6 قتلى أميركيين في تحطم «بلاك هوك» بتكريت

دوي انفجار سمع قبل سقوط الهليكوبتر قرب قصر صدام السابق وجنود رجحوا فرضية الصاروخ

TT

قتل ستة جنود اميركيين في تحطم طائرتهم الهليكوبتر من طراز «بلاك هوك» قرب القاعدة العسكرية في تكريت امس، حسبما اعلنت مصادر عسكرية. وفيما اضافت المصادر ان اسباب تحطم الطائرة هي «قيد البحث»، رجح جنود اميركيون ان تكون الطائرة اسقطت. من ناحية ثانية، قتل جندي اميركي واصيب 6 آخرون في هجومين بالموصل.

واعلنت الميجور جوسلين ابيرلي المتحدثة باسم الفرقة الرابعة مشاة في تكريت ان ستة اشخاص كانوا على متن الهليكوبتر التي تحطمت وانهم «قتلوا جميعا». وشوهدت سحابة من الدخان الابيض ترتفع من قطعة ارض في وسط نهر دجلة حيث هوت الهليكوبتر خارج قاعدة «آيرونهورس» التابعة للفرقة الرابعة مشاة. وقالت ابيرلي ان سبب تحطم الطائرة قيد البحث، مضيفة ان مسؤولين يبحثون في تقارير افادت بان دويا قويا سمع قبل سقوط الطائرة. الى ذلك، قال جنود أميركيون في قاعدة «آيرونهورس» ان الطائرة أسقطت بقذيفة صاروخية على الارجح. وكان اللفتنانت كولونيل بيل ماكدونالد المتحدث باسم الفرقة الرابعة مشاة ايضا اعلن قبل ذلك «حوالي الساعة 09.40 سقطت طائرة من طراز بلاك هوك في تكريت على الضفة الشرقية لنهر دجلة بالقرب من مجمع القصر الرئاسي». واضاف «ارسلنا فرق الانقاذ والامن».

وتكريت ( 180 كلم شمال بغداد) هي معقل الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وانصاره وكانت مسرحا لهجمات متعددة ضد قوات التحالف بقيادة القوات الاميركية. والطائرة التي تحطمت فيها امس هي الثانية التي تسقط في العراق في اقل من اسبوع. فالاحد الماضي اسقطت هليكوبتر من طراز «شينوك» لنقل الجنود اثر تعرضها لصاروخ قرب مدينة الفلوجة (50 كلم غرب بغداد ما ادى الى مقتل 15 جنديا وجرح 26. وارتفع عدد القتلى الى 16 اثر اعلان القيادة العسكرية الاميركية امس وفاة احد جرحى الحادث متأثرا بجراحه. يذكر ايضا ان طائرة اخرى من طراز «بلاك هوك» كانت قد اصيبت بصاروخ خارج تكريت في 25 اكتوبر (تشرين الاول) الماضي.

الى ذلك، قال الجيش الاميركي ان مقاتلين مزودين باسلحة نارية وقذائف صاروخية نصبوا كمينا لقافلة اميركية في مدينة الموصل مما ادى الى مقتل جندي اميركي واصابة ثلاثة اخرين. وقال السارجنت كيلي تايلر من الفرقة 101 المحمولة جوا ان ثلاثة جنود اميركيين أصيبوا في هجوم منفصل عند انفجار قنبلة زرعت على طريق بالقرب من فندق بالمدينة. وقال العقيد في شرطة الموصل طارق حامد لـ«الشرق الاوسط» ان ثلاثة من الجنود الجرحى اصاباتهم خطيرة ونقلوا الى مستشفيات خارج الموصل. وكثفت القوات الاميركية دورياتها واقامت نقاط تفتيش في المدينة واعتقلت 7 مشتبه فيهم على الطريق المؤدية الى مدينة دهوك الكردية. وبذلك يرتفع الى 146 عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في العمليات في العراق منذ ان اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش انتهاء العمليات العسكرية الرئيسية في العراق في الأول من مايو (ايار) الماضي.

من ناحية ثانية، قتلت عراقية واصيب زوجها بجروح في سقوط قذيفة هاون على منزلهما في بلدة المقدادية شمال شرقي بغداد على ما افاد الزوج امس. واوضح يوسف ابراهيم حاتم ان قذيفة هاون اصابت منزله الواقع قرب مركز للشرطة العراقية في المقدادية على بعد حوالى مائة كيلومتر تقريبا شمال شرقي بغداد ليل الخميس ـ الجمعة. واضاف ان زوجته قتلت في القصف. وافاد بان اربع قذائف هاون اطلقت على مركز الشرطة الذي يضم ايضا جنودا اميركيين موضحا ان ثلاثا منها سقطت في ارض خلاء والرابعة على المنزل.

من ناحية ثانية، اعلنت رئاسة الاركان البولندية امس ان الفرقة المتعددة الجنسيات، التي تعد نحو تسعة آلاف جندي في العراق بقيادة بولندا، تعرضت حتى الآن لـ36 هجوما اسفرت عن سقوط قتيل وستة جرحى. واعلن الجنرال زيغمونت دومينيكوفسكي في مؤتمر صحافي «ان دوريات الفرقة تعرضت في 36 حالة لعيارات نارية للعدو ادت الى اصابة ستة عسكريين اوكرانيين ومقتل ضابط بولندي». وأكد مسؤولون عسكريون بولنديون ان عيارات نارية اطلقت من سلاح رشاش في 25 اكتوبر (تشرين الاول) الماضي على طائرة هليكوبتر من طراز «ام ـ اي ـ 8» تابعة للفرقة المتعددة الجنسيات «بدون ان تتسبب في سقوط ضحايا او خسائر مادية». وأكد رئيس اركان القوات البولندية الجنرال سيشلاو بياتاس ان المنطقة التي تشرف عليها بولندا جنوب بغداد تعتبر «اكثر أمانا نسبيا» مقارنة مع تلك التي تقع تحت سيطرة الاميركيين والبريطانيين. وقال الجنرال بياتاس غداة مقتل اول عسكري بولندي في هذا البلد «لن نغير شيئا في طريقة نشاطنا في العراق، لكننا نسعى الى تجهيز دورياتنا بطريقة افضل». واضاف «كل يوم يتحرك ثلاثة آلاف عسكري من الفرقة، من بينهم 800 بولندي خارج قواعدهم سيحصلون على تجهيزات خاصة للعمليات الليلية وللرد بطريقة افضل على اطلاق النار»، مشيرا الى ان الامر قد يتعلق بذخيرة انشطارية. وأكد الجنرال بياتاس ان الفرقة المتعددة الجنسيات «ستدعم تعاونها مع الشرطة العراقية» ومع «رجال الدين» في المناطق الشيعية. ودعا رئيس الاركان البولندي الى «سيطرة افضل على الحدود العراقية لمنع تسلل ارهابيين اجانب واسلحة جديدة». وتشمل الفرقة التي تقودها بولندا وتنشط في العراق منذ الرابع من سبتمبر (ايلول) حوالي 2500 عسكري بولندي تضاف اليهم قوات من بلغاريا وكازاخستان واسبانيا واوكرانيا وجمهورية الدومينيكان والسلفادور والهندوراس ونيكاراغوا.