استخدام تكنولوجيا البيوجيا الإحصائية في جوازات سفر وتأشيرات الزائرين لأميركا في إطار مكافحة الإرهاب

TT

ستعتبر التكنولوجيا التي تقوم بالتصوير القطاعي للوجوه وبصمات الأصابع جزءا من المتطلبات الثابتة في السفر بالنسبة للزوار القادمين لاميركا في العام القادم، وبالنسبة لكل المسافرين في المستقبل القريب. وقد ظلت التكنولوجيا المعروفة باسم البيولوجيا الإحصائية تنمو لسنوات عديدة لكن وبسبب المخاوف الأمنية بعد هجمات 11 سبتمبر فإن قدومها تسارع على نحو كبير.

وقد أصبح أحد المواعيد النهائية الهامة الخاص بها، وهو 26 أكتوبر (تشرين الاول) 2004 وشيكا . ففي أكثر قليلا من نحو العام سيكون على وزارة الخارجية ومكتب الهجرة البدء في إصدار تأشيرات سفر ووثائق أخرى تستخدم أنواع التكنولوجيا الخاصة بتمييز الجسد للزوار الأجانب. وقد اكتسب التغيير تفويضا من خلال إقرار الكونغرس على قانون أمن الحدود في شهر مايو (ايار) المنصرم. وقد بدأت الحكومة الفيدرالية في إصدار بطاقات عبور للحدود بالنسبة للمواطنين المكسيكيين وبطاقات خضراء تحمل بصمات الأصابع والصور.

وبحلول الموعد نفسه (26 أكتوبر 2004 ) فإن على 27 بلدا أن تبدأ في إصدار جوازات سفر مزودة برقائق كمبيوتر تحتوي على بيانات تمييز الوجه أو يفقدوا وضعهم المتميز. أما الأشخاص من هذه البلدان الذين يحملون جوازات سفر صدرت قبل هذا الموعد النهائي المحدد فإنهم ربما ما يزال يمكنهم السفر إلى الولايات المتحدة دون تأشيرات سفر ما دامت حكوماتهم قد بدأت في برامج التمييز البيو ـ إحصائي.

ومع الأخذ بعين اعتبار التعقيد لهذا النوع من التكنولوجيا فإن العديد من البلدان تكافح من اجل الوفاء بالموعد النهائي والبعض في هذا المجال يقولون أنه ربما يتوجب أن يمدد الموعد.

وقد عبر المدافعون عن حقوق الخصوصية عن استيائهم لما يعتبرونه ضغطا موجهاً الى أوربا كي تطبق هذا النظام.

وقال مارس روتين بيرغ رئيس مركز المعلومات الإلكترونية الخصوصية وهو مركز تديره مجموعة محامين «إن حكومتنا تفرض على الحكومات الأوربية واجب تبني عملية التمييز البايو ـ إحصائي مع أن الغالبية في الولايات المتحدة ما زالت تعارض مثل هذا الأمر». لكنه تنبأ بأن الولايات المتحدة ستتبنى قريبا نفس هذه التكنولوجيا.

وقال مسؤولون من وزارة الخارجية أن التفويض باستخدام عمليات التمييز البايو ـ إحصائي قد خطط لها لتبدأ خلال ثلاثة أعوام، وقد اعلنوا خططهم لإجراء اختبارات على جوازات السفر الاميركية عبر رقائق كومبيوترية حتى 26 أكتوبر 2004. وفي مؤتمر أقيم أخيرا حول تكنولوجيا البطاقات قال نائب مساعد وزير الخارجية لخدمات جوازات السفر فرانك موس «أن الوزارة تخطط لاستبدال كل جوازات السفر بجوازات جديدة تحتوي على بيانات بايو ـ إحصائية بحلول عام 2006 بتكلفة سنوية تقدر بـ 100 مليون دولار». ويذكر أن هناك 55 مليون جواز سفر اميركي ساري المفعول كما أن 7 ملايين جواز سفر اميركي تصدر سنويا.

