تسجيلات ضحايا هجمات سبتمبر: مديرة مطعم في الطابق العلوي لمركز التجارة ظلت تتلقى أوامر بانتظار المساعدة.. فماتت مع زبائنها

أسئلة حول وفاة أناس في الطابق 64 ونجاة آخرين في الطوابق العليا * مسؤول بهيئة الموانئ استجاب من الطابق 64 للتعليمات بالانتظار فقتل بينما نجا زملاؤه المغامرون من الطوابق الأعلى

TT

«مركز التجارة العالمي. اكرر. هناك شيء يحدث فوق مركز التجارة العالمي».

«مركز التجارة العالمي انفجر للتو».

«اخرجوا، اخرجوا».

«انهم يقفزون من المبنى رقم واحد في الناحية الجنوبية».

هكذا كانت اصوات بعض المدنيين وضباط الشرطة في مركز التجارة العالمي بنيويورك قبيل انهياره بفعل الهجوم عليه بطائرتي ركاب مخطوفتين يوم 11 سبتمبر (ايلول) 2001 وطبقا لقرار من المحكمة افرجت «سلطة ميناء نيويورك ونيوجيرسي»، التي تملك مركز التجارة، اول من امس، عن نحو 1800 صفحة من نصوص تسجيلات مكالمات دامت 260 ساعة، وكان قد اجراها بعض الضحايا في اعقاب الهجوم على مركز التجارة.

وتخص هذه النصوص الجديدة تسجيلات تم انتشالها من وسط حطام مركز التجارة بعد اسابيع من الهجوم، وتقدم صورة حية عن حالات الفوضى والارتباك والهلع بسبب ما وقع في ذلك الصباح.

عمت الفوضى، وتكررت الشائعات عن اطلاق صاروخ من مبنى وولوورث. كما ادعى البعض ان ارهابيين يحملون متفجرات يهربون عبر نيوجيرسي في سيارة «فورد» تحمل لوحة معدنية من نيويورك. وترددت احاديث عن طائرة ثالثة في طريقها الى المركز. بينما اتصل العديد بالشرطة، وهم لا يعرفون ما حدث، وابلغوا بوقوع انذرات بالسرقة.

في اللحظات الاولى، كان الجميع يبذلون جهدا كبيرا لاستيعاب ابعاد الكارثة.

رجل: هناك عشرات الجثث، الناس يقفزون من فوق المبنى.

امرأة: من الذي يقفز من المباني؟

رجل: أناس. الجثث تسقط من السماء. من فوق قمة المبنى.

امرأة: هذه نسخة.

ضابط شرطة يصرخ عبر جهاز اللاسلكي: اننا بحاجة الى مياه. هناك وقود طائرة يحترق في 51 (في اشارة الى رقم الطابق).

زميل يسأل: رائحة وقود طائرات؟

فيجيء الرد: «سلبي. وقود طائرات يحترق. وقود طائرات يحترق».

كان هنالك شاب صغير يرد على الهاتف في مركز شرطة بالقرب من الطابق الارضي، لكن لم يبد عليه الاهتمام بالطائرة وهي ترتطم بالمبنى.قال ذلك الشاب: «سيؤثر على اعمال ورقية جديدة. الاعمال الورقية فقط».سألته امرأة: هل هي طائرة كبيرة ام صغيرة؟. فرد عليها قائلاً: لابد ان تكون صغيرة.

وعقب ذلك بثوان، ارتطمت الطائرة الثانية بالمركز، الامر الذي جعل الشاب يندهش ويغير لهجته قائلاً: «يالهي، يالهي، يالهي، هذا امر ليس جيداً».

وتكشف النصوص عن أعداد لا تحصى من الناس انطلقوا لانقاذ حياة المنكوبين ورعايتهم.

ومعروف ان الروايات السابقة عما حدث داخل مبنى مركز التجارة جاءت من الناجين واسر الضحايا، الذين نقلوا المكالمات الهاتفية من المحاصرين بالداخل. وتمكن بعض الذين ماتوا ايضا من ارسال العديد من الرسائل الالكترونية، كما تركوا رسائل على اجهزة الرد على المكالمات. واذيعت ايضا بعض النصوص المختصرة للشرطة وادارة المطافئ. لكن على الرغم من ذلك، فان العديد من عائلات الضحايا قالوا انهم لا يعرفون بالضبط ماذا حدث لاقاربهم، الذين اختفى بعضهم بعدما اجروا مكالمات وداعية سريعة.

