معسكر مهجور قرب الحدود مع إيران يشهد ولادة الجيش العراقي الجديد

TT

كركوش ـ رويترز: استعرض المجندون الجدد في الجيش العراقي الوليد مهاراتهم العسكرية امس في معسكر تأمل القوات الاميركية ان تدرب فيه 35 الف جندي خلال عام. وشملت الدفعة الاولى من المجندين وعددها 750 مجندا في معسكر كركوش بالقرب من الحدود الايرانية في شمال شرق البلاد اعضاء سابقين في جيش صدام حسين الذي تم حله وافرادا من البيشمركة الكردية كانوا حتى اشهر خلت يقاتلون بعضهم بعضا. وقال ابو بكر محمد الذي قاتل بين صفوف البيشمركة على مدى 11 عاما عن القتال السابق «هذا كان خطأ صدام»، وأضاف «الآن نحن اسرة واحدة. عرب واكراد معا. نعمل من اجل جيش جديد وعراق جديد». وانهار جيش صدام الضخم الذي يعتقد انه كان يضم 400 الف جندي في اسابيع بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في مارس (آذار) الماضي. البعض قاتل حتى الموت لكن غالبية الجنود فروا. وقررت واشنطن حل الجيش وكلفت شركة فينيل الاميركية تدريب قوة جديدة. وأوشكت الكتيبة الاولى في الجيش العراقي الجديد التي تضم 750 مجندا على استكمال تدريب اولي مدته ثمانية اسابيع في كركوش.

وقال مسؤولون اميركيون ان ثلاثة آلاف آخرين سجلوا اسماءهم في ثلاثة مراكز للتجنيد في بغداد والبصرة والموصل مغامرين بالتعرض للانتقام من جانب مقاومين عراقيين مناهضين للولايات المتحدة كثيرا ما استهدفوا من يعتبرونهم «متواطئين».

وقال المجند سمعان طالباني وهو يضم بندقية الى صدره «لست خائفا. رجال صدام ذهبوا ولن يعودوا مرة اخرى. نحن افراد الجيش الجديد سنضمن عدم عودتهم». واستبعد كبار الضباط في جيش صدام من تشكيل الجيش الجديد، لكن ثلثي المجندين كانوا جنودا سابقين. وقال الميجر جنرال الاميركي بول ايتون القائد الاعلى الذي يراقب تشكيل الجيش الجديد «بحلول مثل هذا الوقت من العام المقبل اريد ان يكون هناك 35 الف رجل في 27 كتيبة مشاة». وأضاف «ستكون هذه بداية عظيمة. بعد ذلك سيترك الامر للحكومة العراقية الجديدة لتحديد كيف تريد المضي قدما في هذا الامر. جيش صدام كان اكبر بكثير من احتياج دولة بهذا الحجم».

وجميع المجندين الجدد سيمرون بمعسكر كركوش وهو ثكنة ضخمة نصف مبنية كانت تابعة للجيش القديم اقيمت على ارض فضاء رملية تصلح للتدريب لكن يصعب العيش فيها. وفور تجهيز الفرقة الاولى بالكامل في العام المقبل ستلحق بالفرقة الرابعة مشاة الاميركية المتمركزة في تكريت مسقط رأس صدام وتكلف بمسؤوليات محدودة مثل دوريات الحدود وحراسة القواعد.واستعد المجندون الجدد المقرر ان يتخرجوا في اكتوبر (تشرين الاول) المقبل للقاء مجموعة من الصحافيين وصلت اليهم بطائرة هليكوبتر لمشاهدة تدريبهم وتلقيهم للمحاضرات. واطلقت وحدة منهم بنادق الكلاشنيكوف في ميدان رماية في حين ادارت وحدة اخرى معركة وهمية وسط تلال من الرمال. وفي الفصول تلقت مجموعة من نحو مائة مجند دروسا عن اللياقة البدنية والصحة العامة والنظافة. وصاح المعلم الاميركي قائلا «لا تنسوا غسل الاسنان فهذا امر في غاية الاهمية». ويقول القادة ان اغلب المجندين على دراية بمهارات القتال، لكن يحتاجون لتعلم حقوق الانسان والديمقراطية. وقال اللفتنانت كولونيل راي كومبس «نعلمهم الفلسفة التي نتبعها في المجتمعات الحرة. وهي ان الجيش وجد لحماية شعبه». وبعيدا عن القادة حكى بعض المجندين والمدربين الذين يتلقون اجرا قدره 70 دولارا شهريا عن الافتقار للنظام والفرار من التجنيد في كركوش.

فمن بين الف متقدم فر 250 وعادوا الى ديارهم. وكثيرا ما تنشب المشاجرات بين العرب والاكراد.