البرادعي يبدأ زيارة غير مسبوقة إلى ليبيا ويؤكد عدم وجود دلائل على تخصيبها لليورانيوم

TT

بدأ مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي امس زيارة غير مسبوقة الى ليبيا من المرجح خلالها ان يلتقي الزعيم الليبي معمر القذافي وعددا من المسؤولين الليبيين، ويبحث البرادعي في ليبيا الحالة الراهنة للبرنامج النووي الليبي وعمليات التفتيش التي من المقرر ان تبدأ مطلع يناير (كانون الثاني) المقبل. ويرافق البرادعي فريق من الخبراء النوويين ذوي الخبرة في العراق الذي فككت الوكالة برنامجه السري لصنع قنبلة ذرية خلال التسعينات.

وقبيل مغادرته فيينا الى طرابلس قال البرادعي امس ان ليبيا لم تقترب فيما يبدو من انتاج قنبلة ذرية. واضاف في تصريحات صحافية حول قدرات ليبيا النووية بعد اسبوع من اعلان طرابلس التخلي عن اسلحة الدمار الشامل انه لا توجد اشارات على ان ليبيا خصبت اليورانيوم وهي خطوة ضرورية لانتاج قنبلة ذرية. وشدد البرادعي على الحاجة الى الذهاب الى ليبيا «وتقييم الوضع ميدانيا ومناقشة التفاصيل معهم». واضاف «الشيء المهم بالنسبة لي هو الحصول على فهم كامل للبرنامج، نشأته وتاريخه وحجمه ثم الاتفاق مع السلطات الليبية على خطة عمل لازالة ما تلزم ازالته من الانشطة التي ليست مرتبطة ببرامج مدنية». من ناحيته، قال المتحدث باسم الوكالة الدولية مارك غفوزديكي في فيينا ان الزيارة تهدف الى «بدء عملية التحقق في العمق من كل النشاطات النووية لليبيا الحالية والسابقة وتمهيد الطريق لعمليات التفتيش». واوضح غفوزديكي ان الوفد الذي يقوده البرادعي ويضم حوالي عشرة خبراء من الوكالة التابعة للامم المتحدة سيبدأ المحادثات مع المسؤولين الليبيين فور وصوله، وأوضح انه «ليس هناك برنامج محدد للزيارة وسيتم وضع جدول للزيارة عند وصول الوفد». واكد ان وكالة الطاقة سترفع تقريرا حول البرنامج النووي الليبي الى مجلس امنائها خلال اجتماعه المقبل والمقرر في مارس (اذار) المقبل. ووصف المتحدث القرارات الليبية الاخيرة بانها تفتح صفحة جديدة من العلاقات بين طرابلس والمنظمة الدولية. وتأتي هذه الزيارة التي لا سابق لها بعد اسبوع من اعلان ليبيا المفاجئ في 19 ديسمبر (كانون الاول) الجاري تخليها عن برامج اسلحة الدمار الشامل بعد مفاوضات سرية استمرت تسعة اشهر مع واشنطن ولندن. وبعد ذلك بثلاثة ايام اعلن القذافي انه سيوقع البروتوكول الاضافي لمعاهدة حظر الانتشار النووي الذي يسمح للوكالة الدولية بالقيام بعمليات تفتيش دقيقة ومباغتة لكل المنشآت النووية الليبية. وكان البرادعي قد صرح في مؤتمر صحافي الاثنين الماضي في فيينا ان عمليات التفتيش هذه «يمكن ان تبدأ اعتبارا من الاسبوع المقبل ـ اي من الثاني من يناير (كانون الثاني) المقبل ـ واضاف ان «المفتشين يمكنهم ان يعدوا لائحة اولى لما يجري هناك ويقوموا بزيارة المنشآت». واوضح انه سيبحث مع السلطات الليبية في «القرارات العملية التي يفترض ان تؤدي الى ازالة كل النشاطات التي يمكن ان تؤدي الى انتاج اسلحة ذرية».

يذكر ان ليبيا عضو في الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ 1963. وقد وقعت معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية في 1969 وصدقت عليها في 1975. وفي 1980، وقعت طرابلس اتفاقا مع الوكالة يقضي باخضاع كل منشآتها النووية لمراقبة دولية وخصوصا موقع تاجوراء الذي يقع على بعد 15 كيلومترا جنوب شرقي طرابلس ويشكل «نواة البرنامج النووي الليبي» بحسب تعبير دبلوماسي غربي.