أهالي الفلوجة يرفضون نشر قوات تركية ويهددون بتحويل المدينة إلى «جحيم»

TT

الفلوجة ـ ا.ف.ب: هدد اهالي الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) بتحويل مدينتهم الى «جحيم» اذا نفذت القوات الأميركية قرارها بنشر قوات تركية لتحل محلها، وطالبوا، بدلا من ذلك، باعادة تأهيل الدولة العراقية الجديدة وبناء اجهزتها الوطنية. واكد قائمقام الفلوجة طه بديوي في اعقاب مؤتمر نظمه مساء اول من امس بمشاركة ممثلي القوى السياسية وأئمة هذه المدينة السنية «نحن نشجب وبالاجماع قرار نشر قوات تركية في الفلوجة». ونبه الى ان القوات التركية «سوف تقوم بنبش الماضي وهناك احقاد قديمة لها في المناطق السنية واذا قام الشعب في محافظة الانبار برفضهم فسوف تلقى القوات التركية الجحيم».

وجاء في رسالة موجهة من الاهالي عقب الاجتماع الى الحاكم الاميركي في العراق بول بريمر «نحن اهالي مدينة الفلوجة شأن كل اهالي العراق اصابنا احباط كبير بسبب قرار دخول قوات تركية الى مدينة الفلوجة وعموم محافظة الانبار حيث اسقط هذا القرار آخر امل لأهالي العراق بجدية ادعاء القيادة الاميركية في اعادة تأهيل الدولة العراقية الجديدة وبناء اجهزتها الوطنية».

وطالب الاهالي القيادة العسكرية الاميركية «باعادة النظر في نشر قوات تركية او غيرها من دول الجوار في مدينتهم بسبب وجود مشاكل اقليمية تاريخية موروثة بينها وبين العراق سينجم عنها وضع صعب للشعب العراقي وقوات التحالف». واكدوا للادارة الاميركية انهم على «استعداد تام للتعاون من اجل بناء الدولة العراقية وتأهيل اجهزتنا الامنية والادارية بكفاءة عالية تمكنها من فرض الامن». واضافوا ان «اجهزة مخابرات الدول الاقليمية المجاورة للعراق وجدت في دخول القوات الاميركية الى العراق فرصة تاريخية لها فساهمت بدور كبير في زعزعة الاوضاع الامنية في العراق وان معظم العمليات التخريبية نفذت من قبلها او بتشجيع منها».

وقال مدير بلدية الفلوجة فوزي الشافي عيفان ان ممثلي الاهالي يمكن ان يتوجهوا الى السفارة التركية في بغداد «لمحاولة منع (القوات التركية) من دخول الفلوجة والرمادي والانبار».

وطلبت الولايات المتحدة من تركيا ارسال قوات الى العراق وذلك بعد رفض انقرة قبل الحرب على العراق فتح اراضيها لعبور القوات الاميركية. وبعد اسابيع من التردد قالت الحكومة التركية انها تعتزم ارسال عشرة الاف جندي الى العراق وهو عدد يزيد كثيرا عن حجم القوات «الرمزي» الذي تنشره الكثير من الدول في العراق.

وبالرغم من ان اي قرار رسمي لم يتخذ بعد وان التصويت اللازم للبرلمان مع هذا القرار ليس مضمونا فان حزب العدالة والتنمية الحاكم يحظى بدعم جنرالات الجيش.

وتسعى تركيا بحسب محللين، الى ان تكون لها كلمتها في المستقبل السياسي للعراق، ولكن عبد الله غول وزير الخارجية التركي اكد مؤخرا ان القوة التركية لن تقوم بدور «الشرطي» للولايات المتحدة وانها ستكون لديها قيادتها الخاصة وستتولى قيادة المناطق التي تقع مباشرة غربي وشمالي بغداد.