وقالت كيلي شانون المتحدثة باسم وزارة الخارجية «إن إضافة المتطلبات الجديدة وتطبيقها ليست فقط أكثر أمانا بالنسبة للدول الأخرى وإنما أيضا أكثر أمن لنا ايضاً. والفكرة هي إنها طارئة كمعاملة بالمثل بالنسبة لمواطني الولايات المتحدة».

إن تبني التكنولوجيا البايو ـ إحصائية ظل يكبح لسنوات بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية والمصداقية بالإضافة إلى ضعف المعايير المنتظمة. ولكن خلال السنتين الماضيتين بدأت السياسات والمعايير تتقدم وتلحق بهذا النوع من التكنولوجيا.

إن التكنولوجيا البايو ـ إحصائية الجديدة تهدف لعملية تمييز الشخصية عن طريق الصور. والآن فإنه يجب على شرطي الحدود أن يقرر ما إذا كان الشخص هو بالفعل ذلك الذي في الصورة أو انه شخص مشابه له .

تأخذ التكنولوجيا البايو ـ إحصائية القياسات الرقمية لبصمات أصابع الشخص وللوجه وشبكية العين والملامح الأخرى وتخزن المعلومات على رقيقة كومبيوتر أو على شريط ماكينة يمكن قراءته مما يمكن استخراجه في نقاط التفتيش الحدودية.

عند الوصول يمكن أن يطلب من المسافرين أن يضعوا أصابعهم على جهاز تصوير قطاعي وأن يقفوا أمام كاميرات لتمييز الوجه ليرى ما إذا كانت مقاييسهم تطابق تلك المقاييس المخزنة في التأشيرة أو جواز السفر. إن الأنظمة البايو ـ إحصائية في الولايات المتحدة التي اختبرت عند حدود المكسيك تملك حساسية كافية للتمييز بين التوأمين المتطابقين .

ويعتبر استخدام التكنولوجيا البايو ـ إحصائية جزءاً من عملية أوسع لضبط الأمن يما يتعلق بوثائق تمييز الأشخاص في الوقت الذي اصبح فيه البشر أكثر تحركا خلال القرن الماضي وهو توجه تزايد بعد هجمات 11 سبتمبر. وتستخدم جوازات السفر الجديدة ذات الرقائق الكمبيوترية وفقا لمعيار عالمي وضع في شهر مايو الماضي بواسطة منظمة الطيران المدني العالمية وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة.

وستستخدم جوازات السفر الجديدة تكنولوجيا خاصة بالتعرف على الوجوه تحتوي على رقائق كمبيوتر خفية شبيهة بتلك التي توجد في ما يسمى بالبطاقات الذكية.

وقال دينس شاجنون المتحدث باسم المنظمة «إن ما كان متطلباً هو نظام تكنو ـ إحصائي عالمي يستخدم على نطاق العالم ويمكن قراءته في اي بقعة من العالم».

وبمقتضى المعايير الجديدة فإنه يسمح للدول ان تضيف تقنيات بايو ـ إحصائية إضافية لجوازات السفر مثل بصمات الأصابع أو التصوير القزحي القطاعي. وقد عبر العديد من المحامين المهتمين بالخصوصية عن مخاوفهم حول مصداقية الأنظمة ملاحظين أن مدينة تامبا قررت في الأسبوع الماضي ألا تجدد نظامها الخاص بمراقبة عملية تمييز الوجوه بسبب الضعف في النتائج. ولكن شاجنون قال إن نظام جوازات السفر يعتمد جزئيا على قياسات الوجه التي لا تتغير مع تقدم الناس في العمر أو حتى في حالة إجراء عمليات تجميل جراحية.

إن منظمة العمل الدولية وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة قد وضعت مؤخرا معيار بايو ـ إحصائي لوثائق الهوية بالنسبة لـ 1.2 مليون عامل في السفن على امتداد العالم. وقد استخدمت في بطاقات الهوية لعمال البحار بيانات ببصمات الأصابع وصور مخزنة رقميا فيما يعرف بشفرة شريط ذات بعدين .

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»