مقتل مزارع برصاص أميركي في بغداد وإصابة امرأتين في هجوم بكركوك

سقوط قذيفة هاون على مركز شرطة في بعقوبة وإضراب مفتوح بالنجف احتجاجا على الوضع الأمني

TT

افادت تقارير وردت من مناطق مختلفة من العراق امس بوقوع عدة عمليات عسكرية وهجمات اسفرت عن قتيل واحد على الاقل واصابة عدد آخر بينهم مسؤولة بعثية سابقة وابنتها، فيما اكدت وزارة الدفاع البريطانية مقتل جندي من القوات الخاصة السرية «الكوماندوز» في عملية شمال العراق الاسبوع الماضي.

وورد ان مزارعا قتل برصاص اطلقته القوات الاميركية خلال عملية تمشيط في احدى المناطق الزراعية في المقدادية (45 كلم شمال شرقي بعقوبة) مساء اول من امس. وقال جواد سن يعقوب، خال المزارع ليث علي طعمة الذي قتل، ان «القوات الاميركية كانت تطلق النار عشوائيا وتقوم بتمشيط عدد من المناطق الزراعية عندما قتلت عن طريق الخطأ ابن شقيقتي الذي كان متوجها الى حقله للري». واضاف ان «القوات الاميركية سلمت جثة طعمة الذي كان معيلا لاسرته المكونة من والدته واخواته الثلاث منذ مقتل والده في الحرب العراقية الايرانية ( 1980 ـ 1988)، الى قوات الشرطة العراقية التي احضرتها بدورها الى المستشفى العام في بعقوبة» التي تبعد ستين كيلومترا شمال شرقي بغداد. واوضح يعقوب ان «الشرطة قامت اليوم (امس) بتسليم الجثة الى اهله».

من ناحية ثانية، قال مصدر في الشرطة العراقية امس ان قذيفة هاون سقطت على احد مراكز الشرطة العراقية في بعقوبة (60 كلم شمال شرقي بغداد) بدون ان تسبب اصابات. وقال النقيب حاتم سلطان الضابط في مركز شرطة المفرق (غرب بعقوبة) ان «قذيفة هاون اطلقت عند الساعة 23.00 مساء الثلاثاء من على بعد حوالي 500 متر عن المركز سقطت على حافة احد جدرانه وانزلقت بعيدا». واضاف ان «افرادا من الشرطة حاولوا عبثا البحث عن الجناة في مكان انطلاق القذيفة». واوضح سلطان ان «القذيفة لم تؤد سوى الى كسر زجاج احد المنازل المتاخمة للمركز الذي يقع في منطقة مكشوفة امامها ساحة كبيرة خالية وغير مضاءة».

وفي لندن افادت تقارير امس بأن جنديا بريطانيا من قوات الكوماندوز السرية وكان يقوم بحملة تستهدف زعماء المقاتلين المناهضين للقوات الغربية قتل خلال معركة بشمال العراق. ولا تعلق أبدا وزارة الدفاع البريطانية على أنشطة أكبر وحدتين سريتين خاصتين وهما القوة الجوية الخاصة والقوة البحرية الخاصة الا انها وصفت ايان بلانك، 31 عاما، بأنه من مشاة البحرية الملكية وقتل اثناء عمليات قتالية. وتعتبر القوة البحرية الخاصة جزءا من مشاة البحرية الملكية. وقال متحدث باسم الوزارة «كان من مشاة البحرية الملكية وفقد خلال معركة.. هذا كل ما يمكننا قوله. لم يكن في منطقة عملياتنا في الجنوب».

وذكرت عدة صحف بريطانية ان بلانك الذي قتل في الاسبوع الماضي ولكن لم تعلن وفاته الا اول من امس هو أحد افراد القوة البحرية الخاصة التي تقوم بعمليات سرية قرب الموصل في شمال العراق. وقالت التقارير ان الحملة التي شارك فيها بلانك استهدفت زعماء المقاتلين الذين هاجموا قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة وبريطانيا. وأكدت واشنطن التي لا تتكتم على أنشطة قواتها الخاصة مثل لندن أن قواتها السرية عملت في العراق مع قوات بريطانية واسترالية خاصة في الحملات التي تمت في وقت مبكر من الحملة العسكرية لتأمين قول النفط في الجنوب. بل ان قادة اميركيين عرضوا لقطات فيديو لقوات خاصة اثناء قيامها بعمليات خاصة عملية مداهمة مستشفى انقذوا فيها المجندة جيسيكا لينش خلال الحرب.

من جهة اخرى قال شهود ان امرأتين اصيبتا بجروح صباح امس في هجومين استهدفا حزبين سياسيين في مدينة كركوك النفطية على بعد 225 كيلومترا شمال بغداد. وذكرت الشرطة ان قنبلة انفجرت في منزل جميلة عباس الرئيسة السابقة لاتحاد النساء، المنظمة التابعة لحزب البعث. وقال العقيد في الشرطة برهان التائب «هي وابنتها اصيبتا بجروح. وكانت المستهدفة من الهجوم لانها مسؤولة رفيعة المستوى في حزب البعث». الى ذلك، ورد ان قذيفة كاتيوشا اطلقت على مقر جمعية الشفق الثقافية الكردية القريبة من الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني. وقال احمد تكانا، عضو الجمعية، ان اضرارا لحقت بواجهة المقر. وقال لا يمكنني اتهام احد غير اني اظن ان الايام المقبلة ستشهد هجمات على المنظمات الكردية». وتصدر الجمعية صحيفة اسبوعية واخرى شهرية.

وفي تطور آخر ذي صلة، اعلن محافظ النجف امس اضرابا عاما مفتوحا للاحتجاج على الوضع الامني وذلك اثر اجتماع مع التحالف بقيادة الولايات المتحدة اعقب اغتيال احد القضاة. ويأتي الاضراب للاحتجاج على الخلل الامني والمطالبة بنقل السلطات الامنية للعراقيين. وجاء الاعلان عقب اجتماع المحافظ حيدر مهدي مطر الميالي مع روبرت فورد ممثل الحاكم المدني الاميركي للعراق بول بريمر وضابط من القوات المتعددة الجنسيات في المنطقة ورئيس المجلس البلدي في النجف الشيخ خالد النعماني ومحامين وقضاة عراقيين. وقد اغتيل رئيس محكمة مدينة النجف ورئيس اللجان التحقيقية الخاصة المكلفة محاكمة البعثيين موحان جبر الشويلي الاثنين برصاصتين في الرأس بعدما اختطفه مجهولون، حسبما قال المدعي العام عارف عزيز الذي اختطف معه.