مصدر في باريس: مجلس الأمن لن ينقل السلطة إلى العراقيين مبكرا

TT

فيما يبدأ الرئيس الفرنسي جاك شيراك زيارة الى نيويورك للمشاركة في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة التي من المتوقع ان تسيطر عليها القضية العراقية، اكد مصدر دبلوماسي غربي في باريس ان واشنطن ولندن ترفضان بقوة الطلب الفرنسي الداعي الى نقل مبكر للسيادة في العراق، وفق ما تطلبه فرنسا.

وقال المصدر الواسع الاطلاع الذي تحدثت اليه «الشرق الأوسط» ان التعديلات التي تعدها واشنطن على مشروع قرارها السابق حول العراق «لن ينص ابدا على نقل مبكر للسيادة الى العراقيين»، إن كان ذلك لمجلس الحكم المؤقت او لحكومة جديدة تدعو فرنسا لتشكيلها في مدة شهر بالمزج بين مجلس الحكم والوزراء الحاليين.

وكانت اوساط الرئاسة الفرنسية قد شددت في اليومين الاخيرين على ان باريس «ليست في موقف الرافض للمقترحات الاميركية» لكنها «تعمل بموجب روحية تسعى للتنسيق (مع واشنطن) من اجل تحسين وضع مليء بالمخاطر وليس في مصلحة احد». وتشدد الاوساط الفرنسية على ان فرنسا تريد الاصرار على رسالة مفادها ان الاسراع في نقل الصلاحيات والسلطات الى العراقيين، في اطار مسار سياسي محدد ومحكوم باجندة واضحة «يشكل وحده الحل في العراق».

ويلتقي الرئيس شيراك نظيره الاميركي جورج بوش في نيويورك يوم الثلاثاء القادم. ووفق ما تقوله المصادر الفرنسية فان هذا اللقاء «سيحسم الموقف الفرنسي من المقترحات الاميركية وسيظهر ما اذا كانت واشنطن قد اقتنعت، اخيرا، بان سياسة الهيمنة والانفراد بالعراق لا يمكن ان تنجح».

غير ان المطالبة الفرنسية بتضمين القرار الجديد اجندة لنقل الصلاحيات الى العراقيين، مما يعني زوال دور بول بريمر، الحاكم المدني الاميركي للعراق، تواجه معارضة من قبل واشنطن ولندن.

وقال مصدر بريطاني لـ«الشرق الاوسط» ان لندن «لا تعارض في المطلق وجود اجندة»، لكن يجب تحديد الجهة التي يعود اليها امر تقرير الاجندة.

وتقترح بريطانيا ان يعود ذلك للسلطة العراقية الممثلة حاليا بمجلس الحكم وبالوزراء، بالتشاور مع سلطات التحالف (الاميركي ـ البريطاني) مع الامم المتحدة وبتضمين ذلك نص مشروع القرار الجديد.

وتتهم المصادر الاميركية والبريطانية باريس بـ«عدم الواقعية»، اذ ان مطالبة فرنسا بنقل مبكر للسلطة الى العراقيين يعني عمليا مطالبة القوات الاميركية والبريطانية بتحمل مسؤولية الامن وبتجريدها، في الوقت عينه، من حقيقة السلطة في العراق. وتؤكد هذه المصادر على عدم جواز الفصل بين السلطة والمسؤولية.

بموازاة ذلك، تعتبر هذه المصادر ان الاسراع في نقل السلطة، من غير تحضير الى مجلس الحكم المؤقت او الى الوزارة المؤقتة، «يتضمن مخاطرة بالفشل لان المجلس والوزراء لم يعملوا معا في الماضي» وتحذر من ان السير على طريق النقل المتسرع للسلطة «من شأنه ان يخدم الراديكاليين، في وقت ما زالت فيه مسائل كثيرة خاصة بمستقبل العراق وبدستوره غير محسومة».

ومقابل ذلك، تؤكد هذه المصادر على امكانية ان يلعب كوفي انان، امين عام الامم المتحدة دورا مهما في اقناع باريس بسحب اقتراحها الخاص بنقل فوري للسيادة الى العراقيين، اذ اعرب عن شكوكه حول ذلك للرئيس شيراك.

ونقلت هذه المصادر عن الحاكم المدني الاميركي بول بريمر «اتهاماته» لفرنسا التي تسعى للتأثير على مجلس الحكم العراقي المؤقت لكسب التأييد لفكرة النقل المبكر للسيادة. وتؤكد هذه المصادر ان عدنان الباجه جي وعقيلة الهاشمي وغيرهما يتبنون مبدأ النقل المبكر للسيادة، كما تتبناه دول عربية عديدة ابرزها مصر.