لبناني في بنين ينتظر معرفة مصير أشقائه الثلاثة.. وآخر يغمى عليه بعد انتشال جثة زوجته من البحر

TT

كوتونو (بنين) ـ أ.ب: راقبت اسر الضحايا من الشاطئ الذي تناثر عليه حطام الطائرة التي سقطت قبالة ساحله وعلى متنها 160 راكباً معظمهم من اللبنانيين، الغواصين وهم ينتشلون جثث الضحايا. وقد نجا من الحادث 20 راكبا بينهم قائد الطائرة التي سقطت يوم عيد الميلاد. وذكر مسؤولون ان عشرات الركاب الآخرين لا يزالون في عداد المفقودين ويخشى أنهم قد لقوا مصرعهم. وقال وزير الخارجية اللبناني جان عبيد ان التأخر بانتشال الجثث عائد الى عدم توفر الاجهزة الضرورية في بنين. وذكرت مضيفة ناجية ان «انفجارا» وقع في الطائرة بعد دقيقتين من إقلاعها. وقال كريم جنبلاط، وهو لبناني ينتظر ورود أي معلومات عن اشقائه الثلاثة الذين كانوا على متن الطائرة في طريقهم الى لبنان لقضاء الاجازة مع والديهم، «لا اقوى على التفكير بمصيرهم». واضاف الشقيق الذي كان من المفروض ان يلحق بأخوته بعد عدة ايام، وهو يغالب الدموع «آه لو انتظروا عدة ايام اخرى».

وقد اغمى على لبناني آخر بعدما اخرج الغواصون جثة زوجته صباح امس، وكانوا قد انتشلوا جثة ابنته البالغة من العمر3 سنوات قبل يوم واحد. ومثل العديد من اللبنانيين الذين يعملون في غرب افريقيا كانت الام وابنتها عائدتين الى لبنان لقضاء اجازة اعياد الميلاد مع الاقارب.

وكانت الطائرة المحملة بعشرات اللبنانيين، وهي من طراز بيوينغ 727، قد لامست مبنى يقع عند طرف المدرج مما أدى الى اختلال توازنها وسقوطها في المحيط الاطلنطي، وتناثرت الجثث والحطام على الشاطئ وفي البحر. ومن جانبه، قال عبيد الذي وصل الى كوتونو يوم الجمعة الفائت، انه تم انتشال 113 جثة حتى الان. واوضح ان 22 شخصا نجوا من الحادث بينهم الطيار، وقد مات بعض الذين نجوا متأثرين بجراحهم. واضاف عبيد ان 151 راكبا والطاقم الذي يضم 10 اشخاص كانوا على متن الطائرة التابعة لشركة «يوتا» التي يملكها لبنانيون ومسجلة في غينيا. وكانت الطائرة قد أقلعت من العاصمة الغينية كوناكري، وتوقفت في فريتاون عاصمة سيراليون، حيث حملت مجموعات من الركاب اللبنانيين. وجدير بالذكر ان آلاف اللبنانيين يعملون في غرب افريقيا.

وأفاد حمزة حمود وهو من الناجين انه كان في طريقه الى لبنان مع تسعة من اصدقائه. واضاف رجل الاعمال البالغ من العمر 28 سنة وهو يتمشى في مستشفى في كوتونو وعلى ذراعه ضمادات «شعرت ان الطائرة ارتطمت بشيء وفجأة اصبحنا في الماء». وقد سبح حمود الى الشاطئ حيث ساعد الصيادين على انقاذ آخرين. وقال «لقد مات كل اصدقائي، التسعة».

وكانت الطائرة انكسرت عند الارتطام، مما ادى الى سقوط قمرة القيادة على الشاطئ فيما وقع جزء من الطائرة في مياه المحيط وأحد محركاتها قرب الشاطئ. وقد تدفق آلاف من السكان الى موقع الحادث، بينما كان البعض يبحثون وسط الحطام والملابس الممزقة والحقائب ويسرقون الهواتف الجوالة والنقد. وحمل رجل قطعة صغيرة من حطام الطائرة، للاحتفاظ بها كتذكار كما يبدو.

غير ان اسباب الحادث لا تزال مجهولة. وكان رئيس هيئة اركان الجيش في بنين فرناند اموسو، صرح سابقاً انه تم العثور على أحد الصندوقين الاسودين. لكن وزير خارجية بنين روغاتين بياو قال ان هذه المعلومات غير صحيحة. الى ذلك، ذكرت وزارة الدفاع الفرنسية في بيان لها من باريس انها ارسلت فريقا من الغواصين للمساعدة في انتشال الجثث والتحقيق في ملابسات الحادث بناء على طلب حكومة بنين. كما وافقت فرنسا على ارسال طائرة نقل عسكرية الى كوتونو للمساعدة في نقل الجثث.

واشارت اميناتا بانغور، وهي مضيفة جوية كانت على متن الطائرة، الى وقوع انفجار بعد دقيقتين من اقلاع الطائرة مما ادى الى سقوطها في البحر بسرعة كبيرة. واضافت السيدة الغينية الاصل التي عولجت في المستشفى بسبب اصابات في وجهها «كان الناس يصرخون ويصيحون، ولكني لم يكن لدي أي وقت للصياح لان الاشياء وقعت بسرعة كبيرة». وقالت انها حوصرت لفترة قصيرة بين الانقاض ولكنها تمكنت من تخليص نفسها وسبحت الى ان انتشلها رجلان من البحر. وأكدت «لا اعرف كيف تمكنت من النجاة. لقد قرر الله انني سأعيش. احمد الله».