بيروت تستقبل 15 من جرحى طائرة بنين وتنتظر الجثث مع استمرار التضارب حول عدد الضحايا

مدير المغتربين اللبناني هيثم جمعة لـ«الشرق الأوسط»: عدد الركاب الحقيقي ما يزال مجهولا

TT

وصلت فجر امس الى مطار بيروت الدولي طائرة تابعة لـ«شركة طيران الشرق الاوسط»، على متنها وزير الخارجية والمغتربين جان عبيد واعضاء الوفد الرسمي والذين نجوا من حادثة تحطم الطائرة «البوينغ» في بنين وهم 15 جريحاً، بينهم 12 لبنانياً وفلسطينيان وسوري واحد، حال ستة منهم حرجة. وقد نقل الجرحى الى مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت للمعالجة. فيما بقي المدير العام للمغتربين هيثم جمعة وعدد من الاطباء والغطاسين التابعين للجيش اللبناني في بنين لمتابعة التطورات وعمليات انتشال الجثث والتعرف اليها، فيما استمر التضارب حول عدد الضحايا.

وتفقد رئيس الجمهورية اللبناني العماد اميل لحود امس الجرحى واطلع لحود خلال عيادته الجرحى على اوضاعهم الصحية وعلى التقارير الطبية، واستمع الى تفاصيل الحادثة كما رواها المصابون الناجون الذين تعرضوا للصعوبات التي واجهت اقلاع الطائرة المنكوبة من مطار مدينة كوتونو.

وكان الرئيس لحود تابع منذ الصباح الباكر عمل الفريق اللبناني الذي بقي في كوتونو كبرى مدن بنين، وتلقى تقارير مفصلة حول عمل فريق مغاوير البحر في الجيش اللبناني الذي يتولى افراده انتشال جثث الضحايا من البحر، فضلاً عن متابعة الاجراءات التي تتخذ بالتنسيق بين السفراء اللبنانيين الذين انتقلوا الى كوتونو والمسؤولين الحكوميين في جمهورية بنين.

وتبلغ لحود ظهراً انتشال فريق الجيش المزيد من جثث الضحايا الجاري التعرف عليها، تمهيداً لنقلها الى بيروت بواسطة طائرتين تابعتين لسلاح الجو الفرنسي.

وكلف الرئيس اللبناني محافظي المناطق، كلا ضمن نطاق محافظته، تقديم التعازي باسمه الى ذوي الضحايا. وكان نكّس صباح امس العلم اللبناني في ساحة القصر الجمهوري حداداً على ضحايا الطائرة.

إلى ذلك انضم وزراء ونواب لبنانيون امس الى عائلات ضحايا طائرة «البوينغ 727» التابعة لشركة «يو تي إيه» الغينية، التي سقطت في بنين، في المطالبة بإجراء تحقيق في لبنان لتحديد المسؤوليات ومتابعة ملف الكارثة وإيصاله الى نهاياته القانونية الصحيحة. جاء هذا وسط تخوف من امتناع شركة التأمين التي تعاقدت معها «يو تي آيه» عن دفع التعويضات اللازمة لأسر الضحايا لمخالفة الاخيرة الشروط المطلوبة لسلامة الطيران. وبرزت هذه المواقف بعد التصريح الذي أدلى به وزير الاشغال العامة والنقل نجيب ميقاتي عن امتناع مديرية الطيران المدني، عن منح الشركة ترخيصاً بنقل الركاب في بيروت، مستفيدة من سياسة الاجواء المفتوحة، وردت الشركة المذكورة في بيان توضيحي لها يفيد بأنها تقوم برحلاتها الى بيروت بموجب موافقة رسمية من المديرية العامة للطيران المدني اللبناني تحت الرقم 7631 /2 بتاريخ 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2003 ولمدة ستة اشهر.

ومن المطالبين باجراء التحقيق وزير الخارجية والمغتربين جان عبيد والنائب محمد قباني رئيس لجنة الاشغال العامة والنقل في مجلس النواب اللبناني والنائب الدكتور محمد عبد الحميد بيضون والنائب نعمة الله ابي نصر.

وبقي المدير العام للمغتربين في وزارة الخارجية والمغتربين هيثم جمعة في كوتونو لتولي اجراء الاتصالات اللازمة والاشراف على عملية التعرف الرسمي الى الجثث. واوضح جمعة في اتصال اجرته معه «الشرق الأوسط» ان التعرف القانوني على جثث الضحايا اللبنانيين يتم في المرحلة الراهنة، ليصار بعد ذلك الى تجهيز الجثامين ووضعها في النعوش. تمهيداً لنقلها غداً (اليوم) الى بيروت، بعد مأتم رسمي تقيمه السلطات في بنين. مشيراً الى ان «الناجي الوحيد من طاقم الطائرة يحمل جنسية البيرو وحالته الصحية لا تسمح له بالتعاون في التحقيق، فهو في العناية الفائقة».

واشار الى ان العدد الحالي للجثث التي تم التعرف عليها هو 72 جثة، اما العدد المتبقي فيصعب تحديده رغم الكلام عن وجود 28 مفقوداً، ذلك ان الافادة عن وجود 141 مسافراً على متن الطائرة المحطمة ليست دقيقة بما فيه الكفاية لتعتمد مرجعاً موثوقاً. فقد علمنا من السلطات الرسمية في بنين ان عدد الركاب هو 161 وهناك احتمال بأن يكون العدد اكبر من ذلك.

كذلك عاد على متن الطائرة رافي باميكوكيان الذي فقد ابنته ماريا، اذ طارت من ذراعيه لحظة تحطم الطائرة ووصف شعوره بالقول: «الدنيا وقعت علينا»، اما شقيقة خضر فرحات، 40 عاماً، الذي نجا من الكارثة وعاد مع المصابين، فقد عجزت عن وصف شعورها، «لأن فرحتها بنجاة شقيقها يوازيها حزن عميق واحساس بالتضامن مع المصابين وذوي الضحايا».

ووصل علي اللقيس من بلدة جويا في جنوب لبنان مصاباً بكسور في ساقه، الا ان حالته المستقرة، لم تمح الخوف والاضطراب عن والدته رفيقة اللقيس.