غير ان النصوص التي تم نشرها اول من امس لن تكشف عن غالبية الاحداث الغامضة المتبقية، الا انها تقدم اضافة كبيرة ومرعبة للسجل التاريخي لاحداث 11 سبتمبر. ومعظم المواد الجديدة مصدرها سجلات اجهزة اللاسلكي الخاصة بالشرطة والمكالمات المدنية. ولم تكن المكالمات موجهة الى رقم 911 (رقم الطوارئ) ولكنها الى شرطة هيئة الميناء في عدة مواقع في نيويورك ونيوجيرسي. وتجدر الاشارة الى ان سلطة الميناء لديها قوة شرطة خاصة بها وفقدت 37 ضابطا، وقالت ان ذلك يعتبر أسوأ خسارة في يوم واحد لأي قوة شرطة في الولايات المتحدة.

وقال غريغ ترفور المتحدث باسم «سلطة الميناء» وهو واحد من الناجين من الحادث: «يظهر ذلك ان الناس كانوا يؤدون واجبهم بطريقة محترفة وبشجاعة بطولية في يوم من الرعب الذي لا يمكن تخيله». وكانت الطائرة الاولى قد ارتطمت بالبرج الشمالي في الساعة الثامنة و46 دقيقة بينما ارتطمت الطائرة الثانية بالبرج الجنوبي بعدها بـ 16 دقيقة. ولكن في بعض الحالات طلب من الناس في البرج الجنوبي البقاء في اماكنهم بدلا من الخروج من المبنى. وقد انهار البرج الجنوبي في الساعة التاسعة و59 دقيقة ثم انهار البرج الشمالي في الساعة العاشرة و28 دقيقة صباحا.

رجل في الطابق 92: نريد معرفة ما اذا كان علينا الخروج من هنا، لاننا نعلم بوجود انفجار. لا اعرف في اي مبنى.

ضابط: هل هناك دخان. وضع الدخان في موقعك في رقم 2؟

الرجل: لا. مجرد رائحة.

الضابط: حسنا.

الرجل: هل نبقى هنا، او نخلي المكان؟ انا انتظر.

وبعد فترة من تبادل الحديث يسأل مرة اخرى:

الرجل: هل نبقى ام نغادر؟

الضابط: انتظر حتى اشعار آخر.

الرجل: حسنا. لا تخلوا المكان.

ومن غير الواضح ما اذا كان الناس في ذلك المكان قد نجوا ام لا.

وبعد فترة من ارتطام الطائرة الثانية اتصل باتريك هوي وهو مسؤول كبير في سلطة الميناء كان موجودا بالطابق السادس والاربعين في البرج الشمالي (المعروف ايضا باسم البرج واحد) بالشرطة للحصول على تعليمات.

«معي 20 شخصا. ماذا تقترح»؟

اتصل هوي بعد 25 دقيقة من ارتطام الطائرة الاولى بـضابط شرطة برتبة سيرجنت في المكتب المركزي لشرطة هيئة الميناء في نيوجيرسي، قائلاً: ماذا تقترح؟ فجاءه الرد: ابق مكانك. كن قريبا من السلالم وانتظر حضور الشرطة.

وربما كلفت تلك النصيحة هوي والآخرين من المهندسين في سلطة الميناء حياتهم.

كان الآلاف من الموظفين المكتبيين الذين كانوا تحت مستوى ارتطام الطائرة في البرجين الشمالي والجنوبي قد نجوا من الهجوم.

والامر الذي لا يزال غامضا بعد مرور عامين على الانفجار هو: لماذا مات بعض الموظفين مثل مهندسي سلطة الميناء في الطابق 64 بينما تمكن مئات من الموظفين كانوا في طوابق اعلى من النجاة.

سأل هوي السيرجنت مرة اخرى بعدما ابلغ بالبقاء في مكانه: «هل سيأتون، اليس كذلك؟ هل سيفتشون كل طابق؟ اذا امكن ابلغهم اننا هنا».فرد عليه السيرجنت: سمعتك.

ونفذت تلك المجموعة ما اقترحه السيرجنت، واخيرا بعد ساعة ونصف الساعة من ارتطام الطائرة بالبرج الشمالي اتصل هوي مرة اخرى، وقال لمكتب الشرطة: «الدخان يزداد سوءاً بعض الشيء. نفكر في الهبوط عبر السلالم. هل هذا مناسب؟. وفي هذه المرة جاء الرد مختلفا. قال ضابط بمكتب الشرطة: «نعم حاول الخروج». ورد عليه «هوي»: «حسنا. الى اللقاء».

* أسئلة عديدة وإجابات قليلة

* كلما دق الهاتف، يطلب صوت خائف او مضطرب او في بعض الاحيان غير مهتم، معلومات لم تكن متوفرة في معظم الاحيان لضباط شرطة ميناء نيويورك في مراكزهم القيادية المختلفة.

غير انه سواء كانت المكالمة من زوجة او زوج قلق، او مراسل من شبكة اخبار «ان. بي.سي» او شخص يعتقد باطلاق صاروخ على مركز التجارة العالمي من مبنى وولوورث، فان المتصلين وجدوا دائما ضباطا، حافظوا بصورة او اخرى على رباطة جأشهم في ظروف صعبة ونقلوا معلومات متفرقة تمكنوا من الحصول عليها وسط قيود المكتب.

