الديمقراطيون يضغطون لتشكيل لجنة مستقلة تحقق في معلومات عن العراق قبل الحرب

TT

واشنطن ـ رويترز: اندلع نزاع حاد بين الاعضاء الجمهوريين والديمقراطيين في لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الاميركي حول تحقيق تجريه اللجنة في معلومات اجهزة المخابرات عن العراق قبل الحرب اثر مناقشات جرت حول مذكرة للديمقراطيين تطالب بتعيين لجنة مستقلة لمعرفة الكيفية التي استخدم بها البيت الابيض المعلومات لتبرير شن الحرب.

وتقترح المذكرة التي صاغتها هيئة المساعدين للاعضاء الديمقراطيين باللجنة بدء تحقيق مستقل عندما يستنفد التعاون مع الاغلبية الجمهورية وان افضل توقيت لهذا الاجراء سيكون العام القادم.

ويتزامن هذا التوقيت مع عام انتخابات الرئاسة الاميركية بالرغم من ان المذكرة لا تشير الى ذلك. وانتقد بعض مرشحي الرئاسة الديمقراطيين البيت الابيض بسبب مبالغات محتملة حول التهديد الذي تمثله اسلحة العراق للدمار الشامل من اجل حشد التأييد للحرب.

وتكشف المذكرة عن لقطة نادرة لمشاهد من الشد والجذب خلف الكواليس داخل لجنة تجري معظم اعمالها في جلسات مغلقة وعادة ما ترتدي قناعا يعبر عن توافق الحزبين.

ويرغب الجمهوريون في ان يركز التحقيق على مدى دقة التقديرات التي قدمتها اجهزة المخابرات حول العراق والتي قادت للحرب بينما يريد الديمقراطيون توسيع نطاق التحقيق ليشمل الكيفية التي استخدم بها البيت الابيض المعلومات. وأقر رئيس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ بات روبرتس وهو جمهوري ان المذكرة كانت «مربكة جدا له».

واضاف قائلا لرويترز «انا الآن حزين الى حد كبير. انها تشبه صفعة شخصية على الوجه بعد ان عملت على مدار الوقت للتوصل الى ما نعتقد انه سيكون تقريرا جيدا للغاية حول كيفية تطوير قدراتنا الاستخباراتية».

وقال السيناتور الديمقراطي البارز جون روكفلر عضو اللجنة في بيان ان مسودة المذكرة الخاصة بهيئة المساعدين والتي سربت على الارجح للصحافة بعد ان التقطت من «سلة المهملات» او عبر الدخول بشكل غير مشروع الى الكمبيوتر لم توزع على اعضاء باللجنة ولم يوافقوا عليها. وقال روكفلر «ان ما ورد في المذكرة يعكس بوضوح احباط هيئة المساعدين تجاه مسار تحقيق لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ والصعوبات في الحصول على المعلومات من الادارة».

وكان روبرتس وروكفلر ارسلا الاسبوع الماضي خطابات مشتركة الى البيت الابيض ووكالة المخابرات المركزية والبنتاغون ووزارة الخارجية يطالبان فيها بأن تسلم الوثائق وتحدد مواعيد المقابلات مع مسؤولين قبل حلول يوم الجمعة الماضي.

وقال البيت الابيض ان اللجنة لا تتمتع بسلطة قضائية تجاهه الا انه سوف يتعاون معها لكن مصادر اللجنة قالت انه لم يقدم الوثائق حتى الآن.

واضاف روكفلر «قلت علانية ولأشهر ان اللجنة يجب ان تراجع ليس فقط دقة معلومات المخابرات حول اسلحة الدمار الشامل قبل الحرب ولكن ايضا الاستخدام او سوء الاستخدام لمعلومات المخابرات من جانب كبار صانعي السياسة في الادارة».

وأردف قائلا ان «الشعب الاميركي يستحق رواية مفصلة عن سبب ارسال ابنائنا وبناتنا الى الحرب».

الا ان روبرتس قال ان المطالبة بتحقيق في كيفية استخدام معلومات المخابرات بشأن العراق سابقة لاوانها لان المعلومات الاضافية التي تأتي لا يزال يتعين مراجعتها اولا. وتقول المذكرة «يمكننا الضغط على الزناد لاطلاق تحقيق مستقل في استخدام الادارة لمعلومات المخابرات في اي وقت. ولكن يمكننا ان نفعل ذلك مرة واحدة فقط. وافضل وقت لذلك ربما العام القادم».