السلطات الإيطالية والألمانية تفكك خلية تجند انتحاريين الى العراق

TT

اعتقلت السلطات الايطالية خمسة اشخاص للاشتباه في تجنيدهم نشطاء لتنفيذ هجمات انتحارية في العراق، واصدرت مذكرة اعتقال بحق سادس اوقف مباشرة من قبل السلطات الالمانية.

فقد اعلنت محكمة ميلانو بشمال ايطاليا ان شرطة مكافحة الارهاب الايطالية (ديغوس) اعتقلت مساء اول من امس خمسة أشخاص، بينهم امرأة، متهمين بتجنيد انتحارية للقيام بعمليات انتحارية في العراق. ومن بين هؤلاء الموقوفين عامل ميكانيكي مغربي يدعى جمال حسني.

وقبيل عمليات الاعتقال، كانت محكمة ميلانو اصدرت مذكرة توقيف بحق المشتبه فيهم وبينهم جزائري مقيم في المانيا ويدعى «الشيخ» عبد الرزاق محجوب. وبناء على طلب القضاء الايطالي سارعت الشرطة الالمانية واوقفت محجوب الذي كان اوقف في المانيا في يوليو (تموز) الماضي في اطار التحقيق حول التخطيط لهجمات في اسبانيا ثم افرج عنه بعد شهر بسبب عدم كفاية الادلة. ويقول المحققون الايطاليون ان محجوب من الاعضاء المهمين في تنظيم «القاعدة».

وقالت مصادر الامن الايطالي ان لمحجوب علاقة بقيادي «القاعدة» ابو مصعب الزرقاوي الذي تشتبه الولايات المتحدة في وقوفه وراء بعض العمليات التي تستهدف الاميركيين في العراق. واوضح القضاء الايطالي ان الخلية التي تم تفكيكها مقرها في ميلانو ولكن لها تشعبات في جميع انحاء شمال ايطاليا. واشار الى ان هدف هذه الخلية هو تجنيد انتحاريين لتنفيذ عمليات في العراق. وحسب المصادر القضائية الايطالية فان المجندين قبل ان يصلوا الى العراق، يمرون عبر الاراضي السورية حيث يلتقون باصولي كردي يدعى الملا فؤاد يوجههم الى اسطنبول قبل تنفيذ عملياتهم.

وكانت السلطات الايطالية قالت بعيد بدء الحرب في العراق ان عشرات الاصوليين المتشددين يجري تجنيدهم في ايطاليا والمانيا ثم يرسلون الى سورية قبل توجههم الى شمال العراق بهدف الانضمام الى مجموعة مرتبطة بشبكة «القاعدة». وقالت المصادر في ذلك الوقت ان المحققين تعرفوا ايضا على معسكر تدريب في تركيا كان يستقبل المجندين من ايطاليا لكنهم شددوا على انهم لم يعثروا على شيء يثبت ان للمشتبه صلة بالتفجيرات التي وقعت في اسطنبول في الآونة الاخيرة.

واتخذت السلطات الايطالية اجراءات امنية مشددة في الآونة الاخيرة وخصوصاً منذ الهجوم الذي استهدف منتصف الشهر الجاري فرقة عسكرية ايطالية في العراق موقعاً 28 قتيلاً بينهم 19 ايطالياً.

وأكد وزير الداخلية الايطالي جوزيبي بيزانو في بروكسل اعتقال ثلاثة ارهابيين محتملين امس في اطار تحقيقات يجريها القضاء الايطالي، واعلن ان مطلوبا آخر قد يكون موجودا في سورية.

وصرح الوزير بأن نيابة ميلانو "اصدرت خمس مذكرات توقيف بتهمة المشاركة في تشكيل اجرامي لارتكاب اعمال ارهابية دولية"، واضاف "لا يمكننا استبعاد حصول اعتقالات جديدة في وقت قريب". ويشتبه في ان الشبكة جندت انتحاريين لارتكاب اعتداءات في العراق.

واضافة الى الجزائري محجوب عبد الرزاق الذي اعتقل في هامبورغ شمال المانيا ويعتبر بمثابة زعيم الشبكة، فان المعتقلين هم بويحيى ماهر بن عبد العزيز وهو تونسي في الثالثة والثلاثين من العمر واعتقل في ميلانو، وحسني جمال الملقب بجمال المغربي وهو مغربي في العشرين من العمر واعتقل في ميلانو، كما اوضح بيزانو.

واضاف بيزانو انه خلافا للمعلومات السابقة، فان تونسية تدعى فريدة بنت بشير، 42 عاما، لم تعتقل "لانها توجهت الى تونس على الارجح في الايام الاخيرة". وهي الوحيدة التي لم تتهم بـ"المشاركة في تشكيل اجرامي لارتكاب اعمال ارهابية"، وانما فقط بتقديم الدعم للمشبوهين الآخرين.

وقال ان الشخص الخامس الذي تطاله مذكرات التوقيف موجود على الارجح في سورية وهو عراقي يدعى محمد مجيد وملقب بالملا فؤاد، 32 عاما.

واكد بيزانو من جهة اخرى اعتقال تونسي يدعى بن علي تومي في مطلع الاسبوع في ميلانو. ويتهم هذا الاخير الذي كان خاضعا لمراقبة شرطة مكافحة الارهاب منذ بضعة اسابيع بتقديم اوراق هوية مزورة لافراد الخلية.

ورحب الوزير الايطالي ايضا بالنجاح الذي تحقق حتى الآن في مكافحة الارهاب الاصولي في ايطاليا، مشيرا الى اعتقال 71 شخصا منذ مطلع السنة مقابل 64 في 2002 و33 في .2001

واكد بيزانو ان هذه التحركات اتاحت تفكيك عدد كبير من خلايا تعمل على تجنيد مقاتلين اسلاميين وأسر اعضاء في مجموعات ارهابية جزائرية ومغربية.

كما كشفت عمليات الاجهزة الامنية عن بعض الاسس التي تسمح بتزوير وثائق وأدت الى اعتقال عدد كبير من رعايا افريقيا الشمالية يشتبه في انهم "يعملون في اوساط الارهاب الاصولي".