قال سيرجنت اسمه هولاند: «نعم لقد سمعنا عنه»، في رده على مكالمة هاتفية من محطة قطار باث في جيرسي سيتي من زوجة ضابط شرطة في هيئة الميناء. وقال لها «لم يصب احد من رجالنا حتى الآن». فسالته: «هل انت متأكد؟ لانه كان يصعد السلالم، كما ابلغني».

رد السيرجنت هولند: «افهم، افهم. لا بد ان الامر سيئ كما تعلمين».

وفي بعض الاحيان كان الاحساس بالعجز طاغيا. وقال رجل متوتر في الطابق 103 في البرج الشمالي في مكالمة باللاسلكي الى مكتب الشرطة في مركز التجارة العالمي ذاته: «الناس محاصرون في الطابق 103 من البرج الشمالي، وهو مكان لم يبق فيه شخص على قيد الحياة». وقال موظف محاصر: «افتح الابواب الملعونة».

وقد بدأت طلبات اجراء مقابلات صحافية عبر الهاتف من الاجهزة الاعلامية خلال 15 دقيقة من ارتطام الطائرة الاولى بالبرج الشمالي.

وقال السيرجنت ووزاك في رده على متحدث من شبكة «ان.بي.سي» التلفزيونية: «هل تعلم لا أستطيع الآن». ولكن وعندما اتصلت الشبكة مرة اخرى اعتذر السيرجنت لعدم وجود معلومات لديه، وقال: «آسف، لا أقصد قطع المكالمة».

وعندما علم ان البرج الجنوبي سقط، وبه العديد من زملائه، بذل السيرجنت ووزاك جهدا كبيرا وكان رد فعله اوليا على مكالمة للكابتن دلفين الذي كان على الخط معه: يا إلهي. فرد عليه الكابتن دفلين: حسنا، صل يا أخي.

* أولندر تستغيث من الطابق 106

* بذلت كريستيان اولندر، وهي مساعدة لمدير مطعم «ويندوز اون ذي وورلد»، كل ما يمكنها القيام به. فقد تم جمع زبائن الافطار والعاملين في المطعم في الطابق 106 في البرج الشمالي. وتم تفتيش سلالم الطوارئ وتبين ان الدخان يغطيها. واتصلت بمركز قيادة شرطة الميناء، في الطابق السادس في قاعدة البرج.

وقالت لضابط شرطة سلطة الميناء الذي رد على الهاتف، بعد 15 دقيقة من ارتطام الطائرة بالبرج الشمالي: «ليست لدينا تعليمات هنا. نحن في حاجة الى توجيهات بخصوص توجيه ضيوفنا والعاملين معنا في اسرع وقت ممكن».

ولم يكن رد ضابط الشرطة مشجعا، فقد قال للسيدة اولندر: «نبذل اقصى ما في وسعنا. لقد اتصلنا بالمطافئ والجميع، ونحاول الوصول الى اعزائنا».

ومن بين نصوص التسجيلات، تبدو اتصالات اولندر، 39 سنة، وهي من شيكاغو تعيش في شمال غربي مانهاتن، متميزة بسبب تكرارها والاحاديث المطولة التي اجرتها اولندر وهي تحاول عبثا انقاذ نفسها والآخرين في «ويندوز اون ذي وورلد»، اذ اتصلت بالشرطة 4 مرات، وكانت تفعل مثلما كانوا يقولون لها، وتتصل مرة تلو الاخرى طبقا للتعليمات.

وقالت في مكالمتها: «اهلا هذه كريستيان، في الوندوز». واضافت لضابط الشرطة هذه المرة ان معها 100 شخص آخر في الطابق 106 (في الواقع حوصر هناك اكثر من 170 ضيفا وموظفا). تابعت: «نحن في حاجة للعثور على ملجأ آمن في الطابق 106، حيث قد لا يكون الدخان سيئا. هل يمكن ان توجهنا لمنطقة معينة؟» ومرة اخرى لم يكن هناك اكثر من الضمانات بان فرق الانقاذ في طريقها.

وسألت السيدة اولندر: «ماهو الوقت المقدر لوصولك؟». فرد عليها ضابط الشرطة: «في اقرب وقت ممكن، في اسرع وقت ممكن من الناحية الانسانية».

وجرت المكالمة الاخيرة من السيدة اولندر بعد عشرين دقيقة من الهجوم. فقد تجمع الدخان بالقرب من قمة البرج، وبدأ في الارتفاع عبر المبنى كما لو انه مدخنة. وقالت: «الهواء النقي يختفي بسرعة، انا لا ابالغ».

