فرقة عسكرية أميركية سرية لملاحقة صدام وبن لادن

مصادر عسكرية: القوة الجديدة بدأت بالفعل نشاطها و«اقتربت» من الرئيس العراقي المخلوع وتتسم بمرونة وسرعة الحركة

TT

قالت مصادر عسكرية ومسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن القيادة العسكرية المسؤولة عن منطقة الشرق الأوسط قررت تشكيل فرقة سرية تتولى تعقب صدام حسين وأسامة بن لادن وغيرهما ممن وصفتهم بالإرهابيين في أنحاء المنطقة. ووفقا لهذه المصادر فإن فرقة العمليات الخاصة الجديدة ستعمل وفقا لظروف تمكنها من سرعة الحركة إذا ما توفرت معلومات استخبارية بشأن «أهداف ذات قيمة عالية»، وبحيث لا تكون مقيدة بحدود جغرافية معينة حيث تعمل القوات الأميركية التقليدية في العراق وأفغانستان.

وأوضحت المصادر ان الجنرال جون إبي زيد، قائد القيادة الوسطى الاميركية التي تعمل ضمن منطقة إستراتيجية تمتد من البحر الأحمر وحتى المحيط الهندي، كان قد قرر خلال الصيف الماضي الغاء مهام فرقتي العمليات الخاصة اللتين كانا تعملان في أفغانستان (الفرقة الخامسة) وفي العراق (الفرقة 20). واضافت المصادر انه تقرر تكليف الفرقة الجديدة التي باتت أحدى أكثر العمليات السرية التي تتابع وزارة الدفاع أنشطتها بدقة، بمهمة أوسع ميدانيا وجغرافيا. والكثيرمما يتعلق بهذه الفرقة، والتي يتولى قيادتها ضابط كبير من القوات الجوية، ما يزال قيد الكتمان، وقد امتنعت مصادر وزارة الدفاع عن الحديث حول القواعد المنظمة لعمل هذه القوة الجديدة في أنحاء المنطقة، أو عما إذا كان نشاطها يتطلب موافقة حكومة أجنبية على العمل داخل أراضيها. وأوضحت المصادر ان تركيز النشاط الاستخباري، والقدرة الهجومية للعمليات الخاصة، ضمن فريق واحد، يدعى «فرقة العمل 121»، يحقق التوافق في مجال استخدام المعلومات المتوفرة بشأن الأهداف ثم مهاجمتها على الفور. ووفقا لمصادر «البنتاغون» فإن هذه القوة التي تتمتع بالمرونة، حققت بعض النتائج وباتت على مقربة من صدام حسين. لكن هذه المصادر امتنعت عن ذكر أية تفاصيل. وقالت المصادر إن قرار تشكيل هذه القوة جاء نتيجة لعناصر عدة ، حيث أعرب ضابط عسكري كبير يتمركز في مقر قوات التحالف التي تتزعمها أميركا في بغداد، عن اعتقاده بأن القبض على صدام «يشكل هدفا رئيسيا للقوة». الا ان تشكيل هذه القوة يعكس أيضا رغبة كبار مسؤولي الإدارة الأميركية وكبار ضباط الجيش، في ضمان ألا يقلل الالتزام الأميركي تجاه العراق من أهمية تعقب قادة تنظيم القاعدة وطالبان ممن اختفوا عقب حرب أفغانستان والذين يعتقد بأن بعضهم يخطط لشن موجة جديدة من الهجمات ضد الولايات المتحدة، تنطلق من منطقة الشرق الأوسط والقرن الأفريقي. يذكر ان القوات المسلحة الأميركية، وخلال حربي العراق وأفغانستان، نفذت مهامها بتعاون وثيق مع وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، التي عمل ضباطها وتحركوا بشكل إعتيادي ضمن فرق العمليات الخاصة. ووفقا للقواعد المنظمة لعمل القوة الجديدة فإنها ستتلقى معلوماتها من دوائر الإستخبارات الحكومية العديدة، وانها، كفرقتي العمل السابقتين في أفغانستان والعراق، ستضمان ضباطا تابعين لـ«سي آي ايه». لكن لا شيء من مهام فرقة التدخل العسكري الجديدة سيجبر وكالة الاستخبارات على تأجيل أي من عملياتها الخاصة التي تنفذها ضد الإرهابيين.

وبينما لم يتضح بعد ما إذا كان الرئيس جورج بوش، أومجموعة عمل مجلس الأمن القومي التي تم تشكيلها اخيرا لتحقيق الاستقرار في العراق، على علاقة مباشرة بقرار تشكيل القوة الجديدة، الا أن مسؤولين بارزين في إدارة بوش كانوا قد قالوا خلال الشهرين الماضيين إن القبض على صدام أو قتله، قد يحدث تحولا في طبيعة عمل الاحتلال الأميركي. وأضاف هؤلاء إن الحديث عن القضايا العامة ليس موضع بحث، بل إن النجاح في العثور على صدام سيعد بلا شك نصرا هائلا في اعين قطاعات واسعة من الرأي العام. وكانت عناصر تابعة للجيش والاستخبارات الأميركية والأجهزة القضائية قد شاركت فعلا في عمليات مكافحة الإرهاب خارج افغانستان والعراق، وعلى وجهه الخصوص من خلال الهجمات التي نفذت في باكستان للقبض على من اشتبه في علاقتهم بالارهاب، ومن خلال عملية في اليمن التي قيل إنها استهدفت نشطاء من القاعدة.

ورغم انه لم يتم الإعلان رسميا عن تشكيل القوة الجديدة الا أن عددا من مسؤولي وزارة الدفاع والقادة العسكريين لم يمانعوا في الحديث بشكل عام عن طبيعة عملها ، باعتبارها نموذجا لطريقة تفكير الجيش الحديثة بشأن كيفية التصدي للإرهاب. ووفقا للمصادر فإن الفرقة العسكرية المشتركة ستضم نخبة من قوات العمليات الخاصة التابعة للجيش والبحرية والقوات الجوية وسيدعمها عدد لا بأس به من أفراد القوات التقليدية، والتي قد تتم الاستعانة بها، لتأمين محيط المنطقة التي قد تنفذ فيها غارة، ولتهيئة ظروف التمويه اللازمة أو لتوفير قدرة هجومية هائلة تفوق حجم ما توفره فرق العمليات الخاصة محدودة العدد. وكان قادة الوحدات العسكرية الأميركية قد أدركوا أنهم يهدرون جهود قواتهم باحتفاظهم بمجموعتين من المقاتلين على أهبة الاستعداد طوال ساعات الليل والنهار، استعدادا لتنفيذ مهام عاجلة. وبالإضافة إلى ذلك فإن تعقب ثم القبض على أو قتل عناصر القاعدة وطالبان أو أولئك الفارين من فلول الحكومة العراقية السابقة، يتطلب وضع خطط وتنفيذ مهام ليست مقيدة بالخطوط المتشابكة للحدود التي تتضمنها خريطة المنطقة.

واعتبر بعض المسؤولين ان تشكيل القوة الجديدة قد يشفي غليل أولئك الذين يشعرون بالقلق من أن حرب الإطاحة بصدام أعاقت الجيش عن تنفيذ مهام أخرى، كالقبض على بن لادن وزعماء القاعدة الآخرين، إضافة إلى القبض على الملا محمد عمر.

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»