استولى الجيش الاسرائيلي امس على عدد من مواقع الامن الوطني الفلسطيني في منطقة السودانية في شمال قطاع غزة بعد قصفها. وقام الجيش الاسرائيلي بهذه الخطوة بحجة إطلاق مسلحين فلسطينيين النار على مستوطنة «دوغيت» القريبة من المكان.
وترى مصادر فلسطينية مطلعة ان الجيش الاسرائيلي بدأ الليلة قبل الماضية اسلوب عمل جديداً في مواجهة العمليات داخل قطاع غزة، اذ ان القوات الاسرائيلية اخذت ترد على كل عملية اطلاق نار يتعرض لها افرادها او المستوطنون بقصف مقار الامن الوطني في المنطقة، رغم علمها ان عناصر الامن الوطني لم يعودوا يشاركون في عمليات اطلاق النار التي اصبحت مقصورة على مسلحين غير منتمين للاجهزة الامنية الفلسطينية.
واشارت هذه المصادر الى ان هذا التطور يأتي في نطاق السياسة الجديدة التي اقرها رئيس الوزراء ووزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك بعيد عملية التفجير في مدينة نتانيا الساحلية شمال تل ابيب، والقاضية بضرب اهداف مباشرة للسلطة الفلسطينية.
وفي هذا السياق قصف الجنود الاسرائيليون فجر امس مواقع للامن الوطني تقع بالقرب من مستوطنة نيتساريم بعد ان اطلق مسلحون فلسطينيون النار على منازل المستوطنة.
الى ذلك لوحظ ان الجيش الاسرائيلي كثف دوريات خبراء المتفجرات وقصاصي الاثر على امتداد الحدود الفاصلة بين قطاع غزة واسرائيل وعلى طول الطرق التي يسلكها الجيش الاسرائيلي في القطاع وبجوار المواقع العسكرية والمستوطنات اليهودية، وذلك للتأكد من ان المنطقة خالية من عبوات ناسفة.
وتحولت العبوات الناسفة المزروعة الى هاجس رعب للجنود الاسرائيليين، بعد نجاح الفلسطينيين في إلحاق خسائر كبيرة في صفوف الجنود الاسرائيليين بواسطة العبوات الناسفة. ورغم الاجراءات الامنية المشددة التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي فقد لوحظت حركة خفيفة جدا للمستوطنين اليهود في شوارع قطاع غزة.