حكاية قائمة الـ19 مطلوبا في السعودية.. منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر

TT

كانوا تسعة عشر، شيئاً فشيئاً، تساقطوا، فمنهم من سلم نفسه، ومن انتحر على مجمعات الرياض، ومنهم من بدا منتحراً في مقاومة يائسة لرجال الأمن في تربة حائل وصوير الجوف وغضي القصيم، وآخرهم قبض عليه خارج الحدود. هذا هو حال قائمة التسعة عشر من المطلوبين في السعودية، من بعد أن أعلنت عنهم في السابع من مايو (أيار) الماضي، بدأها أحدهم بتسليم نفسه للمباحث العامة في العاشر من ذات شهر، وبعدها بيومين، كان هناك خمسة منهم ضمن قائمة المنتحرين في تفجيرات الثاني عشر من مايو في الرياض، لتتساقط أوراق شجرة التسعة عشر بمبادرة أهمهم في تسليم نفسه، وبمقتل 4 آخرين في مطاردات أمنية متفرقة، وتنتهي بقبض سلطات الأمن اليمنية قبل أيام على أحدهم، لتنتهي الحصيلة بنتيجة ثابتة، وهي «ما زال البحث جارياً عن 7 آخرين». ومن الطبيعي التذكير بهم، وهم تركي الدندني، وعلي الفقعسي، وخالد الجهني، وصالح العوفي، وعبد العزيز المقرن، وعبد الكريم اليازجي، وهاني الغامدي، ومحمد الشهري، وراكان الصيخان، ويوسف العييري، وعثمان العمري، وبندر الغامدي، وأحمد الدخيل، وحمد الشمري، وفيصل الدخيل، وسلطان القحطاني، وجبران حكمي، وعبد الرحمن جبارة وخالد حاج. وفي هذا الشأن لا يستبعد متابع أمني حدوث صدامات قادمة مع بعض المتبقين من قائمة الـ19 في عمليات التعقب المكثفة التي تدور هذه الأيام. كان تسليم أحد المطلوبين نفسه للمباحث قبل يومين من تفجيرات الرياض بمثابة الهزة التي أصابت الخلية، وعجلت بتنفيذ عمليات الرياض على غير موعدها المخطط له، وحسب مصدر دبلوماسي قال حينها لـ«الشرق الأوسط» فان الخلية لم يكن في مخططها تنفيذ العمليات في ذلك الوقت الذي شهدته، بل ان مخططها كان يفترض أن يتم بعده بفترة تقدر بأسبوع واحد «إلا أن استسلام أحدهم، كان ضربة ساهمت في تعجيل تنفيذ العمليات بدرجة أقل مما كانوا ينوون القيام به».

ذلك الشخص الذي سلم نفسه، ولخبط أوراق الخلية نسبياً، لم ترد وزارة الداخلية أن تفصح عنه، وتحفظ الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية عن إشهار اسمه في أحد الأحاديث الصحافية بعد حوادث التفجيرات مباشرة، مشيراً في وقت لاحق إلى أن اسمه «سيعلن في الوقت المناسب»، إلا أن المؤشرات الأمنية تشير إلى أنه لن يتعدى 3 أشخاص (راكان الصيخان، وفيصل الدخيل وعبد العزيز المقرن)، وجميعها مؤشرات بنيت بناءً على عدم ورود أنباء حول مصيرهم، أو صدور نداء من ذويهم على أثر الدعوات الأخرى التي صدرت تجاه أكثر من شخص من المطلوبين. من بعد نتائج الحمض النووي DNA، اتضح أن 5 من تلك القائمة، قد انتحروا في تنفيذهم عمليات الرياض، إضافة إلى 7 آخرين لم تتضمنهم القائمة مسبقاً، ولكن بعضهم كان مطلوباً لدى المباحث العامة. والخمسة المنتحرون من قائمة الـ19 هم : خالد الجهني، وعبد الكريم اليازجي، وهاني الغامدي، ومحمد الشهري وجبران حكمي. وإلى هنا، كان 6 من القائمة قد بان مصيرهم، بانتحار 5 واستسلام واحد، لتبدأ المطاردات بالمدينة المنورة في 27 مايو (أيار) التي أفلت منها 2 من القائمة هما علي الفقعسي وسلطان القحطاني وقبض على زوجتيهما، ضمن خلية ضخمة تصدرها «القياديون الثلاثة» وهم علي الخضير وناصر الفهد وأحمد الخالدي، وسقطت على مدى 36 ساعة. واعتبر المطلوب رقم 10 على القائمة (يوسف العييري) سابع ورقة تسقط من القائمة، بعد مقتله على أيدي رجال الأمن الذين استشهد منهم اثنان بقنبلة ألقاها عليهم يوسف العيير، اواخر شهر مايو في منطقة برية تدعى «تربة حائل»، وقتها كان العييري يهم بالهروب من السعودية متسللاً إلى العراق، وبجيبه رسالة مكتوبة على ورقة صغيرة حملت توقيع «أسامة بن لادن».

ومع منتصف يونيو (حزيران) تمكن أحد عناصر القائمة وهو أحمد الدخيل من الإفلات من عملية المداهمة التي نفذتها قوة أمنية على شقة الخالدية بمكة المكرمة، وقبضت خلالها على 12 عنصراً وقتلت 5 آخرين، إلا أنه تعرض لإصابة ليست بالخطرة، لينتقل بعدها إلى القصيم، وجاءت أيام بعدها حاملة نبأ استسلام المطلوب رقم 2 في القائمة علي الفقعسي، فسجل حينها بأنه الثامن الذي يعلم مصيره بين القائمة المعنية. وظهرت مسألة المقاومة الانتحارية في عملية الصوير بمنطقة الجوف، حيث اشتبك 4 من المطلوبين مع رجال الأمن حتى الموت رافضين الاستسلام، وفجروا أنفسهم في مسجد صغير، فكان منهم 2 من القائمة المعنية، وهما تركي الدندني وعبد الرحمن جبارة، ليرتفع بذلك عدد المتساقطين من القائمة إلى 10 أشخاص.

رقم 11 في حالات السقوط، كان أحمد الدخيل الذي فر من شقة الخالدية في مكة المكرمة، ليحاصر مع مجموعة أخرى في مزرعة «هّلال» بالقصيم، وواصلت هذه المجموعة تحديد مصيرها في المقاومة الانتحارية، فكانت النتيجة مقتل أحمد الدخيل و5 آخرين من المطلوبين.

وبإعلان اليمن أول من أمس القبض على بندر الغامدي يكون هو أول المطلوبين في القائمة من الذين يقبض عليهم خارج السعودية وبصحبته زوجته وطفل رضيع. وانتهت الحصيلة المتبقية من قائمة الـ19 إلى مجهولية 7عناصر هم صالح العوفي، وعثمان العمري، وحمد الشمري، وسلطان القحطاني وخالد حاج، إضافة إلى اثنين من بين هؤلاء الثلاثة عبد العزيز المقرن، وراكان الصيخان وفيصل الدخيل الذين لا يُعلم ان أياً منهم قد سلم نفسه قبل تفجيرات الرياض.