خاتمي يهدد بـ«إجراء صارم» ما لم تعتذر بريطانيا عن اعتقال السفير الإيراني السابق في الأرجنتين

TT

طهران ـ وكالات الأنباء: قال الرئيس الايراني محمد خاتمي امس ان ايران ستتخذ «اجراء صارما» في ما يتعلق باعتقال سفيرها السابق في الارجنتين، هادي سليمانبور، بتهمة التورط بعملية تفجير مركز يهودي في ببوينس ايرس عام 1994، فيما ردت الحكومة الارجنتينية بحذر، أول من امس ، على قرار ايران قطع تعاونها الثنائي معها احتجاجا على اعتقال السلطات البريطانية السفير سليمانبور في اطار ملاحقة القضاء الارجنتيني له.

وكان السفير الايراني السابق، 47 عاما، قد اعتقل في منزله في درهام بشمال شرق انجلترا، حيث يتابع دروسه رسميا، بموجب مذكرة توقيف اصدرتها بحقه النيابة العامة الارجنتينية التي تطالب لندن بتسليمه لها في اطار التحقيق بتفجير مركز الجالية اليهودية في بيونس ايرس.

وقررت الشرطة البريطانية ابقاءه قيد التوقيف حتى 29 أغسطس (آب) حيث سيمثل امام القضاء البريطاني الذي سيقرر ما اذا كان سيسلمه الى الارجنتين.

وتطرح عملية التسليم، اذا ما تمت، اشكالات كبيرة وتنعكس على العلاقات الايرانية ـ البريطانية التى بدأت تتجه نحو التطبيع بعد ازمة استمرت سنوات طويلة. وقد طالبت ايران بالافراج الفوري عن سليمانبور، معتبرة ان للقضية «دوافع سياسية» وهو اتهام نفته بريطانيا. ورغم ان خاتمي قال في تصريحاته التي نقلها التلفزيون الحكومي امس ان حكومته ستتخذ «اجراء صارما» في هذه القضية، الا انه لم يذكر تفاصيل ما يقصده بهذه الاجراءات. واضاف خاتمي انه كان قد طالب باعتذار«فوري» من بريطانيا وقال ان وزارة الخارجية ستستدعي القائم بالأعمال البريطاني في طهران للمرة الثانية، مؤكدا ان ايران «مهتمة جدا بكل ما يتعلق بمواطنيها خاصة المسؤولين منهم ولن تتهاون في هذا الشأن».

ومن جانبه قال ماثيو جولد، القائم بالأعمال البريطاني في طهران، لوكالة رويترز للأنباء، انه أبلغ مسؤولين في وزارة الخارجية الايرانية، أول من امس، بأن اعتقال سليمانبور ليس له دوافع سياسية وان قرار المحكمة مستقل عن الحكومة البريطانية.

وتنفي طهران تورطها في تفجير بوينس ايرس. وكانت قد سحبت سفيرها من الارجنتين في وقت سابق هذا العام احتجاجا على هذا الزعم.

وقد استدعت أول من امس القائم بالأعمال الارجنتيني في طهران وابلغته «تعليق تعاونها الاقتصادي والتجاري مع الارجنتين».

وبحسب وكالة الانباء الايرانية فان «القائم بالأعمال الارجنتيني في طهران، ارنستو الفاريز، استدعي الى وزارة الخارجية حيث ابلغه المدير العام المكلف شؤون الأميركيتين، مهدي محتشمي، بان ايران «تحتج بشدة» على توقيف سفيرها السابق في بيونس ايرس.

واضافت الوكالة ان محتشمي ابلغه ايضا «بان ايران قررت تعليق تعاونها الاقتصادي والتجاري مع الارجنتين».

يشار الى ان مستوى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين كانت خفضت بعدالاعتداء على المركز اليهودي.

وتتحدث ايران منذ الخميس الماضي عن انها ضحية «مؤامرة» يقف «النظام الصهيوني وراءها» وتطالب الصحف الايرانية بريطانيا «بعدم الدخول في اللعبة التي اختلقتها الدوائر الصهيونية» مؤكدة على «ضرورة التعاون (بين البلدين) لحل هذه المشكلة واسقاط التهم» الموجهة ضد الدبلوماسي الايراني السابق.