ستة اسرى من بينهم بريطانيان واسترالي سيحاكمون عسكريا واتهمتهم بالمشاركة في معسكرات لتدريب الارهابيين. وقالت انهم ربما شاركوا في تمويل «القاعدة». واذعانا لضغوط من بريطانيا واستراليا اعلنت واشنطن انها لن تسعى لإصدار احكام اعدام ضد البريطانيين والاسترالي في المحاكمة العسكرية. وكانت وزارة الامن الداخلي الاميركية حذرت الثلاثاء من ان السلطات الفدرالية تلقت معلومات تدعو الى الاعتقاد بان تنظيم القاعدة يعد لاعتداءات مماثلة لتلك التي استهدفت واشنطن ونيويورك.

وقال المتحدث باسم الوزارة غوردون جوندرو ان «أجهزة الاستخبارات تلقت معلومات تتعلق باهتمام تنظيم القاعدة المستمر باستخدام طائرات تابعة لشركات طيران اميركية داخل الولايات المتحدة وخارجها، من اجل قضيته». واصدرت وزارة الخارجية الاميركية على الفور تحذيرا للاميركيين في الخارج مضيفة عمليات خطف الطائرات على لائحة الاخطار التي تهددهم.

من جهة اخرى، قال وزير الامن الداخلي الاميركي توم ريدج امس انه «ممتن» لأن الولايات المتحدة لم تتعرض لهجمات ارهابية من جديد الا أن المسؤولين يستعدون لهجمات أخرى محتملة. وقال ريدج لشبكة «ان. بي. سي» التلفزيونية «أشعر كل يوم أننا نعمل وفي أذهاننا فكرة ان هجوما سيقع».

وعلق ريدج على شريط الظواهري بقوله «لقد أساءوا من جديد تقدير عزيمة هذا البلد وقدرتنا على التصدي لمثل هذه التحديات». وسئل ان كان يدهشه عدم وقوع هجوم جديد حتى الآن فقال انه «ممتن، وهناك على الارجح الكثير من الاسباب لذلك. لكنني ممتن وكل يوم نعمل فيه على احباط أو منع هجوم ارهابي وتقليل تعرضنا لمثل هذه الهجمات يزيد عليهم صعوبة مهاجمتنا».

وكانت وزارة الامن الداخلي قد حذرت شركات الطيران الاسبوع الماضي من أن شبكة «القاعدة» التي يتزعمها أسامة بن لادن تخطط لعمليات خطف وتفجيرات انتحارية جديدة في الولايات المتحدة أو الخارج قائلة ان خطر وقوع مثل هذه الهجمات مستمر حتى نهاية الصيف على الاقل.

وقال ريدج امس ان توجيها جديدا أرسل الى شركات النقل البحري للركاب في شتى أنحاء البلاد يحذرها من هجمات محتملة. وأضاف «لدينا معلومات محددة بخصوص شركات تشغيل سفن الركاب. الا أن التحذير مثل غيره من مثل هذه التحذيرات صدر كاحتياط بناء على معلومات غامضة جمعتها المخابرات الاميركية». وسلم كذلك بأنه «ستمر عدة أعوام قبل أن يكون لدينا النظام المتين الذي نحتاجه لحماية الاميركيين في الداخل». وقال «لم نصل بعد الى ما نريد... لكننا سنصل اليه». وكانت وزارتا الامن الداخلي والنقل الاميركيتان قد اعلنتا اول من امس ان المسافرين الذين لا يحملون تأشيرات دخول الى الولايات المتحدة لن يسمح لهم بالتوقف في المطارات الاميركية ليستقلوا طائرات تنقلهم الى وجهاتهم.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جو ـ آن بوركوبوفيتش ان هذا الاجراء الذي كان متوقعا سيؤثر على ستة آلاف مسافر في الشهرين المقبلين معظمهم من آسيا واميركا اللاتينية. واوضحت وزارة الامن الداخلي ان تعليق برنامجي «العبور بدون تأشيرة» و«بين مطارين دوليين» دخل حيز التنفيذ في الساعة 00،15 بتوقيت غرينتش من السبت. لكن بعض المسافرين الذين حصلوا على بطاقات سفر تتطلب المرور في الاراضي الاميركية سيمسح لهم بعبورها. وكانت سلسلة الاجراءات التي ينص عليها برنامج «العبور بدون تأشيرة» الذي اعتمد في 1952 تستخدم من قبل المسافرين من البرازيل والمكسيك والبيرو الذين يتوقفون في المطارات الاميركية ليستقلوا طائرات الى آسيا وفي طريقة عودتهم منها. كما كان يستخدمه الكوريون الجنوبيون والفليبنيون المتوجهون الى وسط وجنوب اميركا. وكان هذا البرنامج يسمح للمسافرين الاجانب بالمرور في مطار اميركي او اكثر في طريقهم الى بلد آخر وحتى استخدام رحلات داخلية اميركية بدون الحصول على تأشيرة دخول. اما برنامج «بين مطارين دوليين» فينص على الاجراءات نفسها لكنه يحدد نقاط المرور بمطار واحد ويمنع المسافرين من مغادرة قاعة الترانزيت بانتظار رحلاتهم.