رد عليها ضابط الشرطة: «سيدتي، اعلم انك لا تبالغين. انت معي كريستين، اربع مكالمات، ما بين 75 الى 100 شخص، ويندوز اون ذي وورلد الطابق 106».

ولم يكن ذلك ردا مناسبا في تلك المرحلة. وتسأل السيدة اورلندو: «هل يمكن ان نكسر النافذة».فيرد الضابط: «يمكنك القيام بما تريدين القيام للوصول الى الهواء».

لكن الوقت كان متأخرا جدا. فعندما كان «هوي» ينزل هو وزملاؤه البالغ عددهم 15 السلالم سمعوا طوابق البرج العليا تنهار. تمكن اثنان من المجموعة من النجاة باعجوبة اما «هوي» والاخرون فلم يتمكنوا.

وقال مساء اول من امس تريفور المتحدث باسم سلطة الميناء انه هو وزملاءه كانوا في الطابق الثامن والستين من البرج الشمالي وهناك اخبِروا بان يغادروا الطابق مباشرة واي توجيه خاطئ جرى آنذاك للآخرين كان بسبب حالة الفوضى والارتباك التي صاغتها اللحظة نفسها. وتمكن ما يقرب من 25 الف شخص الهروب من مركز التجارة الدولي في ذلك الصباح.

الكثير من التسجيلات الصوتية التقطت كلمات رجال الشرطة المتقطعة اثناء محاولتهم التماشي مع وضع راح يتدهور بسرعة. ووسط كل هذه التسجيلات يمكن سماع الكثير من القصص المروعة، بينها قصة نجار اشير اليه باسم «الرجل 103» وهو عامل مؤقت يعمل مع راديو سلطات الميناء. وتجنبت سلطة الميناء تشخيص هذا الرجل اول من امس لكنها قالت ان عائلته قدِّم لها علاج نفسي بعد ان استمعت الى التسجيل.

الرجل :103 افتح جهاز اطفاء النار رقم 103 الرجل :103 افتح الجهاز 103 هل تستطيع ان تسمعني. عندي رجل هنا (يتنفس بصعوبة) هناك رجل ملتصق على جهاز 102. المكان مملوء بالدخان. (كان يتحدث بدون حالة ذعر) الرجل :103 اننا بحاجة الى تعلميات. الدخان يتصاعد.

ولعدة دقائق ظل هذا الرجل يبث التعليمات وقال ان الحرارة بدأت بالارتفاع.

الرجل :103 الحريق المركزي في النقطة 103 بحاجة الى تطهير.

ولم يُسمع منه اي شيء بعد ذلك.

يشار الى ان نصوص التسجيلات كانت قد طلبت في قضية قضائية من قبل صحيفة «نيويورك تايمز» ومن قاض في مدينة نيوجرسي السابقة، الامر الذي اجبر سلطة الميناء الافراج عن التسجيلات. واختارت سلطة الميناء الا تستأنف ضد القرار لكنها التمست من الصحف عدم الكشف عن التفاصيل المؤلمة بشكل مهول. وقال المتحدث باسم سلطة الميناء ان «ذلك لن يقدم شيئا ايجابيا لصالح النقاش».

واتصلت سلطات بعائلات بعض الضحايا كي يتمكنوا من مراجعة المواد الحساسة قبل جعلها مكشوفة للجمهور. وقال كاري لمارك الذي كانت والدته في الطائرة التابعة لشركة «اميركان ايرلاينز»، الرحلة 11، وقتلت بعد ان اصطدمت الطائرة بالبرج الشمالي: «كفرد من العائلة انت لا تستطيع تصور حجم الاذى الذي يصيبك عندما تسمع كلمات اعزائك الاخيرة.. ما سبب نشر هذه التسجيلات؟ اذا كان لاغراض السلامة فذلك سيكون شيئا رائعا. اما اذا كان لغرض التسلية فاننا سنكون قلقين».

كان بيتر، ابن ليز الدرمان، قد حضر مؤتمرا في «ويندوز اون ذي وورلد» في قمة البرج الشمالي. وكان آخر اتصال اجراه مع عائلته عبر رسالة الكترونية بعثها على جهازه على الساعة التاسعة وخمس وعشرين دقيقة. وكتب قائلا: «اننا محبوسون. الغرفة مليئة بالدخان انا خائف».

واشارت الوالدة الى ان كتابته تعكس انه كان متماسكاً. وتوقعت انه ربما قضى فترة بعد رسالته. وقالت الوالدة: «لن اعرف ابدا اهم الحقائق. انا لا اعرف كم عاش بيتر وكيف مات وما اذا كان قد عانى». واضافت انها لا تعتقد ان التسجيلات ستغير قناعتها لكنها راضية على نشرها. واختتمت قائلة: «في كل مرة نتمكن من وضع وجه انساني على الحادثة. انها لم تعد مجرد قتل جماعي».

* خدمة «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»